الثقافي
"عبد القادر" لسالم إبراهيمي وثائقي بحجم مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة
في عرضه الأول بقاعة ابن زيدون بحضور جمهور كبير
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 جانفي 2014
"عبد القادر" من القطنة إلى معسكر، المبايعة، تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة، محاربة الاستعمار الفرنسي، النفي وغيرها من المحطات التي عالجها المخرج سالم براهيمي في فيلمه الوثائقي " عبد القادر " الذي عرض يوم الاربعاء بقاعة ابن زيدون في الجزائر العاصمة بحضور جمهور كبير .
التقنية تغلب العمق
لا يمكن لأحد ان ينكر التقنية العالية التي اعتمدها المخرج سالم ابراهيمي في اخراج هذا العمل الوثائقي الكبير كبر اسم الامير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية . واعتمد المخرج على تقنيات عالية الجودة في الاخراج خصوصا وتعاونه مع طاقم عمل أجنبي سواء تعلق الامر بالتقنيين أو بالمؤرخين الذين أدلوا بشهاداتهم حول حياة الأمير . يظهر المخرج سالم ابراهيمي حرفيّة سينمائيةً عالية، تجلّت خاصّةً في الناحية البصرية للفيلم، حتّى وإن اقترب من الوثائقي التلفزيوني بسبب إفراطه في عرض شهادات المؤرّخين والباحثين، على حساب المشاهد التمثيلية والمشاهد الخارجية. لكن الفيلم استعاض عن المشاهد التمثيلية برسوم متحرّكة على قدر عال من الجودة الفنية. لعلّ ذلك كان الحلّ الأنسب للتعامل مع تلك الحقبة الزمنية، التي صال فيها الأمير عبد القادر شرقًا وغربًا، من معسكر إلى تلمسان إلى فرنسا إلى تركيا إلى سوريا إلى مكّة المكرّمة.. وإلى جنيف التي سبقها بفلسفته حول حقوق الأسرى وإلى الولايات المتّحدة التي لم يبلغها، لكن قيمه بلغتها فأسمت مدنها وشوارعها «القادر» و«معسكر». محطّات تتبّعتها كاميرا المخرج، في ربط بديع بين ماضي الأمير وحاضر الإنسانية.
السطحية ؟
اعتمد الفيلم معلومات جاهزة روت سيرةً واحدة على ألسنة متعدّدة، وتجنّب إثارة الأسئلة حول المناطق الرمادية والمثيرة للجدل في مسيرة الأمير عبد القادر، فالخيار كان واضحًا منذ البداية، والظاهر أن المخرج اراد إبراز القيم الإنسانية والبعد العالمي في شخصية الأمير، دون الغوص وإثارة بعض الاسئلة التي اثيرت حولها أكثر من علامة استفهام حول حياة الامير وكانت محل نقاش ملتقيات حول حياة الامير خصوصا علاقته بالملك نابوليون بونابرت الذي منحه حريته وتم استقباله في القصر الملكي بفرنسا والمعاملة التي كان يحظى بها والزيارات التي كانت تأتيه في منفاه بأحد القصور الملكية الفرنسية . سالم ابراهيمي ركز على البعد الانساني للأمير، وخدماته الكبيرة لإصلاح ذات البين خاصة وقوفه إلى جانب المسيحيين المضطهدين في سوريا هذا الأمر جعل مكانته تسمو أكثر إلى أن أصبح يضرب به المثل في التصوف والزهد والفلسفة والشعر .
فيصل شيباني