الثقافي
فيلم "على مد البصر" صراع العقل والقلب ، البحث عن الوجود
انطلاق الطبعة الثالثة من أيام الفيلم الأردني في الجزائر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 جانفي 2014
شهدت قاعة السينماتيك في العاصمة أول أمس انطلاقة الطبعة الثالثة من أيام الفيلم الاردني في الجزائر بعرض فيلم " على مد البصر " للمخرج أصيل منصور. يسرد فيلم "على مدى البصر" حكاية امرأة شابة تعمل على اختيار قرارات كانت قد توصلت إليها في ليلة تحتشد بألوان التشويق والمغامرة حين جرى سرقة سيارتها من قبل أحد اللصوص وهو أيضا رجل غريب الاطوار عانى من ظروف قادته الى القيام بعمليات السطو .يمزج الفيلم الذي أنتجته الهيئة الملكية الاردنية للأفلام ، بين الدراما الاجتماعية ومفردات التشويق والمغامرة وانعكاساتها على سلوكيات شخوص في مواضيع غير عادية في اتكاء على عناصر الفلاش باك والتنقل بين الفترات الزمنية المتباينة . الروائي الأردني "على مدّ البصر" ، يروي قصة "ليلى"، تتوالى عليها المحن، وتتعقد أمورها في ظل الوحدة القاتلة التي تعانيها، بسبب غياب زوجها المتواصل، لتجد نفسها تواجه اللص"سامي"، الذي يحاول السطو على سيارتها، تنقلب حياتها رأسا على عقب، وتجد نفسها مدفوعة إلى إعادة النظر في خيارات اتخذتها خلال حياتها بعد لقائها بـ"سامي"، الذي يعيد تصويرا حيا لحياة الانسان العربي من الداخل ووضعه الاجتماعي في محيط تغمره التناقضات التي أحدثت خلخلة في المنظومة القيمية لأفراد المجتمع، مشيرا في الوقت ذاته، إلى الفوارق الطبقية التي أضحت تميز المجتمعات العربية، وما أحدثته من تدمير للقيم الإنسانية.
"ليلى" تعمل على اختيار قرارات كانت قد توصلت إليها في ليلة تحتشد بألوان التشويق والمغامرة، هذه الفتاة وتجد نفسها متسرعة على ترك حبيب تعرفت عليه في الجامعة فتعشقه، والزواج من آخر خطبها، وتزوجها فيما بعد ، لتعيش بعدها " ليلى" ، حياة زوجية باردة ومخيبة للأمل مع زوج غائب، فعدا وحدتها وغياب زوجها المتواصل، تتراكم خيباتها، وخيالات من الماضي تلاحقها. تحاول إيقاف هذا الماضي المنسرب من بين الأصابع، ويتحتم عليها إعادة النظر في قرارات اتخذتها خلال حياتها. في الجهة المقابلة يستعيد اللص كل ما أفضى به إلى الموقف الذي هو فيه. حياتها مقابل حياته، وكلاهما في موقف يستدعي قرارات غير عادية.. يحاول اللص اللعب على وتر الدوافع التي أدت به إلى محاولة سرقتها، الأمر الذي يجعلهما في مواجهة قرارات غريبة. لتبدأ المواجهة بين ليلى وسامي تأخذ مجرى آخر، في كل هذا الهدوء، تتفجر كل الحكايات التي أدت إلى إيصالهما الى هذه النقطة تحديدا، نقطة البوح غير المتفق عليه، في الأخير يصلان إلى نقطة اتفاق، أن يعيد لها سيارتها، وتعطيه 700 دينار تكفي لدفع مصاريف المشفى وإخراج ابنه لدفنه، وهنا تظهر قصة اخرى تعيد لخبطة الامرو على " ليلى " اين يتضح ان اللص الذي تحدثت اليه ليس اب الفتى الموجود في المستشفى إنما من هرب بالسيارة هو أب الفتى، لتبقى النهاية مفتوحة ، والاحتمالات تراود " ليلى " .
فيصل.ش