الثقافي
إعلاميون جزائريون يعرضون تجاربهم حول الثورات العربية
في ندوة احتضنتها جامعة الجزائر "3"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 جانفي 2014
عثمان لحياني، رشدي رضوان وصوريا بوعمامة إعلاميون جزائريون أصدروا هذه السنة مؤلفات يستعرضون فيها تجاربهم الاعلامية، فمن الثورة التونسية الى الثورة الليبية الى التجربة الاعلامية الجزائرية سنوات التسعينيات، كلها تجارب تصب في سبيل نقل المعلومة للقارئ الجزائري.
واستعرض الاعلاميون الجزائريون أول أمس مؤلفاتهم في ندوة احتضنتها جامعة الجزائر "3" . ونشط هذه الندوة كل من الاعلامي والصحفي عثمان لحياني وكتابه "تونس...حالة ثورة.. محنة الديمقراطية والنجاح الممكن" والاعلامي والكاتب رشدي رضوان وكتابه "ريكسوس 1139 أيام قبل سقوط القذافي" اضافة الى الاعلامية بالتلفزيون الجزائرية صوريا بوعمامة وكتابها " أوراق لم تنشر بعد " . وفي حديثه عن كتابه قال الاعلامي عثمان لحياني ان التجربة التونسية هي الناجح من بين ثورات الربيع العربي نظرا لما تملكه تونس من مقومات تقف في صفها من اجل بناء دولة الديموقراطية ، لما تتمتع به نخبها من حس ثقافي ووعي سياسي كفيل بجعلها في مصاف الدول الديموقراطية رغم التجاذبات السياسية التي تحدث هنا وهناك . وابرز لحياني من خلال حديثه عن كتابه ان حركة النهضة وبحكم اقترابه من رموزها ورئيسها الشيخ راشد الغنوشي تمثل نموذج الحكم الاسلامي الناجح نظرا لتفتحها على التشكيلات السياسية الاخرى وتقدم العديد من التنازلات في سيبل مصلحة تونس العليا . لحياني لم يخف تخوفه من تصاعد حدة التيار الاسلامي المتطرف في تونس ممثلا في الجماعات السلفية التي اصبحت في بعض الاحياء تمثل دور البوليس العمومي وتفرض منطقها على السكان وتوفرها على السلاح الذي اصبح يباع ويشترى بحكم التوتر الحدودي الموجود في ليبيا وسيطرة الجماعات المسلحة على كميات معتبرة من الاسلحة اصبح دخولها الى تونس سهلا بسبب ضعف المراقبة الحدودية . وأشار عثمان لحياني الى المشاكل التي واجهها في تغطيته للثورة التونسية ، خاصة من طرف الشرطة بحكم النظام البوليسي المفروض من طرف الرئيس بن علي ، وهو ما شكل العديد من المضايقات للمتحدث الذي حدث وان تم اعتقاله ومسح الصور الموجودة على الة التصوير كما تعرض الى مساءلة حول وجوده في تونس وعن الجدوى من زيارته ، اين رد هذا الاخير بأنه متواجد من اجل حفلة فنية حضرها فنانون جزائريون ، هذا الامر جعل البوليس يسمح له بالذهاب. الاعلامي رشدي رضوان هو الاخر تطرق الى كتابه " ريكسوس 11 39 " والذي يتطرق فيه الى تغطيته للثورة الليبية واستعرض رضوان تجربته تحت قصف قوات الناتو وفي هذا الشأن بين رشدي رضوان المشاكل الكبيرة التي اعترضتهم اثناء عودتهم من التغطية في ليبيا خصوصا ابعد سقوط نظام القذافي والحساسية التي يوليها الثوار للجزائريين بحكم تعميمهم بأن الجزائريين يقفون في صف القذافي، وقال رضوان "لولا وجود اعلاميين اجانب معنا اثناء تنقلنا الى الحدود الليبية التونسية لما كنا احياء اليوم بحكم ان الثوار الذين أوقفونا في حاجز اعتبرونا اجانب وإلا لكنا اليوم في عداد الموتى" . ولم يخف رشدي رضوان سعادته بهذه التجربة ومحاورته لأبرز قيادات نظام معمر القذافي ، والتي كشف فيها العديد من الجوانب الانسانية من حياة هؤلاء الناس. الاعلامية الاخرى وصاحبة الباع الطويل في التلفزيون الجزائري صوريا بوعمامة اصدرت هي الاخرى هذه السنة كتابا بعنوان "اوراق لم تنشر بعد" تسترجع فيه حقبة العشرية السوداء في تسعينيات القرن الماضي وما كابده الصحفيون الجزائريون من معاناة وقتل على يد الارهابيين . وأشارت بوعمامة إلى انها تأخرت نوعا ما في اصدار هذا الكتاب ولم يكن لديها الدافع لذلك ولكن هذه السنة وجدت المناخ ملائما فقامت بإصدار هذا الكتاب والذي تعتبره عصارة تجربتها في التلفزيون الجزائري خاصة سنوات التسعينيات والتضحيات الكبيرة التي قدمتها للتلفزيون الجزائري رفقة زملائها والذين غادروا منهم كثيرون ممن طالتهم ايادي الارهاب. عثمان لحياني ، رشدي رضوان وصوريا بوعمامة لم يغفلوا ضرورة رفع الدولة يديها عن قانون السمعي البصري ومنح هامش الحرية في سبيل الارتقاء بالخدمة الاعلامية إلى مصاف أحسن.
فيصل.ش