الثقافي

سنة أمازيغية تمر وموعد مع الاحتفالات

بين التاريخ والتقليد يناير عند الجزائريين

 

يمثل يوم 12 جانفي، مطلع السنة الامازيغية، وتكون بذلك قد مرت 2964 سنة عن انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على رمسيس الثاني، فرعون مصر، وتختلف الاحتفالات في الجزائر، من منطقة إلى أخرى نظرا لاختلاف عادات وتقاليد كل منطقة، حيث عرفت ولايات الوطن بالمناسبة العديد من الاحتفالات هذه السنة. وتحضيرا لهذه لمناسبة تحتضن جامعة عباس لغرور بخنشلة يوم غد، لقاء دراسيا حول إحياء رأس السنة الأمازيغية 2964 "شهر يناير". وسينشط هذا اليوم الدراسي الذي ينظم تحت شعار "من أجل ثقافة جزائرية أصيلة" أساتذة من جامعتي خنشلة وبجاية. كما برمجت 6 مداخلات من طرف أساتذة جامعيين وبحضور مهتمين بالتراث والثقافة الشعبية عموما والأمازيغية على وجه الخصوص، إلى جانب طلبة العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة عباس لغرور بخنشلة. وتهدف هذه التظاهرة الثقافية التي ستكون متبوعة بمناقشات ثرية إلى إبراز هذه المناسبة المرتبطة بالبعد التاريخي والثقافة والعادات الأمازيغية وغيرها من المظاهر المرتبطة بمكانة هذه الشهر في الكثير من المناطق بالبلاد، حيث سيتم تسليط الضوء عليها من خلال المحاضرات التي سيلقيها الأساتذة. وسيقام على هامش هذه التظاهرة معرض للكتاب الأمازيغي ومقالات صحفية حول شهر يناير وصور تبرز مظاهر الاحتفال المختلفة بهذه المناسبة وتنشيط مائدة مستديرة بين الطلبة وأساتذة حول الموضوع بقاعة المحاضرات لجامعة عباس لغرور. وتشهد ولاية تيزي وزو، هي الأخرى انطلاق فعاليات صالون "جرجرة كسكسي"، حيث انطلقت هذه الفعالية يوم أمس، تزامنا مع الاحتفال بيناير عيد السنة الأمازيغية الجديدة من 11 الى 14 جانفي بتيزي وزو، ويضم الصالون المنظم من طرف مديرية الثقافة بالتعاون مع الحركة الجمعية، يوما دراسيا حول "الكسكسي عنصر من التراث الثقافي والوقتي" ينشطه أخصائيون منهم مديرة متحف الآثار للجزائر وباحث من مركز البحوث الأثرية للجزائر. وسيطلع الجمهور خلال هذه المناسبة- بقاعة العروض لدار الثقافة- على كيفية الاحتفال بيناير عبر عرض حول موضوع "وعدة نجدي منقلات" الذي ستقدمه نساء من بلدية تيزي راشد وقرية أورير أوزمور لبلدية أقبيل. ومن جهته سيقوم متحف الفنون الشعبية لولاية المدية بتقديم عرض يحمل عنوان "الكسكسي عنصر من التراث الثقافي والوقتي". كما سيحتضن بهو المؤسسة معرضا لمختلف الأطباق التقليدية المحضرة بولايات تلمسان، أدرار البليدة، تيبازة، المسيلة، الجلفة، جيجل والمدية بمناسبة استقبال العام الأمازيغي الجديد. وسيضع المنظمون في متناول زوار المعرض عند منتصف النهار وجبة غذاء جماعية "الوعدة" . كما ستنظم جولة سياحية عبر قرية آيت أوشان التابعة لبلدية أغريب لفائدة المشاركين لتعريفهم باحتفال القرويين بيناير وليتمتعوا بالمواقع الطبيعية للمنطقة.

وفي نفس السياق، ستحيي دار الثقافة عبد الكريم دالي بتلمسان، أسبوعا ثقافيا تحت شعار "أفراح تلمسان"، ابتداء من اليوم، وقد برمجت بالمناسبة عدة أنشطة ثقافية وفنية منها معرض متنوع حول مختلف عادات وتقاليد سكان مناطق ولاية تلمسان والتي ترافق الاحتفالات الخاصة بهذا اليوم المصادف لـ 12 يناير. كما يتضمن البرنامج عروضا ورقصات فولكلورية من تنشيط فرق محلية على غرار فرقة الصف النسوية وفرقة هواري بومدين لمدينة سبدو. وتتزامن هذه التظاهرة الثقافية مع استعدادات المواطنين للاحتفال بيناير، وهذا ما يلاحظ في الإقبال على المحلات التجارية التي غزت رفوفها مواد خاصة بالحدث والمتكونة أساسا من المكسرات مثل اللوز والجوز والبندق والفستق إضافة إلى الحلويات والفواكه المختلفة منها الرمان والتين المجفف،التي تستعمل في تشكيل "طبيقة قرقشة" كما تسمى محليا والتي تزين مائدة "الناير". وعلاوة على ذلك تحضر الأمهات بهذه المناسبة وجبات تقليدية خاصة مثل "البركوكس" و"السفنج" و"خبيزات" حسب عدد أطفال كل أسرة مزدانة بالبيض ومزركشة بأنواع الحلوى. أما بناحية بني سنوس فإن الاحتفالات تتميز بتنظيم كارنفال حيث يتقمص شبان المنطقة أزياء وأقنعة ويخرجون ليلا حول الشخص المحوري الذي يرتدي زي أسد ويدعى "أرياد" على وقع الأهازيج والصرخات ليعبروا عن فرحتهم وتطلعهم بقدوم سنة جديدة وموسم فلاحي خصب. ومن جهتها عبرت ولاية تبسة عن فرحتها بدخول العام الامازيغي الجديد من خلال التظاهرات التي انطلقت ظهر الجمعة الماضية بدار الثقافة "محمد الشبوكي"، والتي تضمنت برنامج أنشطة ثريا ومتنوعا، حيث أعطت هذه الاحتفالات الفرصة للجمهور لحضور الأنشطة الثقافية والفنية التي تنظمها المحافظة السامية للأمازيغية مع تعاونية "ابن خلدون" وجمعية "أصداء الفن السابع". وتتضمن هذه التظاهرة صالونا مصغرا للكتاب الأمازيغي والوسائط الإعلامية المتعددة وعرض أفلام باللغة الأمازيغية وعروضا للأزياء التقليدية والحرف اليدوية والمجوهرات والفخار فضلا عن تقديم عروض مسرحية وأمسيات شعرية وحفلات موسيقية فلكلورية وعصرية. وتشمل الاحتفالات الموجهة أساسا لتسليط الضوء على ثراء التراث الجزائري، وإقامة ورشات لتلقين الكتابة الأمازيغية وفنون الطبخ إلى جانب تقديم محاضرات وتنظيم خرجات إلى المواقع والمعالم التاريخية لولاية تبسة. كما سيتم بهذه المناسبة تكريم عديد الشخصيات الأدبية والثقافية. هذا وقد تميز افتتاح هذه التظاهرة التي حضرتها السلطات المحلية وممثلون عن المحافظة السامية للأمازيغية وآخرون عن الوفود المشاركة بإقامة حفل فني من تنشيط فرق فلكلورية قدمت من تيميمون وتادمايت (تيزي وزو) وتبسة. كما تم على هامشها عرض فيلم وثائقي حول مشوار محمد إيدير آيت عمران رئيس سابق للمحافظة السامية للأمازيغية.

أحلام.ع/ واج 

 

من نفس القسم الثقافي