الثقافي

2013 رحيل العمالقة

 

عرفت سنة 2013 رحيل العديد من المبدعين ممن شكل انتقالهم إلى الرفيق العلى صدمة في الوسط الثقافي سواء في الجزائر أو الخارج ومن ابرز من غادرنا في 2013 المخرج الكبير عبد الرحمان بوقرموح وشيخ المؤرخين الجزائريين ابو القاسم سعد الله الذي غادرنا منذ ايام فقط اضافة إلى الشباب عقيل والشاعر المصري أحمد فؤاد نجم وأيقونة الفن العربي وديع الصافي وغيرهم. 

الجزائر تفقد صاحب رائعة "الربوة المنسية" 

رحل هذه السنة احد اهم المخرجين الجزائريين وهو عبد الرحمان بوقرموح بعد مرض عضال وعن عمر ناهز 77 سنة. وبدأ عبد الرحمان بوقرموح -الذي يعد من مؤسسي المركز الجزائري للسينما في 1963-حياته الفنية في بداية الستينيات كمساعد مخرج بعد دراسات بمعهد السينما"ايداك"بباريس. انجز الفقيد العديد من الاعمال الفنية في اواخر الستينات من افلام قصيرة و اشرطة وثائقية كما عمل مع المخرج محمد لخضر حمينة كمساعد مخرج في فيلم"وقائع سنين الجمر"الذي فاز بالسعفة الذهبية في دورة 1975 من مهرجان"كان". و يعد بوقرموح من رواد الفيلم الامازيغي الطويل حيث قام باخراج اول فيلم بالامازيغية"الربوة المنسية "سنة 1996 المقتبس عن رواية بنفس العنوان للكاتب الكبير مولود معمري. و تحصل هذا الفيلم على جائزة الزيتونة الذهبية في الدورة ال 12 لمهرجان الفيلم الامازيغي في 2012.

 

وفاة المغني اللبناني وديع الصافي

توفي هذه السنة ايضا المطرب اللبناني وديع فرنسيس الشهير بوديع الصافي إثر وعكة صحية استدعت نقله إلى أحد مستشفيات بيروت حيث ما لبث أن فارق الحياة. وغيب الموت عملاقا من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي الفنان الكبير وديع الصافي. وكان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد. وولد وديع الصافي في الأول من نوفمبر 1921 في قرية نيحا وأصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضا. واقترن اسمه بلبنان، وبجباله التي لم يقارعها سوى صوته الذي صور شموخها وعنفوانها". وكانت انطلاقته الصافي الفنية سنة 1938 حين فاز بالمرتبة الأولى لحنا وغناء وعزفا من بين أربعين متسابقا في مباراة للإذاعة اللبنانية أيام الانتداب الفرنسي في أغنية "يا مرسل النغم الحنون" للشاعر الأب نعمة الله حبيقة.

 

رحيل الموسيقار عمار الشريعي

توفي الموسيقار عمار الشريعي بأحد المستشفيات الكبري بالقاهرة عن عمر ناهز 64 عاما بعد صراع طويل مع المرض، وعانى الراحل من تدهور في حالته الصحية الفترة الأخيرة، وكان من المنتظر سفره للخارج لاستكمال باقي رحلته العلاجية. ويعد الشريعي من العلامات البارزة بالموسيقى العربية، وقد ولد مكفوفا في 16 أفريل 1948 بمحافظة المنيا بالصعيد. تعلم الموسيقى منذ صغره، واتجه فيما بعد إلى التلحين والتأليف الموسيقى، حيث كانت أول ألحانه "امسكوا الخشب" للفنانة مها صبري (1975) وزادت ألحانه على 150 لحنا لمعظم فناني وفنانات العالم العربي. وبرع في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والإذاعية والمسرحيات والتي نال معظمها شهرة كبيرة، وخاصة موسيقى مسلسل "رأفت الهجان" وفيلم "البريء" للراحل عاطف الطيب، وحصل العديد منها على جوائز على الصعيدين العربي والعالمي. تجاوز عدد أعماله السينمائية خمسين فيلما، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلا، وما يزيد على عشرين عملا إذاعيا، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية, وقد قام كذلك بتلحين الحفل الموسيقي الضخم الذي أقامته سلطنة عُمان عام 1993م بمناسبة عيدها الوطني وكذلك عيدها الوطني عام 2010م وكان قد سبقه في تلحين أعياد السلطنة الوطنية العديد من عمالقة الطرب العربي أمثال الموسيقار محمد عبد الوهاب.


 

رحيل شاعر "العامية" المصرية أحمد فؤاد نجم

من بين الاسماء البارزة التي غادرتنا نهاية 2013 شاعر "العامية" المصري أحمد فؤاد نجم عن عمر يناهز 84 عاما. وولد أحمد فؤاد نجم في قرية "كفر أبونجم" بمدينة أبوحماد بمحافظة الشرقية، ويعتبر أحد أهم شعراء العامية في مصر، وهو اسم بارز في مجال الشعر العربي، وسُجن عدة مرات بسبب مواقفه من الحكومات المتعاقبة، ودخل في خلافات سياسية مع كبار المسؤولين في مصر. 

وعُين نجم موظفًا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الإفريقية، وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية، ومع ذلك فقد كان اجتماعياً غير ميسور الحال، حيث أقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور، وبعد سنوات اختارته المجموعة العربية لصندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة سفيراً للفقراء. وارتبط اسمه بالشيخ إمام، الذي تعرف إليه في حارة "خوش قدم" وسكنا معًا وأصبحا ثنائياً مشهوراً، إلى أن تحولت "الحارة" ملتقى للمثقفين.

 

رحيل شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعدالله

 

يُلقب أبو القاسم سعدالله الذي رحل عن ثلاثة وثمانين عاماً، في الأوساط الجامعية الجزائرية بـ «شيخ المؤرخين الجزائريين»، نظراً إلى دوره في التأريخ لمختلف الحقب التي مرت بها الجزائر، مع أنه تخصص في تاريخ أوروبا الحديث، وتاريخ المغرب العربي الحديث، وتاريخ النهضة الإسلامية الحديثة، إضافة إلى تاريخ الدولة العثمانية. ومساهماته هذه أهلته للتدريس في جامعات عربية وأميركية، مثل جامعة آل البيت في الأردن، جامعة الجزائر، جامعة الملك عبدالعزيز في السعودية، جامعة دمشق، جامعة عين شمس، جامعتي منيسوتا وميتشيغن. وتولى الرئاسة الشرفية لاتحاد الكتاب الجزائريين منذ 1989. عُرف سعدالله في الجزائر بـ «المؤرخ الموسوعة»، ومن أشهر مؤلفاته: «موسوعة تاريخ الجزائر الثقافي» في 9 مجلدات، «أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر» في 5 أجزاء، «بحوث في التاريخ العربي الإسلامي» الذي تناول الفترة العثمانية في البلاد. وساهم سعدالله في إرساء قواعد المدرسة التاريخية الجزائرية من خلال كتاباته وأبحاثه حول مختلف القضايا الوطنية.

 

وفاة الشاب عقيل في حادث مُروِّع بالمغرب

فقدت الجزائر هذه السنة نجم الاغنية الشابة بالشاب عقيل، في مستشفى بمدينة طنجة، عن عمر يناهز الـ 39 سنة، عقب حادث مرور، عند عودته من تنشيط حفل غنائي بمدينة طنجة. وقد نجت زوجته الحامل التي كانت ترافقه وعازف البيانو، وجاء الحادث نتيجة اصطدام سيارة سياحية بسيارة المرحوم من الخلف وأدى إلى احتراقها. تعيش عائلة الشاب عقيل بخميس مليانة في ولاية عين الدفلى، تحت الصدمة منذ أن تلقت خبر وفاة ابنها المعروف بالشاب “عقيل”، ليلة الخميس إلى الجمعة، في حادث مرور بمدينة طنجة في المغرب رفقة زوجته، التي ترقد حاليا بغرفة الإنعاش بإحدى مستشفيات المدينة المغربية.

من نفس القسم الثقافي