الثقافي

المهرجان يكرّم المخرج الأمريكي شارل بيرنيت

 

احتفى مهرجان الجزائر الدولي للسينما (أيام الفيلم الملتزم) بالمخرج الأمريكي شارل بيرنيت، إذ كرمته كل من السيدتين زهرة ظريف بيطاط والمناضلة المتضامنة مع الثورة الجزائرية آني ستينر بدرع المهرجان ولوحة فنية راقية تعكس أصالة التراث الجزائري.

سهرة الختام وشحها صاحب رائعة “ناميبيا”ببصمته الأمريكية الملتزمة، وكثير من الأفلام الهادفة التي تصب في خدمة القضايا الإنسانية والتحررية عبر العالم، وأثرت الإنتاج السينمائي بمواضيعه المتفردة ذات الأبعاد الاجتماعية والسياسية التي تسلط الضوء على الطبيعة البشرية. وعن التكريم قال شارل بيرنيت  "أشكر القائمين على المهرجان الذين اختاروا الفيلم الهادف بدلا عن الفيلم التجاري وأن الفيلم الملتزم قادر على تغيير العالم ووضع الحلول وإظهار الحقائق”، وأردف معربا عن سعادته بتواجده بالجزائر مرة أخرى، واصفا الوقت الذي قضاه بالمميز والرائع. صاحب “غياب طويل للغاية” لم يطل غيابه عن الجزائر فقد عاد المخرج الأمريكي شارل بيرنيت في هذه الدورة كضيف شرف، بعد أن كان سنة 2011 منافسا ضمن التظاهرة نفسها بفيلمه “ناميبيا”. وتتطرق أفلام بيرنيت لحياة نساء ورجال من الزنوج الأفارقة المنتمين إلى الطبقة الوسطى في المناطق الحضارية، وكذا كفاحهم اليومي، أمالهم وأوهامهم ضمن أسلوب شخصي يوحي دائما إلى القارة السمراء، العبودية والجذور الإنسانية والثقافية. 

شارل بيرنيت اسم يجلب إليه المهتمين في مجال الفن السابع، شارل بورنيت، كرس حياته لرواية أحوال الناس في أفلام ملتزمة بقضاياهم الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.

بورنيت سليل عائلة زنجية متوسطة الحال، غادرت المسيسبي نحو كاليفورنيا للظفر بأكبر فرصة ممكنة للعيش الكريم. كان ذلك في 1940، خلال موجة الهجرة الأفرو- أمريكية التي عرفتها الولايات المتحدة الأمريكية. كانت الحياة الاقتصادية في أوجها في تلك الفترة، والعائلة بورنات، أرادت أن تستفيد هي الأخرى في الراحة المتاحة للكثير من العائلات أمثالها من اجل مستقبل أفضل لأبنائهم. يكبر شارل إذن، هناك ثم الى لوس انجلس يشد الرحال ليعيش في حي وتس. بعد دراسات جامعية ناجحة، يدخل بورنيت الشاب عالم الفن السابع، ويبدأ في إخراج بعض الأعمال المحملة بالرمزية والالتزام، خاصة ما تعلق منها بفئة السود، والطبقة المتوسطة في المدن. كانت أعماله في البداية، تتسم بنزعة نحو التوثيق وقريبة جدا إلى ما لا يعرف بالواقعية الايطالية الجديدة. أما “كيلر أوف شيبس” (قاتل الخراف) المنتج في 1977، فيعتبره النقاد من أجمل وأقوى أعماله. ورغم أن لم يعرض بالشكل الذي يستحقه، إلا أنه أبان عن فنان متعدد المواهب، قادر على ملامسة الواقع بموضوعية كبيرة، وناجح في اللعب على وتر القضايا الحساسة. في 1990 اختير ليكون ضمن السجل الوطني للأفلام، التابع لمكتبة الكونغرس الأمريكية. في 2007، يرى فيلمه “قاتل الخراف” يعود إلى القاعات الكبرى، ويذوق مجددا حلاوة الفوز بجمهور اكبر في أمريكا وكل أوروبا.

من نفس القسم الثقافي