الثقافي
عصمان ويليام مباي يحذر من زوال الأرشيف السنغالي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 ديسمبر 2013
دق المخرج السنغالي عصمان ويليام مباي ناقوس خطر زوال الموروث الثقافي والأرشيف التاريخي لبلاده، الذي تمتلكه الحكومة الفرنسية الرافضة لفكرة إرجاعه لنظيرتها السنغالية، أو إعطاء الحرية لاستخدامه في الأعمال السينمائية الوثائقية التي تتطرق إلى المواضيع السياسية في الفترة الاستعمارية. ودعا عصمان ويليام مباي، في جلسة نقاش فيلمه صبيحة يوم الخميس بقاعة الموقار، جيل السينغال الصاعد، إلى تحمل مسؤولية حفظ تاريخه، بدءا بجمع الشهادات الحية لمن عايشوا الحقبة الاستعمارية، وتفعيل آليات أرشفة الوثائق التاريخية الآيلة للزوال، والتي فقد الكثير منها عبر مختلف المراحل التي عرفتها الدولة السنغالية المعاصرة. وتحدث المخرج عن مراحل إنجاز الفيلم الوثائقي “الرئيس ديا”، والذي استعرض فيه الفترات التاريخية الهامة الناجمة عن إنجازات رئيس مجلس جمهورية السنغال المخلوع أواخر ستينيات القرن الماضي ومراحل محاكمة. وقال إن فرصة مقابلة بعض القيادات والشخصيات السياسية والإعلامية التي عايشت تلك الفترة، على هامش الحملة الانتخابية الرئاسية لسنة 2012، سمحت له ببناء القصة التسجيلية تلك، إلا أنه لم يخف أسفه لفقدان فاعلين سياسيين كان الموت أسرع اليهم، دون أن يتمكن من الاستماع الى شهادتهم. كما اعترضت المخرج صعوبات جمة في جمع الوثائق والتصريحات الإعلامية المتطرقة للواقعة السياسية التي أخلطت الحسابات الحكومية. وهذا بهدف تبرئة ذمة الرئيس السنغالي الأسبق مامادو ديا من تهمة الانقلاب التي وجّهها إليه صديقه ليوبولد سيدار سنغور، بعد نسيانها أزيد من 50 سنة على مرورها. من جهة أخرى أكد المخرج أن أغلب الوثائق المتعلقة بالأحداث السياسية للفترة الاستعمارية، تمت مصادرتها من قبل القوات الفرنسية، وأخرجت من الأراضي السنغالية، بحجة تسهيل الوصول إليها بعيدا عن العقبات. الأمر الذي دفع الباحث الى السفر لفرنسا: “تطلب منا جمع الوثائق التاريخية السفر إلى فرنسا والبحث عن ما يتعلق بالواقعة السياسية نظرا لزوال نظيرتها في السنغال بسبب ضعف الإمكانات لأرشفة هذه الوثائق” يقول موضحا.
أنهى وليام مباي، نقاشه بأمنية تتخذ فيها الحكومة السينغالية الحالية، قرارا سياديا مدعوما بإرادة شعبية للمطالبة باسترجاع كل الذاكرة الارشيفية من الدولة الفرنسية، للمحافظة على الموروث الثقافي والزخم التاريخي للسنغال، وتوظيفه في كتابة التاريخ وكشف الحقائق ودحر التهم والادعاءات التي لا أساس لها من الصحة.
