الثقافي

“عذاب رهبان تبحرين السبعة”.. اقتفاء آثار الجريمة

كريم آيت عودية يعود إلى مأساة التسعينيات

 

 

يقتفي الفيلم الوثائقي “عذاب رهبان تبحرين السبعة” آثار جريمة دموية شنعاء هزت الجزائر وفرنسا على السواء، نفذتها الجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا”، في 21 ماي 1996 بولاية المدية وضحاياها هم رجال دين مسيح أصولهم فرنسية.

كشف الفيلم الوثائقي، الذي عرض يوم الثلاثاء بقاعة الموقار في إطار مهرجان الجزائر الدولي للسينما (أيام الفيلم الملتزم)، تورط الجماعة الإسلامية المسلحة في قضية اغتيال الرهبان الفرنسيين السبعة في منطقة تيبحيرين الواقعة بولاية المدية التي كانت إحدى معاقل الجماعات المسلحة خلال سنوات الإرهاب التي ضربت البلاد.

الفيلم من إخراج الصحفي مالك آيت عودية وسيفرين لابا، وقاما بتبيان الحقيقة التي كانت مجهولة لوقت طويل، بالاعتماد على مادة إعلامية وأرشيف وركزا على شهادات حصرية واعترافات مؤثرة لهمجية وقسوة مرتكبي المأساة أمام الكاميرا، منهم إرهابيو الجماعة الإسلامية المسلحة والجزائريون الذين نجوا من هذه الجريمة.

62 دقيقة مدة الفيلم، استهلت بشهادة للحارس محمد بن علي الذي تعجب من حاله كيف نجا من الموت المحقق، إنه شاهد مباشر لعملية الاختطاف، وسرد بكثير من التأثر أحداث تلك الليلة المأسوية بين 26 و27 مارس 1996 التي اختطف فيها الرهبان السبعة.

وأوضح الفيلم الوثائقي أن عمليات المحاصرة الأولى لم تعط أية نتيجة وأنه في غياب معلومات دقيقة حول مكان اعتقال الرهبان كانت عمليات التمشيط للجيش الجزائري عديمة الجدوى.

من جانبه، قال حسان حطاب، الذي غادر الجماعة الإسلامية المسلحة، ليؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، إن جمال زيتوني الذي كان خصمه في القيادة الإرهابية أكد له قتل الرهبان، فأجبته باللوم وأنه لا يمكن مواصلة العمل سويا.

أما أبو محمد أمير الجماعة الإسلامية المسلحة قال إن زيتوني قرر التخلص من الرهبان، ولم يكن من السهل التخلص من أجسادهم كاملة فقاموا بقطعها، وتابع يقول إنهم دفنوا الجثامين في جبال بوقرة، وأنه حمل الرؤوس في سيارة ورماها على الطريق تحت شجرة قرب المدية، ليعثر عليها سائقون.

وكان رهبان تيبحيرين السبعة قد رفضوا مغادرة كنسيتهم رغم تهديدات الجماعة الإسلامية المسلحة التي كانت تعد بقتل كل أجنبي غير مسلم يبقى على التراب الجزائري. لقد بقوا أوفياء لسكان القرى والكنيسة والتعاونية الفلاحية التي أنشأوها.

وتحصل فريق العمل على صور مهمة تعكس الحقيقة التي وصلوا إليها، مستقاة من الجيش الجزائري ومشاهد للجماعة الإرهابية، ساعدت في تطعيم التحقيق، أما الشهادات فأخرجت الجيش الجزائري من دائرة التهمة التي وجهت إليه على أنه وراء المأساة، وإثبات الحقيقة كاملة من أفواه مرتكبي الجرم والمشاركين فيه.

من نفس القسم الثقافي