الثقافي
"ضرورة خلق مجتمع قائم على مبادئ التسامح والتضامن"
يانيس يولنتاس من اليونان ولاتسوي سيروتي من جنوب إفريقيا:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 ديسمبر 2013
أجمع المخرجان يانيس يولنتاس من اليونان ولاتسوي سيروتي من جنوب افريقيا، في ندوة نقاش صبيحة يوم السبت بقاعة الموقار، على ضرورة خلق مجتمع قائم على مبادئ التسامح والتضامن بين جميع شعوب المعمورة. وقالا إنه لتجاوز الأزمات الاقتصادية والقضايا العنصرية التي أوجدتها الأنظمة السياسية في العديد من البلدان الأوربية والأفريقية على حد سواء. وأرجع المخرج الفرانكو يوناني يانيس يولنتاس صاحب الفيلم الوثائقي “لن نعيش بعد اليوم كعبيد”، خلال المناقشة سبب اعتماده على الجمعيات الحقوقية والأشرطة التسجيلية لأحداث المظاهرات التي شهدتها الأحياء اليونانية بعد الأزمة الاقتصادية والمالية لسنة 2010، إلى قناعته بضرورة الاعتماد على نظرة المجتمع للأحداث وما هي حلوله لتجاوز آثار ومخلفات الأزمة التي مست أغلب البلدان الرأسمالية. كما وصف يولنتاس السياسات الحكومية بغير الرشيدة، دون أن يولي اهمية للفاعلين في المجال السياسي. ووجه المخرج يولنتاس انتقادات عبر فيلمه الوثائقي، وندد بالسياسات الحكومية التي ارجعت البلدان الأوربية إلى الخلف، واستقرأ عبر مشاهده أسباب الأزمة التي عصفت بمستقبل اليونان الاقتصادي والاجتماعي، وهذا من خلال الاعتماد على نظرة فلسفية موضوعية وواقعية تقدم نقدا بناء ومعاصرا لمثل هذا التوجه.
ومن جهته أكد المخرج الجنوب إفريقي لاتسوي سيروتي، منتج فيلم “ما وراء خطوط العدو” المنتج سنة 2012، أن أمل الشعوب الأفريقية والعالمية، في تجاوز ويلات وآثار نظام التمييز العنصري “الأبارتيد”، يكمن في إعادة التفكير في كيفية إحداث تعايش سلمي بين الأفراد سواء كانوا سودا أم بيضا، وهذا من خلال اعتراف الجيل القديم بما ارتكبته أيديهم من جرائم في حق المواطنين السود بجنوب إفريقيا ومواصلة الجيل الجديد لمساعي تحقيق العدالة الاجتماعية التي جسدها المخرج سيروتي في شخصية “جوان” تلك الشابة التي تعيش ببريتوريا والتي انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد اكتشافها فظاعة المجازر التي يقوم بها أفراد أسرتها في حق المواطنين السود. كما اعتبر المخرج سيروتي أن فيلمه الروائي الطويل، المشارك في مهرجان الفيلم الملتزم، يعتبر الأول من نوعه في تاريخ السينما العالمية التي عالجت قضية التمييز العنصري في بلاد الراحل نيلسن مانديلا، كونه يتطرق إلى جيل ما بعد “الأبارتيد” ونظرته المشرقة لمستقبل واعد بين أبناء الوطن الواحد على اختلاف ألوان بشرتهم في ظل العدالة الاجتماعية والتوازن في فرص الحياة للطرفين.