الثقافي
زهيرة ياحي تعطي إشارة انطلاق مهرجان الفيلم الملتزم
العديد من الوجوه السينمائية في حفل الافتتاح
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 ديسمبر 2013
أشرفت، أول امس محافظة مهرجان الجزائر الدولي للسينما، زهيرة ياحي على افتتاح فعاليات الطبعة الرابعة لمهرجان الجزائر الدولي للسينما “أيام الفيلم الملتزم” التي تستمر إلى غاية الـ26 من الشهر الجاري، بقاعة الموقار بالعاصمة، بحضور أسماء سينمائية لامعة جزائرية وعربية وأجنبية يتقدمهم المخرج عمور حكار، الممثلان أحمد بن عيسى وحسان كشاش، المخرجان كازاس وماريات مونتبيار من فرنسا وآخرون، وكذا عشاق الفن السابع. وقالت محافظة المهرجان زهيرة ياحي في كلمة منحت خلالها إشارة الضوء الأخضر لانطلاق الفعالية الرابعة لهذا الحدث السينمائي، الذي يعود مجددا حاملا معه باقة متنوعة ومثيرة من روائع السينما قادمة من مختلف بلدان العالم تضم 19 عملا منها 8 أفلام روائية طويلة و11 فيلما وثائقيا، أخرجها رجال ونساء مهتمون بالقضايا السياسية والاجتماعية بالمعنى الواسع والمتفاني. وشكرت فيها كل من ساهم في إنجاح التظاهرة من شركات خاصة وممولين ومخرجين وممثلين أبوا إلا أن يقدموا إبداعهم السينمائي في الجزائر وكذا أعضاء لجان تحكيم فئتي المنافسة في الوثائقي والخيالي التي تمنح نقاطها لأفضل الأعمال المتنافسة على جوائز الدورة الرابعة وهي الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الجمهور المستحدثة هذه السنة. وأكدّت المحافظة السيدة زهيرة ياحي في السياق بأنّ المهرجان يسعى لتوفير رؤية كبيرة لما يعرف بالسينما الملتزمة، مع اقتراح برمجة نوعية تتكون من أحدث الأفلام وأجودها إلى جانب صقل هويته وإبرازها دون الانغلاق على نفسه وفتح المجال أمام الآفاق الأخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار طابع المنافسة بين الأفلام المشاركة في هذه الدورة الرابعة. كما نوهت المحافظة بأنّ المهرجان لن يحيد عن طبيعته التي أرسي لها منذ نشأته سنة 2009 وهي الوقفات التكريمية التي يخصصها لأبرز صناع السينما الملتزمة في العالم سواء عرب أو أجانب في كل دورة وكذا التزامه بإدراج أفلام عالية المستوى حتى يظهر أنّ مفهوم الالتزام يبقى واقعا معاصرا يترجم خطاباته على أرض الواقع. وتخللّ حفل افتتاح مهرجان الفيلم الملتزم الرابع الذي سيكرم المخرج الأمريكي شارل بورنت أحد الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن القضايا الإنسانية في العالم، عرفانا لما قدمه من خدمة جليلة للفن السابع الملتزم. عرض شريط إعلاني وظفت فيه موسيقى رائعة أنجزه المخرج الشاب المبدع مؤنس خمار قدمّ مجموعة الأفلام الـ19 الطويلة والوثائقية المشاركة في الدورة، وتلاها فيما بعد صعود أعضاء لجنة التحكيم إلى المنصة بقيادة المخرجة جميلة صحراوي صاحبة فيلم “يما” رئيسة لجنة تحكيم الفيلم الخيالي ورئيس لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي المخرج والسيناريست العربي بن شيحة والذين سيعلون عن المتوجين بالجوائز الثلاثة في سهرة الختام.
“أومبلين” من أجل حياة للطفل "لوكا"
رغم ما وصل إليه الغرب من رقي في مجال حقوق الإنسان وتجسيده على الواقع، يكشف الفيلم الفرنسي “أومبلين” لمخرجه ستيفان كازيس عن مأساة حقيقية لأم عانت وضحت حتى تعيش وابنها خارج أسوار السجن، فحملها من مغتصبها لم يشفع لها لتتنصل من قسوة قوانين السجن في الكثير من المرات، وتحيل المشاهد للتساؤل بعمق هل للرضيع ذنب حتى يعيش حياة لا تشبه حياة كل الأطفال؟ بدأ الفيلم، الذي دخل المنافسة الرسمية لمهرجان الجزائر الدولي للفيلم سهرة أول أمس بقاعة الموقار، بمشهد دافئ جمع الأم التي تدعى “أومبلين” بابنها “لوكا”، مزجها بموسيقى حالمة، إلا أن المشهد ما لبث حتى انكسر وأصبح مؤلما عندما فتحت حارسة السجن باب زنزانتها وأخذ الولد، وينتهي الفيلم بالمشهد عينه، بيد أن الأم أومبلين ضمت ابنها عازمة على بناء كل شيء من جديد وقد خرجت من محنة السجن ولن يفرقهم أحد. أومبلين شابة في العشرين تعرضت للاغتصاب وقتلت مغتصبها، ما جعل القضاء يحكم عليها بثلاث سنوات سجنا، ولم تكن تعرف أنها حامل إلا بعد حين، فقررت تسخير حياتها لابنها والصمود أطول مدة ممكنة لتحتفظ به، حيث سمح لها القاضي بتربيته حتى بلغ الـ18 شهرا، وبعدها يمكن لصديقتها “ريتا”، أن تأخذه وتهتم به ولكن تصطدم الأم بخذلان صديقتها المقربة، الأمر الذي جعل القاضي يأخذ الابن لتتبناه عائلة غنية، إلى حين أن يتحسن سلوك أومبلين الفض، فقد تحولت إلى كائن خطير بسبب ابنها، كانت تريد له الراحة وتحسين أدنى حد من الرفاهية غير أنها لم تهتد إلى الطريقة الجيدة. في السجن، حيث جرت معظم أطوار القصة وتصويرها، تعرفت أومبلين على نزيلات مثلها لهن أبناء، إذ تعاضدن معا لإحياء حفل عيد الميلاد، وعملت باجتهاد حتى تغير من سلوكها العدواني، فالقاضي وضع لها هذا الشرط ليعيد زيارات ابنها لها، فهي لا تتواني لدحض الاضطهاد الذي واجهته من قبل الحارسات أو النزيلات، فوفقت في ذلك وتم الإفراج عنها نظير التطور المذهل الذي قطعته في سبيل فلذة كبدها. لم يكن لأومبلين عائلة عدا والدها المسجون، وغداة خروجها من السجن عرفت الشابة أهمية الأسرة في حياة الفرد، فزارت والدها وطلبت منه أن يكون جدا جيدا للوكا وفور خروجه هو الآخر طلبت أن يلتحق بهما ويشكلون أسرة متماسكة. واعتمد المخرج ستيفان كازيس على لقطات مقربة، تبرز الوجوه عن كثب بهدف تقريب حدة المعاناة لدى المتلقي، وحوار الفيلم كان مقتضبا مفعما بالمشاعر، وأخذ الطفل لوكا حيزا مهما في مدة العمل (95 دقيقة)، وذلك لهز أحاسيس المتفرجين ببراءة الولد من حياة لم يخترها.
فيصل.ش