الثقافي
تعليم قيم الصوفية، "وقاية من ثقافة الكراهية"
وزيرة الثقافة خليدة تومي تؤكد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 ديسمبر 2013
أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، أول أمس ،بالجزائر العاصمة ان ترقية الثقافة الصوفية وقيمها تعتبر أمرا "ضروريا" أمام "المخاطر الخارجية" التي يمثلها التطرف الديني الذي يعد أداة "تفرقة" و"كراهية" في المجتمعات الاسلامية. وأوضحت الوزيرة بمناسبة افتتاح الملتقى الدولي العاشر حول "التصوف طرق الايمان" -المخصص للطريقة التيجانية لسيدي احمد التيجاني- ان فلسفة وقيم واخلاقيات الصوفية تشكل إحدى "العناصر الثابتة لهويتنا الوطنية الجزائرية" عكس النظرة "الغريبة" و"الرجعية" عن الاسلام التي ينادي بها "أعداء البشرية" والتي تهدف الى "الاستخفاف بعقولنا". وأضافت تومي ان "ثقافة الاقصاء والاحباط التي تتربص بنا من كل جانب "لن تسود" ما دمنا معتصمين بأصولنا الروحية وجذورنا الصوفية التي تدعو الى ثقافة الامل والمحبة والتسامح والسلام". من جانبه أكد خليفة الطريقة التيجانية -التي تضم مئات الالاف من المريدين- الجزائري سيدي علي بن العربي التيجاني ان "الاضطرابات" و"الفوضى" التي تشهدها بعض البلدان الاسلامية مثل ليبيا ومالي تعد "برهانا" جليا. وأوضح في ذات الخصوص ان الطريقة التي يمثلها "تفضل عدم الخوض في هذا النقاش" حول "الفتنة (الانقسام) التي هي أشد من القتل" في إشارة منه الى المزايدات التي تقوم بها الجماعات الاسلامية التي أدت الى الفوضى في تلك البلدان. كما ذكر شيخ الطريقة بأن "الطريقة التيجانية تعد منهاج سلام يدعو الى الاخوة بين الناس من خلال تعاليم القرآن والسنة" وبالتالي فهو ينأى بطريقته عن الاسلام المتشدد السائد في بعض المجتمعات الاسلامية والذي يدعو إليه بعض الدعاة المتطرفين في المغرب العربي وبلدان الساحل. وتعد الطريقة التيجانية التي تأسست سنة 1782 على يد سيدي احمد التيجاني بعين ماضي (الاغواط) احدى الطرق الاكثر اهمية في الفكر الصوفي. وهي منتشرة بشكل كبير في بلدان المغرب العربي وغرب افريقيا (السنغال وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو الخ...) كما ان لها عديد المريدين في اسيا (اذربيجان والهند وباكستان واندونيسيا). كما ذكر سيدي علي بن العربي التيجاني "بالاهمية" التي يكتسيها التعاون بين رجال الدين والجامعيين في نشر قيم الصوفية وتاريخ الطرق من اجل "تجاوز الاطار التقليدي للاتصال" وتوسيع الفائدة على الجمهور الواسع. كما ذكر ان "سيدي احمد التيجاني الذي كان عالما قبل ان يصبح وليا صالحا قد درس في كبريات مراكز الاشعاع الاسلامي على غرار الجامع الكبير بتلمسان والزيتونة بتونس". وتجدر الاشارة الى ان الملتقى الدولي "التصوف, طرق الايمان" المنظم من الـ17 إلى الـ19 ديسمبر بإقامة جنان الميثاق بمبادرة من وزارة الثقافة والمركز الوطني للابحاث التاريخية والانثروبولوجية وما قبل التاريخ يضم باحثين ورجال دين من 26 بلدا حول المفهوم الروحي لـ"خاتم الاولياء" الصفة التي اسندت لمؤسس التيجانية. وسيتم التطرق خلال هذا الملتقى إلى موضوع الانتشار والتذكير بتعاليم مؤسس الطريقة التيجانية عبر العالم والتي سيحيي مريدوها سنة 2015 الذكرى المئوية الثانية لوفاته.
ف.ش