الثقافي
"نسعى لإرساء معالم الكلمة الطيبة"
منشد فرقة آفاق الفنان رزاق لزهر:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 ديسمبر 2013
بداية ماذا تقول عن مشاركتك في هذا المهرجان ووجودك في مدينة سطيف؟
في البداية أتوجه بالشكر الجزيل للقائمين على هذا المهرجان والذي بدأ يترك بصمته وها هو يترسم الآن وأتمنى له الدوام . وأتواجد هنا مع فرقة آفاق لمدينة عنابة وهي فرقة تأسست سنة 1995 , شعارنا "تنمية ومحبة كل ما هو جميل" ولأجل إيصال رسالتنا هده نستعمل الكلمة الطيبة، عملا بقوله تعالى "مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" . يبلغ عدد اعضاء الفرقة 12 فردا ننشد فقط الفن الأصيل ، من خلال الإنشاد الصوفي .
وما هو الإنشاد الصوفي في نظركم؟
بغض النظر عن الجانب الديني ، السماع الصوفي مقتبس من الإنشاد أو من الغناء وهو غناء في حد ذاته لكن السماع الصوفي متخصص في المدح النبوي والتغني بخير خلق الله وبنعم الله سبحانه وتعالى على عباده , فهو نوع من الإبداع للرقي بالنفس والروح إلى بارئها الأعلى .
لماذا اخترتم هذا النوع على غيره من الطبوع الغنائية؟
الكثير يظن أن الإنشاد الصوفي نطاقه الإقليمي الخليج العربي والمشرق فقط ، فالإنشاد الصوفي من أعرافنا وتقاليدنا ، والمجتمع الجزائري مجتمع مسلم محافظ ، والكلمات الماسة بالحياء التي تتميز بها بعض أنواع الغناء، لا تناسب مجتمعنا . فالكلمة الهادفة والتي تحمل بين طياتها رسائل حب لله وللمجتمع هي من دفعنا لهذا النوع من الإنشاد.
هل تقصد أن باقي الطبوع غير "السماع الصوفي" لا تتناسب ومجتمعنا؟
أنا قلت البعض ، ورغم ذلك فإن جل الطبوع الأخرى دخيلة على مجتمعنا، ومعظمها يتغنى بالنزوات والشهوات ، وطابعنا وسيلة لتوطيد الثقة بين المناجي والمناجى ويدعو إلى ترك النزوات والشهوات وكل الملذات.
يبدو من خلال ما لوحظ في عرضكم أنكم تستعملون "بقوة" آلات موسيقية معاصرة وهو أمر مخالف نوعا ما لطابع الإنشاد الصوفي، ما قولكم؟
قلت لك إننا فرقة نتغنى بكل ما هو جميل، والآلة الموسيقية تضفي نوعا من الجمال على الكلمة الطيبة وتساعد على إرسائها وتساعد أو تسهل لنا إيصال كلمتنا ورسالتنا.
ما قولكم عن المهرجان؟
أتمنى تكرار مثل هذه المهرجانات التي تساعدنا على الاحتكاك وتبادل الثقافات المسلمة ،خاصة في ظل وجود فنانين كبار في الطابع الصوفي . وأشكر جزيل الشكر كل القائمين على المهرجان على حفاوة الاستقبال وحسن التنظيم.