الثقافي
انطلاق الملتقى الوطني حول "الروائي الطاهر وطار"
من تنظيم مديرية الثقافة لولاية سطيف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 نوفمبر 2013
احتضنت، مساء أول أمس، قاعة المحاضرات بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف، الملتقى الوطني حول الروائي الجزائري "الطاهر وطار" والذي ستدور أشغاله على مدار يومين كاملين وهذا بحضور كوكبة من الأدباء والأكاديميين من جامعة سطيف ومختلف جامعات الجزائر. وأكد الأساتذة المشاركون في الملتقى أنه على الرغم مما قدمه هذا الروائي للساحة الأدبية الجزائرية إلا أن هناك إهمالا كبيرا في حقه من حيث الدراسة والتأمل في أعماله. وأوضح بالمناسبة رشيد كوارد من جامعة البليدة في مداخلته أنه على الرغم مما أنجز من أعمال ودراسات حول أب الرواية الجزائرية المعاصرة إلا أن ذلك يبقى غير كاف مؤكدا أن الطاهر وطار ساهم كثيرا في ترسيخ الرواية الجزائرية باللغة العربية، حيث كان له الفضل في تجسيد قالبها الفني الموسوم بسمة عربية لتصبح أعماله موضوعا للكثير من الدراسات والأبحاث الأكاديمية والنقدية. من جهة أخرى دعا المشاركون إلى ضرورة العمل من أجل البحث والتعمق في أعمال وكتابات هذا الروائي الكبير وتدارسها بالشكل الذي يسمح بإبراز خاصة أشهر أعماله وما كتبه من روايات طويلة مثل رواية "اللاز" التي ترجمت إلى العديد من اللغات العالمية بوصفها فعلا روائيا ثقافيا جديدا في العالم العربي والعالم ككل ورواية "الزلزال" سنة 1974 و"الحوات والقصر" سنة 1975 و"عرس بغل" سنة 1978. وحسب مدير الثقافة ورئيس الملتقى إدريس بوديبة، فإن هذا الملتقى يهدف إلى دراسة تجربة تأسيسية لأديب كبير اتسمت مسيرته بالزخم والثراء والتنوع على مدار 50 سنة من المشاكسة التي لا تعرف المهادنة، وأضاف مدير الثقافة أيضا أن الطاهر وطار يستحق أكثر من ملتقى لأن أعماله جديرة بتنظيم مثل هذه الملتقيات لأنها تحمل قيما فنية واجتماعية جديرة بالدراسة والتأمل، وأن هذا الملتقى يشكل فرصة للتعريف بهذه الشخصية الأدبية الجزائرية التي تركت تراثا إبداعيا كبيرا وجعلها مرجعا ومعينا للدارسين لإعادة اكتشاف جزء من التاريخ الثقافي والأدبي الجزائري، ووصف الطاهر وطار بالشخصية المتعددة الجوانب، ونجح في ترك بصمته، وأصبح من أهم الروائيين العرب من الذين كتبوا على الطبقة المتوسطة وخلف وراءه تراثا روائيا لا يستهان به. وأضاف بوديبة أن الروائي وطار استطاع بحنكته ودهائه أن يكون من أول المؤسسين للصحافة المكتوبة في الجزائر بعد الاستقلال ومن مؤسسي العمل الجمعوي الثقافي. وأضاف مدير الثقافة أنه على الرغم من مرور 3 سنوات على رحيل الروائي إلا أنه ولا أحد قد التفت لإحياء ذكراه سواء الجمعيات أو المنتديات أو المؤسسات الجامعية، وكأن الصمت قد بدأ يمد ظلاله ليلف هذه القامة الأدبية السامقة التي قدمت الكثير للثقافة الجزائرية وما أحوج المجتمع والمثقفين لاستعادة هذه الشخصية المثيرة للجدل. ويرى المنظمون أن هذا الملتقى ليس مجرد التفاتة عابرة، ولكنه وقفة تأملية رصينة وهادئة لتقييم مسار الرواية الجزائرية وما رسمته من علامات مضيئة عبر مغامراتها الإبداعية متعددة التجارب والأطياف، وفي هذا الحال لا يمكن الحديث عن الرواية الجزائرية بوجه واحد، فهي حدود ومسامات متداخلة ومتنوعة وأنها تجارب وشخوص وإشارات تجسد التجذير اللغوي لإيقاع المعنى والكلمات. وأضاف بوديبة أن الملتقى عرف مشاركة وطنية واسعة وحتى مشاركة من خارج الوطن بمشاركة الأستاذين طارق ناصري ومعز لعكايشي من تونس.