الثقافي
مسرحية "افتراض ما حدث فعلا" في أيام قرطاج المسرحية
بمشاركة 50 عملا مسرحيا من كافة أنحاء العالم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 نوفمبر 2013
تشارك الجزائر في أيام قرطاج المسرحية بالعمل المسرحي "افتراض ما حدث فعلا" للمخرج لطفي بن سبع عن المسرح الجهوي لام البواقي والذي سبق له افتكاك الجائزة الكبرى في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في 2012.
العرض المسرحي "افتراض ما حدث فعلا" يحاكي على مدار 70 دقيقة ، ظاهرة العولمة، وكذا الأطراف التي تتبناها، وتعطي لنفسها حق تنظيم وتسوية مشاكل العالم دون استئذان أحد، في محاولة لإسقاط تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في شؤون الدول العربية، في ظل ما يسمى ''الربيع العربي''. يحرك مجريات المسرحية الناطقة باللغة العربية الفصحى، ثمانية ممثلين من هواة الفن الرابع بأم البواقي، هم: هشام فرفاح، فارس بركاني، وليد لمودة وقاسمي خطاب، إلى جانب عنتر زايدي، لوصيف مرزوق، عاشور رمزي وأنور السادات نوادري، وذلك فوق خشبة خالية من الإكسسوارات، أي وسط ديكور فارغ. تدور المسرحية في قالب مفعم بالرسائل والمغازي السياسية، التي يحاول طاقم العمل تمريرها بأسلوب مباشر داخل مستشفى للأمراض العقلية، حيث تدور أحداث المسرحية التي يتقمص فيها الممثل هشام فرفاح دور البطولة، المتمثل في دور ''ماريشال''.
كما ترتكز مشاهد ''افتراض ما حدث فعلا'' على التعبير الجسدي للممثلين، أي على اللوحات الكوريغرافية التي ضبطها عيسى شواطي، في الوقت الذي ستتخللها وصلات موسيقية من إمضاء عصام بلعيدي. "افتراض ما حدث فعلا" تسلط الضوء على العديد من الظواهر وتروي حكاية مجانين يستيقظون على قرار أحدهم بخوض لعبة الحرب، ومشروع إنجاز نصب للجندي المجهول، إلا أن مستشار الزعيم لم يعثر على جثة شخص تليق بهذا المقام. فيهوم المستشار على وجهه، بحثا عن حلول ترضي غرور المارشال، وتروي عطشه للحرب عن هذه الرحلة غير المعقولة. وقال كاتب النص في أحد تصريحاته سابقا ، إن مسرحية “افتراض ما حدث فعلا” هي واحدة من سلسلة مسرحياتي التي وجدت من السخرية ملاذا لفعلها، تصرخ بالقتلة، تحاول أن تنبه لما يحدث، تشير بدقة إلى أن الإنسان داخل منظومة الدكتاتورية مجرد روبوت يرسله إلى حروبه العبثية متى يشاء. وهكذا كان المجانين الثلاثة في فرقة أم البواقي، يصغون إلى صوت قائدهم، يحاولون عبثا إيجاد الجندي المجهول، الذي لم يكن في آخر المطاف سوى جثة جندي أحد البلدان الصغيرة المعتدى عليها، تقرر دفنه بعيدا عن أرضه وأهله، لولا استيقاظه ورفضه التنكيل به ميتا. للإشارة يشهد هذا المهرجان المسرحي في دورته الـ16 مشاركة أكثر من 50 فرقة مسرحية، من أكثر من 20 دولة عربية وأفريقية وأجنبية، وكان المهرجان قد انطلق في 22 من الشهر الجاري وسيتواصل الى غاية الـ30 من نفس الشهر .
فيصل.ش