رياضة
أجواء الفرحة تحول ليل الجزائريين إلى نهار
13 قتيل بسبب حوادث مرور ووفاة واحدة بسكتة قلبية و240 جريحا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 نوفمبر 2013
• مناصرون باتوا في العراء بالبليدة، وليالي بيضاء رغم برودة الطقس في كامل الولايات
بمجرد إطلاق الحكم لصافرة النهاية، وإعلان تأهل الفريق الوطني إلى نهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل، علت الحناجير من كامل ربوع الوطن، معلنة الفرحة، التي حولت الشوارع والمدن، إلى أعراس حقيقية، غير أن ذلك لم يحل عن تسجيل حالات من الحزن بعد تسجيل 13 قتيلا و240 جريحا، في حوادث متفرقة بـ 26 ولاية، ناهيك عن حالات الإغماءات المسجلة حسب حصيلة للحماية المدنية.
تحولت فرحة تأهل الخضر إلى كأس العالم بالبرازيل للمرة الرابعة في تاريخه والثانية على التوالي إلى مآسي حقيقية على مستوى 26 ولاية، التي سجلت حوادث مميتة فور انتهاء المباراة التي جمعت الفريق الجزائري مع نظيره البوركينابي، بملعب تشاكير بالبليدة.
وبحسب بيان للمديرية العامة للحماية المدنية فإنه تم تسجيل وفاة مناصر للخضر بسكتة قلبية أثناء متابعته للمباراة بولاية ميلة، فيما نقل أخر أصيب بنوبة قلبية، وأثقل حصيلة سجلتها ولاية بسكرة أين تسببت شاحنة من النوع الثقيل في قتل 4 أشخاص خرجوا للتشجيع عبر الشارع فيما أصيب اثنين آخرين بجروح بليغة، ونفس الحصيلة سجلت بولاية تلمسان، أين لقي 4 مناصرين حتفهم بعد خروجهم للتشجيع، ولقي شخص آخر حتفه في ولاية تيبازة في حادث اصطدام بسيارة كانت تنقل مشجعين، أما ولاية المدية هي الأخرى سجلت وفاة شخصا تأثر بسقوطه من على شاحنة وجرح 4 آخرين، ووفاة شخص بولاية قسنطينة، وآخر بولاية البويرة، فيما جرح 19 آخرين بالعاصمة حوادث اصطدام بين السيارات في الطرقات،
وسقوط مؤلم لـ27 آخرين من على السيارات والشاحنات نقلوا على جناح السرعة إلى المستشفى، فيما أصيب 5 آخرين بنوبات قلبية، ولاية البليدة عرفتها هي الأخرى أحداثا مشابهة اين تم تسجيل 26 جريحا في الطرقات بين الساعة التاسعة ومنتصف الليل، في الوقت الذي أحصت مصالح الحماية المدنية في مجمل الجرحى 240 جريح، على مستوى 23 ولاية أغلبهم كانوا على متن سيارات وشاحنات لتشجيع الخضر، منها تسجيل حالات إغماء ل 8 أشخاص بباتنة، 7 حالات بأدرارـ كانوا محاصرين بين جموع المشجعين في الساحات العمومية، و5 أشخاص أصيبوا بجروح في ولاية الجلفة، 9 في ولاية المسيلة وثلاثة آخرين في ولاية قالمة .
البريد المركزي يلتهب، والعاصمة تغلق
على الرغم من الأحداث المأساوية التي حرمت البعض من الفرحة، إلا أن نقاط عديدة من الوطن شهدت الفرحة بكامل تعبيراتها، فلا مجال لغير الأخضر والأبيض والأحمر، الألوان التي زينت واجهات العمارات، والشوارع، فعلى غرار عديد المناطق من العاصمة والتي أعلنت فرحتها حتى قبل موعد المباراة، كان البريد المركزي على موعد مع فرحة لا مثيل لها فور إعلان التأهل، بتحولها إلى أشبه بملعب، أمام اصطفاف أعداد هائلة من المشجعين أمام ساحة البريد، وفتح المجال للرقص والفرح، لساعات متأخرة من الليل.
تذمر لمسناه لدى بعض المواطنين الذين حرموا من قضاء حوائجهم، بعد أن قررت عناصر الأمن غلق مداخل العاصمة، من واجهة البريد المركزي وإلى ديدوش مراد، ما حرم الكثيرين من الخروج على حد تعبير لبنى التي كانت تودّ التنقل لزيارة والدتها التي كانت تعاني من وعكة صحية بديدوش مراد، رفقة زوجها، غير أن الزحمة المرورية التي فرضتها الأعداد الهائلة من المركبات والأشخاص التي قدمت للاحتفال قد أجلت زيارتها لها، وتركتها في ساحة الاحتفال لساعة متأخرة من الليل، بعد عجزها عن الرجوع إلى مسكنها الكائن بميسونيي.
المتنقلون إلى البليدة باتوا في العراء
إذا كانت فرحة التأهل قد أنست الكثيرين برودة الطقس، وأطلقت العنان لعبارات الفرح والتشجيع، فور تسجيل الهدف مع بداية الشوط الثاني، فإن الكثير من المناصرين القادمين من ولايات الوطن المختلفة، قد قضوا ليلة بيضاء تحت صقيع البرد، وزخّات المطر التي لم تتوقف، بعد أن غادر المناصرون الذين يقطنون بالولاية وبولايات مجاورة، وجد المناصرون المتنقلون من ولايات الشرق الجزائري وحتى الغرب، أنفسهم نائمين في العراء وبداخل مركباتهم، إلى الصباح، وفي السياق قضى مراد القادم من ولاية سطيف ليلته في سيارته رفقة ثلاثة من أصدقائه، في الوقت الذي قضى فيه مناصرون تنقلوا على متن الحافلات ليلتهم في شوارع البليدة، منتظرين حلول الفجر لعودة أدراجهم إلى ولاياتهم والاحتفال من جديد بتأهل تاريخي للخضر.
"البومرداسيون" نقلوا فرحتهم إلى شاطئ البحر
إذا كانت انقطاعات التيار الكهربائي، من الحين للآخر ببعض مدن ولاية بومرداس، قد حبست أنفاس المشجعين الذين أطلقوا أنفاس حناجرهم على شاطئ البحر، فور انتهاء المباراة وإعلان التأهل، فلم تثنهم برودة الطقس، ولا الأمطار التي لم تتوقف من الهطول، في قضاء ليلة بيضاء على شاطئ البحر، والرقص على أنغام الأغاني الوطنية التي صنعت البهجة إلى ساعات متاخرة من الليل استمرت إلى الفجر، فحسب المناصر محمد، الذي تنقل من مدينة رغاية، فإنه لبى نداء أصدقائه ببومرداس الذين فضّلوا الاحتفال على طريقتهم على شاطئ البحر، والتقاط صور تبقى في الذاكرة، لتأهل تاريخي للفريق الوطني، في الوقت الذي أوقد آخرون بعض الحطب تصديا لبرودة طقس لا تحتمل زاد صقيعها على شاطئ البحر.
عين الفوارة ترتدي الأخضر والأبيض
أبناء عين الفوارة عبروا من جهتهم عن الفرحة، أين شاهدوا المباراة بشاشة عملاقة وسط المدينة، لتعلو الفرحة فور انتهاء "الماتش"، وتتحول إلى ساحة الموقع الأثري عين الفوارة، التي ارتدت علما وطنيا عملاقا، وزينت بمختلف الأضواء معلنة الفرح مع أبناء عين الفوارة الذين على الرغم من غياب مدللهم عبد المومن جابو عن اللقاء، إلا أن اسم هذا الأخير لم يغب من تعبيرات السطايفية عن فرحتهم، التي امتدت إلى آخر الليل، أنستهم برودة الطقس التي تعرف بها المنطقة.
الجنس اللطيف حاضر بقوة
وعلى غير العادة، لم تتخلف الفتيات، السيدات، وحتى المسنات، عن الاحتفال بتاهل الخضر، فلم يخلو شارع، إلا وعلت فيه زغاريد نسوة قاسمنا المكان مع الشباب والأطفال الذين حملوا "الفيميجان" ومختلف الألعاب النارية، التي ألهبت المكان، وفي السياق تقول إحدى السيدات في عقدها السادس من برج البحري، أنها تنقلت للاحتفال في الساحة الرئيسية للبلدية، بعد أن اطمأنت على أبنائها الاثنين الذين تنقلا إلى البليدة لمآزرة الخضر، ولم تتردد في لبس العلم الوطني، وتوزيع علمين ىخرين على جاراتها في شاليهات البلدية، ودعوتهن للخروج والتعبير عن فرحتها من خلال إطلاق زغاريدهن تارة والتصفيق تارة أخرى، والمطالبة بانتشالهم من شاليهات برج البحري التي قضوا فيها ما يزيد عن الـ10 سنوات من دون التفاتة السلطات المعنية.
منى. ب