رياضة
المثقفون: "حمّى المباراة لتنويم الشعب"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 نوفمبر 2013
استقت "الرائد" آراء المثقفين حول مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره البوركينابي والتي أخذت اهتمام الشارع الجزائري في الآونة الأخيرة نظرا لأهميتها الكبيرة كونها ستحدد مصير خامس منتخب افريقي سيتأهل إلى المونديال وكون الجزائر مرشحة فوق العادة من أجل تمثيل العرب للمرة الثانية على التوالي .
وقال الكاتب والإعلامي محمد بغداد إن فئة الشباب تمكنت من استدراج الفئات الاجتماعية الأخرى ومع الأيام يرتفع خطاب هذه الفئات، متخذا من الرياضة وكرة القدم، محموله الأساسي وقناته المباشرة. محمد بغداد وصف الظاهرة بالمهيمنة اجتماعيا، ترسل يوميا رسائلها للنخب القائدة، ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، قائلة لها إنها ليست بحاجة إليها، وأنها ترفض تماما خطابها ومشاريعها، وهي تدير ظهرها للتطلعات الكبرى لهذه الفئات، مما يجعلها اليوم تتمترس وراء الرياضة، وتستخدم خطابها المشبع بأقصى العنفوان الجسدي والعاطفي، حتى تعبر عن نفسها. وعلى سبيل المقارنة قال محمد بغداد "يمكن أن نقارن بين ملاعب كرة القدم، وبين الانتخابات الاخيرة، التي سجلت أدنى مستويات التفاعل والمشاركة، في الوقت الذي تزداد فيه يوميا، مستويات الانخراط للمزيد من الفئات الاجتماعية، وتوسع هيمنة خطاب الرياضة، الذي تقوده الأجيال الجديدة. هذا الامر – حسب بغداد - يجعل اليوم، المؤسسات الاجتماعية، والنخب القائدة، أمام تحدٍ كبير، يتمثل في كيفية استيعاب هذه الظاهرة، والتي تجاوزت مستوى المزاجية والانجذاب وملء أوقات الفراغ، إلى انتاج المنظومة الرمزية والتواصلية، التي تجعلها تقطع كل خيوط التواصل، مع النخب القائدة، وهو الأمر الذي يتطلب الاسراع في فهمها، وادراكها وايجاد الوسائل المناسبة، للتعامل معها .
من جهته اعتبر الروائي سمير قسيمي أن المجتمعات التي تحترم نفسها، تكون الرياضة وعلى رأسها كرة القدم سبيلا للتنفيس والمتعة لا غير، ولا يمكن التفكير أن لها علاقة بتطور المجتمعات ثقافيا أو اقتصاديا ولا اجتماعيا، بدليل قوة الرياضة في دول هي في الأصل دول متخلفة، إلا أنها الظاهرة الجديدة في المجتمعات العربية بشكل خاص. وأضاف قسيمي أن الشعوب العربية تحاول استغلال الرياضة "كرة القدم" سياسيا، وتحويل انشغالات المجتمع المدني والشعب كذلك من مساراتها الاجتماعية والسياسية إلى انشغال بائس بالرياضة، وكأنها مخدر موضعي لا غير. ويعتقد الاعلامي والكاتب نصر الدين حديد أنها مباراة عادية جدا، ولا يجب أن نروج لهذه المقابلة بأنها مصيرية وأن الفوز هو مسألة حياة أو موت، وأن مناصرة الفريق هي من حب الوطن، حتى أن البعض راح يربط هذا الانتصار بالثورة التحريرية . وأضاف حديد أن هناك من لا يرى في هذه المقابلة سوى فرصة للـ"حرقة"إلى الضفة الأخرى، وهناك من يرى فيها فرصة لبيع الأعلام الوطنية، وآخرون لا يجيدون سوى التعارك أمام شباك التذاكر لاشتراء أكبر عدد من تذاكر الدخول "هل لكل هذا علاقة بالوطنية في شيء؟"، وأوضح حديد في السياق نفسه أن الذهاب إلى الملاعب أصبح نوعا من المغامرة وهذا بسبب المشاهد المأساوية التي تصلنا من هناك بسبب انعدام الأمن وسقوط قتلى وجرحى بسبب خلافات حول الكرة، إذا كان هذا ما نجنيه من كرة القدم فالأفضل لهم أن يغلقوا الملاعب الجزائرية.
فيصل شيباني