الثقافي
غزة.. أفلام من وسط الركام
الإعلان عن إقامة مهرجان فلسطين الدولي لسينما الأطفال
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 نوفمبر 2013
انتهز المخرج الفلسطيني الشاب أيمن العمريطي فرصة الإعلان عن إقامة مهرجان فلسطين الدولي لسينما الأطفال لأول مرة في غزة، وأعد له فيلما قصيرا من وحي معاناة أطفالها، ليسجل بهذه المشاركة حضورا لم يتح له في الخارج من قبل بفعل ظروف الحصار. وتدور أحداث الفيلم الذي أطلق عليه اسم "من وسط الركام" حول قصة عودة طفل فلسطيني، يوم عيد الأضحى، إلى منزله، الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي، للبحث عن ألعابه ومقتنياته بين الركام. لم تبقِ شدة الدمار سوى بعض ملابس الطفل متناثرة بين أشلاء المنزل، فيبدأ بلملمتها ويرسم بها على الأرض كلمتي "عيد سعيد"، ويختتم الفيلم بمغادرة الطفل المنزل وبعبارات "عيد سعيد يا مسلمين"، "عيد سعيد يا أحرار العالم"، في إشارة إلى أن أطفال فلسطين لا يفرحون بفعل جرائم الاحتلال. وجاء الفيلم أسوة بخمسة أفلام فلسطينية أخرى سمح بمشاركتها في مسابقة المهرجان متأثرة بواقع حياة الأطفال الفلسطينيين المعاش في ظل الحروب والحصار وما أفرزه من إشكاليات، في حين عكست الأفلام العربية والأجنبية الـ18 الأخرى المتنافسة بالمهرجان تنوعا جسد تطلعات أطفال تلك البلدان.
خطوة أولى
ويعتبر المهرجان من وجهة نظر المخرج العمريطي خطوة أولى على صعيد المضي قدما في مشوار تطوير سينما الأطفال بفلسطين، وتشجيع المخرجين الفلسطينيين المهتمين بهذا الفن على الارتقاء بأعمالهم وتعزيز فرص مشاركتهم في صناعة السينما.
ولا تبتعد كثيرا تطلعات وزارة الثقافة بالحكومة المقالة القائمة على المهرجان عما ذهب إليه العمريطي بحديثه للجزيرة نت، فهي تحاول دعم ثقافة السينما كي تنقل للعالم آمال وآلام وأحلام الشعب الفلسطيني وأطفاله الواقعين تحت ظلم الاحتلال.
ويؤكد مسؤول الفنون والإبداع بوزارة الثقافة، والمنسق العام للمهرجان، عاطف عسقول، أن هذا المهرجان وغيره من المهرجانات السينمائية الأخرى التي رعتها وزارته الأعوام الأخيرة هدفها تحريك المياه الراكدة والحث على تشجيع السينما وصناعة الأفلام الفلسطينية التي تعتبر القوة الناعمة والمهمة للشعب الفلسطيني التي يجب أن يستثمرها لدعم قضيته.
من جهته أكد رئيس لجنة تحكيم واختيار الأفلام الفائزة بالمهرجان مفيد أبو شمالة أن الأفلام التي قدمت اختيرت للتحكيم هي 23 من أصل 65 فيلما مشاركا بالمهرجان، تتنوع ما بين أفلام كرتونية وأفلام فلسطينية ذات صبغة وثائقية تعالج قضايا الأطفال، إضافة لمجموعة من الأفلام الوثائقية وأفلام ديكو درامية لمجتمعات عربية وأجنبية.
وأوضح أن من بين الأفلام المتسابقة أربعة أفلام مغربية، وثلاثة أفلام مصرية وأفلام متفرقة من دول عربية وأجنبية مختلفة، مشيرا إلى أن الأفلام الفلسطينية المقدمة للتحكيم تظهر أن التجربة الفلسطينية في مجال سينما صناعة الأطفال لا تزال تجربة غضة وفي بدايتها. وأوضح رئيس لجنة التحكيم أن جودة الأفلام الفلسطينية مقبولة، ولكن يعوزها المزيد من الخبرات وتلاقح الأفكار كي تنهض بواقع سينما الأطفال، وعودة العرض السينمائي التقليدي المتوقف منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987.
فيصل.ش/ وكالات