الثقافي

"الصاعدون إلى الأسفل" لأحمد رزاق أو الواقع الاجتماعي من خلال مسرح السخرية

في عرض شرفي بقاعة الموقار

 

قدم العرض الشرفي لمسرحية "الصاعدون إلى الأسفل" مساء الأربعاء بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة حيث تبرز في طابع تراجيدي هزلي وضعية الأشخاص المستضعفين الذين يعيشون في الحرمان أمام مزايدات سياسية انتخابوية. وفي جو مثير للسخرية تروي أحداث المسرحية التي كتبها وأخرجها للمسرح أحمد رزاق وأنتجها المسرح الجهوي لسوق أهراس على مدى ساعتين قصة سكان معدومي المصادر يجدون صعوبات في الاندماج مع المجتمع لأنهم يعيشون في مجموعة سكنات فوضوية مرتجلة. دوار سيدي سالم حيث لا وجود لأي قاعدة حياة اجتماعية يضم عائلات تعيش في فوضى عارمة ومن بينهم الزوجان "الفروج وقمرة" و"سي الهادي وظريفة" اللذين يتشاجران طول اليوم دون أي أثر. ورغم الشجارات اللا متناهية يسعى السكان الذين اضطروا إلى السكن في بنايات غير قانونية تحسين قدر المستطاع معاشهم اليومي إلى غاية ذلك اليوم الذي أصبح فيه "رجم" وهو ساكن سابق في الدوار غنيا وباتت تراودهم طموحات سياسية وقدم إلى الدوار مع حراسه وطفليه سعيد ونجمة. يحاول "رجم" إغراء جيرانه السابقين لكسب مساعدتهم على انتخابه وتنفيذ مشروعه الخطير المتمثل في بناء مصنع بموقع الحي القصديري. ولكن سي الهادي النزيه والنقابي السابق وابنه "هلال" وكذا مجموع السكان يرفضون العرض ويأبون تحقيق طموحات فائقة للحد يسعى رجل غير نزيه لتحقيقها. وبين هذين العالمين المتنافرين والمتعارضين تولد قصة حب بين هلال ونجمة ليجدا نفسهما في صراع بين الحب والواجب يجد في النهاية حلا له. وأوضح احد الممثلين المسرحيين أن "هلال ونجمة اللذان يرمزان إلى العلم الوطني ينجحان مع ذلك في الزواج رغم كل الصعوبات وهي صورة تعود بنا إلى الجزائر التي تتمكن دائما في تجاوز الصعاب والمحن". وقد تألق حمودي فوضيل الذي تقمص دور "رجم" بمهارة كبيرة إلى جانب جمعاوي عبد الرحمان (سي الهادي) وزياية محمد (الفروج ومسعودة الشوافة) وغريشي صبرينة (ضريفة) وبلحاج زليخة (قمرة) وسلاطني بشير (الأعمى) وطارق عروس (هلال) ونوي لينة (نجمة) . وفي سينوغرافيا من توقيع كاتب ومخرج المسرحية كان الديكور المشكل من سكنات هشة من الزنك قابلة لتصبح واجهات مصنع بسرعة أو أماكن ترفيهية للشباب مقنعا. وكذلك الأمر بالنسبة للإنارة التي أعطت الجو المناسب لمختلف اللوحات. وباستعماله الأغاني الجماعية استطاع احمد رزاق أن يبرز مشاهد هامة فيما طبعت بعض المشاهد الأخرى للمسرحية عروضا في الرقص تزامنت مع المواجهات بين المجموعتين من الشباب على وجه الخصوص. وقد استحسن الجمهور الكبير هذه المسرحية وترك العنان للضحك والاسترخاء دون أن ينسى كل الذين يفتقرون لسكنات. وقال احد المتفرجين إن "الحياة في السكنات القصديرية آفة حقيقية طال أمدها وتمنع كل ممارسة الحق في المواطنة طالما أنها تفتقر لادنى شروط حياة متوازنة".

فيصل.ش

 

من نفس القسم الثقافي