الثقافي

العرض الشرفي لمسرحية "صرخة شعب" لسيد أحمد قارة

بالمسرح الوطني الجزائري

 

قدم المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي في سهرة أول أمس العرض الشرفي لمسرحية جديدة بعنوان "صرخة شعب" من اخراج سيد احمد قارة. يتناول موضوع هذه المسرحية هواجس وهموم الفرد وحيرته امام عديد من القضايا المصيرية المتعلقة بحياته وتاريخه وذلك على خلفية الثورة التحريرية التي جندت الشعب بمختلف فئاته لمواجهة قوات الطغيان التي سلبته ارضه وحريته. وقد وضع الشعب كل آماله في هذه الثورة التي تأتي بغد افضل تجسد فيه كل طموحاته تحت سماء الاستقلال . لكن امام صعوبات الحياة والتحديات الداخلية والخارجية انتابته الحيرة والشك ليتيه وسط مشاعر متناقضة . وقد جسد المخرج تلك المشاعر المتأرجحة بين الامل والخيبة في شخصية محمد المجاهد الذي عاش الثورة بكل جوارحه كما عاش فترة الاستقلال ومعه فرحة الانتصار وايضا خيبة تلك الاوضاع التي عرفتها البلاد.

هذه الشخصية المحورية تنتابها خلال تطور احداث العمل الابداعي الحيرة كما يحاصرها اليأس احيانا لتعود بها الذاكرة الى ايام الحرب التحريرية والتضحيات التي قدمت من اجل مستقبل كريم. في ظل تلك الحيرة والشعور بالتيه، يجد محمد نفسه غارقا في مشاعر متناقضة فتارة يطغى عليه اليأس وفي احيان اخرى يعود اليه الامل في تحقيق كل احلامه . هذه التناقضات والاضداد ظهرت ايضا من خلال طغيان اللونين الاسود والابيض في الازياء والديكور البسيط المشكل من انماط هندسية وكراسي مبعثرة في شبه فوضى.

اعتبر كاتب النص ان هذا العمل يجسد الرغبة في البحث عن "الحيز الجمالي للثورة من خلال الفرد وجدلية اليأس والامل" الا ان اداء الممثلين خاصة البطل لم يكن قويا لدرجة تجسيد تلك المهمة .

فقد ظهرت شخصية البطل على الركح مستسلمة وتائهة احيانا بينما لم تحظ شخصيات اخرى هامة مثل الام والعاشقين بالحضور الكافي من خلال ادوارها .

فالأداء المحتشم وثقل بعض المشاهد والمتمادي في الرمزية قابله من ناحية الكوريغرافيا التي نفذها الفرنسي ريشاردت بونوت سالتي انسجاما وخفة في الاداء حيث نجح الممثلون في ايصال الرسالة بتجسيد لوحات معبرة .

وقد شارك في اداء الادوار الرئيسية كل من وائل بوزيدة ومنيرة روبحي فيسة ومراد اوجيت الذي ساعد ايضا في الاخراج ورضوان مرابط وجعفر بن حليلو .

وصرح المخرج في ندوة صحفية قبل العرض ان موضوع العمل يتعلق بالثورة التحريرية وأنه تناول العديد من الأعمال المسرحية، الا انه يطرحه هو برؤيته الخاصة كما قال بحثا عن روح الثورة من خلال شخصية محمد وهو"إنسان عاش الثورة وشارك في استرجاع الحرية كما عاش فترة ما بعد الاستقلال ليصاب بخيبة أمل بسبب الأوضاع التي سادت الجزائر.

ف.ش

 

 

 

 

 

من نفس القسم الثقافي