الثقافي

نجاح كبير والجزائر الجامعة في قمة الحدث

السينما تصلح ما أفسدته السياسة

 

نجحت الجزائر في احتضان المهرجان الأول للسينما المغاربية في الفترة الممتدة من 3 الى 8 نوفمبر الجاري والتي عرفت مشاركة مغاربية كبيرة بلغ عددها 35 فيلما في كل الأصناف. 

وشهدت الدورة الأولى إقبالا كبيرا من طرف الجمهور والمهتمين بالسينما. وحضر وزير الخارجية رمطان لعمامرة في حفل الافتتاح وألقى كلمته التي نوه فيها بهذا المهرجان والذي من شأنه أن يكون لبنة أساسية في سبيل بناء اتحاد مغاربي قوي من بوابة السينما . 

هذا الحدث السينمائي جمع بين مختلف الفنانين من مختلف اختصاصاتهم والذين قدموا من كامل أنحاء المغرب العربي، كما كان هذا المهرجان فرصة سكان العاصمة للقاء نجوم السينما المغاربية . وقد حضر فعاليات هذه الدورة حوالي 300 ضيف رسمي، ينتمون إلى خمس دول مغاربية. كما تابع أشغال هذه الدورة عدد كبير من الاعلاميين الجزائريين والمغاربيين على حد سواء حيث تم تغطية الحدث الذي اعتبرته مختلف وسائل الاعلام سواء السمعية البصرية أو المكتوبة، بالمهم نظرا للقيمة الفنية التي يحملها ومستوى الأفلام المشاركة ولجان التحكيم. 

المهرجان في دورته الأولى دخل عصر السينما الرقمية، من خلال عرض أفلام الدورة ببرنامج العرض الرقمي "DCP"، حيث تم تجهيز قاعات العرض منها قاعة الموقار والسينماتيك ، بتقنيات العرض الرقمي المتطور، وهو ما سمح للجمهور بمشاهدة أفلام بتقنية عالية الجودة ما جعله يرتاح لهذه الخطوة. 

وعرف مهرجان الجزائر الأول للسينما المغاربية، برمجة 35 فيلما ، ما بين الأفلام الروائية الطويلة والأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية منها: 11 فيلما طويلا يمثلون الجزائر، تونس والمغرب، 15 فيلما قصيرا يمثلون المغرب ، تونس والجزائر وموريتانيا، 09 افلام وثائقية يمثلون الجزائر، تونس والمغرب فيما اقتصر حضور ليبيا على الموائد المستديرة. 

 وقد تم تشكيل ثلاث لجان تحكيم يشهد لها بالكفاءة والسيرة الذاتية الغنية على الصعيد السينمائي، حيث ترأس لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل، المخرج الجزائري القدير لمين مرباح ، وفي فئة القصير ترأس لجنة التحكيم رابح لعراجي ، أما فئة الافلام الوثائقية فقد ترأست اللجنة فضيلة مهال . 

واحتفى مهرجان الجزائر الأول للسينما المغاربية الفضاء ، طيلة 5 أيام كاملة بالسينما المغاربية، بصورة توحي بعمق حمل الجزائر لمسعى الوحدة المغاربية، وهذا ما أكده وزير الخارجية رمطان لعمامرة ووزيرة الثقافة خليدة تومي . وشكل المهرجان بدوره انفتاحا على سينما الشعوب المغاربية، وحاول من خلاله أن يكون فضاء للاحتفال بالإنتاجات السنوية في المنطقة المغاربية، بالإضافة للدور الذي حمله المهرجان من خلال الندوات حول الإنتاج السينمائي المشترك في المنطقة المغاربية ، وموائد مستديرة بمشاركة خبراء سينمائيين من دول المغرب العربي ومن الخارج . كما عرفت الدورة عقد جلسات لمناقشة الأفلام المشاركة في المهرجان، داخل قاعة السينماتيك . 

لسنا بحاجة إلى كثير الأدلّة لنستنتج أن السينما الجزائرية تعيش أزمة حقيقيّة، أزمة تتعلّق –أساسًا- بالمستوى والمضمون الفنّيين، لكن، قد يكون مهرجان الجزائر للسينما المغاربية دليلاً إضافيًّا يؤكّد تلك الحقيقة. على مستوى التلقّي، استقبل الجمهور الأفلام المغربية والتونسية بحرارة كبيرة، بينما استقبل الأفلام الجزائرية ببرودة. أمّا على مستوى التتويج، فالجزائر لم تأخذ شيئًا يُذكر من الجوائز، باستثناء جائزة أحسن ممثّل التي عادت لخالد بن عيسى عن دوره في فيلم «التائب».

وحصد المغرب الجوائز الكبرى للمهرجان في الأنواع الثلاث (الأفلام الروائية الطويلة، الروائية القصيرة، الوثائقية)، بينما خرجت الجزائر «تصفّر». حين تُمنح الجوائز على أسس فنية بحتة، بعيدًا عن منطق «الصوصيال» والتوزيع الجغرافي ومن الواضح أن في تونس، وفي المغرب بشكل أخصّ، سينما جديدة. سينما جريئة وصادمة تطرح مواضيع حديثة بأساليب فنّية مبتكرة ومتحرّرة (زيرو نموذجًا)، في حين تجترّ أفلامنا المواضيع القديمة بأساليب بالية ومثيرة للسخرية أحيانًا (حرّاقة بلوز نموذجًا)، وفي الغالب تجنح لتسويق الكليشيهات، بعيدًا عن الواقع الجزائري الذي يبدو كثيرٌ من مخرجينا منفصلين عنه.

فيصل.ش

 

 

من نفس القسم الثقافي