الثقافي
من أجل سوق مغاربية سينمائية مشتركة
ضيوف مهرجان الجزائر يؤكدون في ندوتهم المهنية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 نوفمبر 2013
يريد المنتجون والمخرجون وكتاب السيناريو من هذه الخطوة الجريئة كسر الحدود الوهمية بين جماهير المنطقة؟ هي بعض الأسئلة التي حاول المهنيون الإجابة عنها صبيحة الخميس، خلال الندوة الثانية المنظمة على هامش مهرجان الجزائر للسينما المغاربية. ناقش ضيوف المهرجان الثقافي المغاربي للسينما، في اليوم ما قبل الأخير من الفعالية، ملف الإنتاج المشترك، وبكثير من الحماس والإصرار، حاول كل واحد منهم أن يقنع غيره بأفكار عملية تتجاوز الحدود، وتستعيد التجارب السالفة التي سبق إليها الرعيل الأول في السينما المغاربية في سنوات 70 و80، حيث اتفق المخرجون الذين تنافست أفلامهم على "الأمياس الذهبي"، على ضرورة الاعتماد على الثلاثي: الجزائر- تونس والمغرب لتجسيد هذه الانشغالات: "هذا المهرجان فرصة لطرح أفكار مشتركة"، هي الجملة التي تكررت على لسان المتدخلين، الذين أكدوا أن الأمر "ممكن جدا" مستذكرين تجارب السبعينيات والثمانينيات: "هذه التجارب بقيت في الرفوف"، قالوا متأسفين، ليضيفوا: "الأفلام تم تصويرها ولم يروج لها في الدول المعنية". ويبقى الجمهور ينتظر لحد الآن لرؤيتها تعرض أخيرا على الشاشات الفضية أو الصغيرة للجمهور العريض.
انصبت الاقتراحات في نقاط عدة، أولها البدء بسيناريوهات مشتركة تكتب لأجل جمهور مغاربي واحد، في مشاكله تطلعاته، لغته تاريخه وغيرها من المكاسب التي توحده. عز العرب علوي المهرج المغربي من جهته قال: "الخطوة الأسهل في نظري هو الحديث عن آلية توزيع بين الدول المغاربية، أفضل من الحديث عن صندوق دعم لأنه مسألة ثانوية"، على عكس الناقد الصحفي محمد لوالي الذي يرى ان صندوق الدعم موجود في كل الدول المغاربية إلا أن "أهل الاختصاص هم يتحملون مسؤولية هذا التخلف" على حد تعبيره.
ياسين ماركو ماروكو مخرج الفيلم القصير "أنتروبيا"، يرى بـ "خلق سوق مغاربية لأفلامنا لأن المشاكل متقاربة" وكذا "التركيز على الجاليات المغاربية في الخارج هو سوق مربح". هذا وعقب عز العرب قائلا ان التلفزة يمكن ان تكون حليفا مناصرا للسينما، إذا ما وجدت آلية لتمرير الأفلام السينمائية عن طريق الشاشة الصغيرة بغية تحبيب الجمهور بالفن السابع: "في المغرب تنتج مئات الأفلام لكن القنوات لا تبثها داخليا او مغاربيا".
مراد بن شيخ من تونس (عضو لجنة تحكيم الوثائقي)، هو الآخر اقترح "اللجوء إلى المسألة القانونية، ونص يفرض على القنوات الخاصة عرض الأفلام في ظل محدودية القاعات" مضيفا: "لا يمكن الحديث عن سوق سينما وتوجيه العمل نحو التلفزيات في انتظار القاعات، ولخلق علاقة بين السينما والجمهور عن طريق التلفزيون".
سلمى برقاش مخرجة "الوتر الخامس"، وعلى ضوء تجربتها الغنية رغم انتمائها إلى الجيل الجديد في السينما المغربية، تساءلت قائلة: "لم لا ننفتح على التجارب الإفريقية خصوصا السينغال والمالي لأنها رائجة وناجحة، يمكن أن تفيدنا كسوق مستهلك لأعمالنا". سيد احمد سميان من الجزائر، دعا بدوره إلى "تشجيع نوادي السينما في كل الجهات، لخلق قاعدة جماهيرية". أما مخرج "الأستاذ" محمود بن محمود فقال: "انطلاقا من تجربتي هناك آليات موجودة منذ الستينيات بيننا، إلا أنها توقفت للأسف.. أنا أؤمن بالمبادرات الفردية، لتنشيط الحركة، الإنتاج والتعاون".
فيصل.ش