الثقافي

عندما يصبح الواد رمزا

وثائقي "الواد الواد" لعبد النور زحزاح

 

"واد مزفران" مجرى مائي تغرق فيه القصص والحكايا. هذا ما حاول عبد النور زحزاح روايته في فيلمه الوثائقي المعروض بالسينماتيك، مساء الأربعاء اليوم الأخير من المنافسة الرسمية لمهرجان الجزائر الأول للسينما المغاربية.. 

زوم على سكان منطقة المتيجة، الذين اتخذوا من هذا الوادي بابا للرزق. زحزاح سأل الفلاحين، تقرب منهم وتعرف إليهم، كيف تسقى تلك المياه أراضيهم وتمنحهم صيدا وفيرا. إلا أن الزمن تغير في هذا الوادي. فبعد سيول الخير، تحول "مزفران" إلى مشكل نغص يوميات "جيرانه".

عدسات زحزاح صوبت على مسار واد مزفران منبعه من أعالي الأطلس البليدي على ارتفاع 1525 متر وصولا إلى مصبه في البحر الأبيض المتوسط. فيلم ينقب عن الحياة الأخرى للجزائر العميقة التي عانت التهميش والنسيان وآثار العشرية السوداء مازالت تلقي بظلالها على سكان المناطق التي يمر عليها الوادي .

شهادات حية لأناس كابدوا الويل في سبيل استقلال هذا البلد. مشاهد مؤثرة لشباب اتخذوا من جسر يمر من تحته الوادي ملجأ يبيتون فيه ويتعاطون السموم ويمررون رسالة إلى السلطات من أجل الالتفات إليهم وانتشالهم من غياهب النسيان. ترك المخرج لمسة فنية تحاكي المكان، وأظهر جمال المنطقة حيث استعمل الطبيعة كموسيقى. 

لم يغفل زحزاح الجانب التاريخي لمنطقة المتيجة ومساهمتها في الثورة التحريرية، حيث نقل شهادات بعض المجاهدين والمساهمين في الثورة الذين سردوا قصتهم مع الكفاح ومعاناتهم من ويلات المستعمر قبل نيل الاستقلال .


من نفس القسم الثقافي