الثقافي

الكتاب الديني يتصدر الطليعة على مستوى الإقبال

قبل أيام عن اختتام الصالون الدولي للكتاب

 

يشهد الصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ18 الذي تحتضنه أروقة قصر المعارض بالجزائر العاصمة ، إقبالا كبيرا والتوافد للزوار منذ اليوم الأول من الافتتاح وتباينت أذواق القراء بين الكتاب الديني والأكاديمي والروائي.

 

وتصدر الكتاب الديني لحد كتابة هذه الأسطر الطليعة من خلال مستوى المبيعات ، والإقبال الكبير الذي يلقاه هذا النوع من الكتب، أين يجد أغلب الجزائريين من صالون الكتاب فرصة من أجل اقتناء أحسن الكتب خاصة من طرف دور النشر السعودية والتي تعتبر الرائدة في هذا المجال دون نسيان دور النشر الأردنية التي تعنى كذلك بالكتاب الديني والتي أصبحت كل سنة تجعل من الكتاب الديني قيمة لدور نشرها. ورغم التضييق والرقابة الشديدة التي تمارس على هذا الصنف من الكتب خاصة من خلال منع العديد من العناوين والتي تفوق العشرات كل سنة وإعادتها الى بلدانها الاصلية وعدم السماح بعرضها في الجزائر ، إلا أن دور النشر المتكفلة بالكتاب الديني وجدت ضالتها في " سيلا 18 " وككل سنة يزداد الاقبال خاصة من قبل أصحاب المكتبات الذين يجدون فرصة من تواجد كبريات دور النشر المشرقية خاصة السعودية منها ، حيث يلاحظ زوار الصالون الاقبال الكبير على جناح المملكة العربية السعودية والذي تحتوي رفوفه كبرى الكتب الدينية لعلماء الدين المشهورين أصحاب المصداقية في العالم الاسلامي. ويبقى التوافد على الكتاب الديني كبيرا كما كان الحال في السنوات الماضية . كما جذبت كتب الأدب العالمي الزوار حتى إن لم يمد القاصد للمعرض يده للاشتراء فإن الفضول دفعه إلى تصفح على الأقل هذه الكتب التي اعتبر البعض أسعارها "معقولة". وتحافظ دور النشر كالقصبة والبرزخ والديوان الوطني للمطبوعات الجامعية على نفس الفضاء المخصص لها دون تغيير الديكور الذي طالما شاركت به في الصالون الدولي للكتاب، حتى أصبحت مميزة لدى الزائر الذي وللوهلة الأولى يتعرف عليها. 

 

للكتاب العلمي مكانته

وفي جناح الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية، شهد الفضاء المخصص لها حضورا "هائلا" للطلبة لاقتناء مختلف الكتب العلمية، واستطاع الكتاب العلمي أن يستعيد مكانته، فضجت أجنحة الناشرين العلميين بالمقبلين من الطلبة والأساتذة ومن القراء الذين يبحثون عن ثقافة علمية، ورغم أن بعضهم اشتكى من الغلاء وارتفاع أسعار الكتاب المتخصص إلا أن هذا لم يمنع من التوافد، واعتبر بعض الطلبة أن الكتاب العلمي يحتاج صالونا خاصا مدعما من قبل الحكومة، ولكنهم في الوقت ذاته عبروا عن استحسانهم المستوى الذي قدمته دور النشر من حيث الجودة والنوعية. 

 

للطفل نصيبه 

التنوع في المضامين منح القارئ الصغير مكانته ووجد قارئ ومبدع المستقبل ما يعمق علاقته بالكتاب، فالتنوع في المضامين والأشكال لكتب الأطفال المعروضة منح للزائر الصغير فرصة للاقتناء، وان كان مصدرا للحيرة أيضا، فالعديد من الاطفال مشتتين بين عناوين جذابة، ويبقى الأولياء في ورطة لتغليب كفة على أخرى، ولإقناع الأطفال بما يتناسب والميزانية. وفي الفضاءات الخارجية، وجد الأولياء فسحة مميزة لأبنائهم، فالمساحة التي جعلت فرحهم لساعات جعلت الأولياء يعبرون عن رضاهم، حيث تنقلوا مرتاحين ومطمئنين في أروقة الصالون. 

 

دور النشر الفرنسية في قلب الحدث 

 كما شهدت دار النشر الفرنسية "هاشات" التي خصص لها في هذا الصالون جناحان حضورا لنفس الفئة لاقتناء القواميس والكتب العلمية. وأخذت الكتب شبه المدرسية، حصة كبيرة في هذا المعرض فعرفت من جانبها إقبالا واسعا من المدرسين، وذلك في العديد من الأجنحة التي عرضت فيها فضلا عن الكتب والألعاب التثقيفية المخصصة للأطفال التي لقيت هي كذلك إقبالا من طرف أولياء الأمور. 

 

الشيخ بلحمر علامة استفهام؟

وخطف الشيخ بلحمر الذي أسال الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة ، الاضواء من جميع الكتاب رغم أنه لم يكن مشاركا في المعرض، حيث اضطر القائمون على "منشورات الشروق" تغيير مكان توقيع الكتاب ونقله إلى قاعة كبيرة تتسع لعدد الراغبين في لقاء الشيخ والحديث إليه، رغم أن مضمون الكتاب لا علاقة له بالشيخ محمد بلحمر، بل بدراسة أكاديمية لظاهرة العلاج بالرقية في الجزائر، للدكتور أحمد حامق استند فيه بتجربة بلحمر في الرقية.

 

دور النشر المشرقية حضور طاغ

توفر دور النشر المشرقية "كما كبيرا" من المواضيع ونوعيات "جيدة" من الكتب على الرغم من أسعارها "المرتفعة" وهو ما لم يجد القارئ الجزائري عند دور النشر الجزائرية والمغاربية على حد قولهم. ويعرف الصالون هذه السنة حضورا "طاغيا" لدور النشر المشرقية التي يقارب عددها الـ300 منها 107 مصرية و80 لبنانية يقابله حضور ضعيف للدور المغاربية التي لم يتعد تعداد المعلن عنها مجتمعة الـ35 منها 19 من تونس و15 من المغرب وواحدة من موريتانيا. ومن جهة أخرى لم يشهد الأدب باللغة العربية اهتماما ملحوظا من القراء مقارنة بنظيره بالفرنسية الذي ميز بقوة هذه الطبعة حيث لاقى اهتماما كبيرا من محبيه وخصوصا المتعطشين للرواية الخيالية والرواية التاريخية والأدب الكلاسيكي الفرنسي.

 

فيصل.ش

من نفس القسم الثقافي