الثقافي

عندما يثور الطفل وتتمرّد السينما

الفيلم التونسي "صباط العيد"

 

"صبّاط العيد"، هو عنوان الفيلم القصير، الذي عرض مساء أول أمس بقاعة الموقار، في ثلاثين دقيقة، بحضور عدد من المختصين في المجال السينمائي وعشاق الفن السابع.

ينطلق الفيلم، بـ"الجنريك"، الذي نقّحه المخرج أنيس الأسود، بأنفاس الطفل نادر المتسارعة، وهو يركض. هذا الفتى ذو الـتسع سنوات، حالم الذي لا يعرف الهدوء، كسب تعاطف الجمهور، فصفقوا له في عديد المرات.

دور البطولة جسده، الممثل الطفل نادر التليلي، في ثوب المندفع المتهور، الذي يجعل المشاهد يلهث وهو يلحقه من مشهد لآخر، كل ذلك في نسق سينمائي، سلس، عمل مخرجه على إيصال وضعية أسرة "نادر"، الملقب بـ"الفلوس"، في قالب متأرجح بين الهزلية، والدراما.

يتأزم الطفل "نادر"، يدخل في حالة نفسية صعبة، حينما يرى حذاء، يأخذه نحو الحلم، ليعود الواقع ويصفعه، بعدم قدرة والده على اقتنائه، بسبب قصر ذات اليد.

ينهار الطفل، والمشاهد أيضا. إذ لجأ أنيس الأسود إلى حيلة العقدة بعد الأخرى، تكشف لنا فصلا من الفصول النفسية للأسرة المكونة من ستة أفراد.

الموسيقى التصويرية، غلب عليها الناي، خاصة في المشاهد التي يثور، فيها الطفل "نادر"، على والده، مخاطبا وضعه المادي، باكيا ضياع طفولته في المعاناة، والعمل. فيلم قصير لكنه عميق فيه الكثير من الحميمية والإيقاع حيث نجح مخرجه في تقديم شريط بمواصفات فنية وتقنية عالية.


من نفس القسم الثقافي