الثقافي
الجزائر تفتح أبوابها لعشاق الفن السابع من المغرب العربي
مهرجان الجزائر الأول للسينما المغاربية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 نوفمبر 2013
أعطت وزيرة الثقافة خليدة تومي، يوم الاحد، بقاعة الموقار بالعاصمة، إشارة انطلاق المهرجان الأول للسينما المغاربية بحضور وزير الخارجية رمطان لعمامرة. المهرجان يسعى – كما أوضحت الوزيرة- إلى أن يكون جامعة لدول المغرب العربي عبر الثقافة خصوصا في هذا الموعد التاريخي المصادف للذكرى الـ59 لاندلاع الثورة التحريرية. وحضر حفل الافتتاح مجموعة من نجوم الفن السابع يتقدمهم المخرج أحمد راشدي والممثل حسان بن زراري. واستهل حفل الافتتاح بعرض مقتطفات 35 عملا مشاركا في المسابقة الرسمية، وتقديم لجان التحكيم الثلاثة للجمهور: رابح لعراجي (رئيسا)، سيد أحمد سميان من الجزائر ، هند حولا حمزاوي من تونس ، عبد الإله الجوهري من المغرب ومحمد مخلوف من ليبي في فئة القصير. ولتسعة أفلام وثائقية تعرف الحضور على فضيلة مهال ( الجزائر)، علي الصافي ( المغرب ) ، مراد بن شيخ ( تونس ) ومليكة ليشور ( الجزائر ). وعرضت كذلك مقتطفات من الأفلام الطويلة الممثلة بـ11 عملا من الجزائر وتونس والمغرب ولجنة تحكيم يترأسها المخرج الجزائري القدير لمين مرباح والفنان أحمد بن عيسى ، محمد لوالي من المغرب ، درة بوشوشة من تونس وعبد الرحمان أحمد سالم من المغرب. وعرض في اليوم الاول عرض الفيلم المغربي "الوتر الخامس" للمخرجة سلمى برقاش".
سلمى برقاش تعزف على "الوتر الخامس"
عبر أوتار العود وسحر الموسيقى، والأماكن التاريخية، تناولت سلمى برقاش قضية صراع الأجيال، في قالب فني جميل. فيلمها "الوتر الخامس" كان اول فيلم في منافسة الطويل. ينتمي "الوتر الخامس" إلى صنف الدراما الموسيقية، قصة شاب في 18 من عمره يهوى العزف على آلة العود. أثناء رحلته يعيش "مالك"، علي الصميلي بطل الفيلم، صراعا دائما مع والدته "ليلى"، خلود البطيوي، التي تبذل جهدها لثنيه عن الدخول إلى عالم الموسيقى، الذي لا يعد بأي مستقبل في ظل الوضعية المزرية، التي يعيشها الفنان، خصوصا والده الفنان الراحل، الذي لم يجن من فنه غير المتاعب، وعاش حياة مزرية مليئة بالمعاناة، رغم أنه كان من أمهر العازفين على آلة العود. جو مشحون بالصراعات الموضوعية والذاتية، يتردد "مالك" على "منصور"، الجار الطيب، الذي يحاول جاهدا تقديم يد العون له وتشجيعه، وتعويضه عن حنان الأب، الذي افتقده.
"العم أمير" (هشام رستم)، يدير معهدا للموسيقى، يزور بيت العائلة ويسمع بالصدفة عزف "مالك" ليقرر تبنيه ومساعدته في مساره الفني، واعدا إياه بتمكينه من أهم أسرار العزف على آلة العود "سر الوتر الخامس"، الذي اخترعه عملاق الموسيقى العربية "زرياب" . يقرر البطل مرافقة عمه، لاكتشاف سر الوتر الخامس، وأثناء رحلته، يدخل مالك في علاقة عاطفية فاشلة، مع فتاة فرنسية تدعى "لورا" (كلير هيلين كاهين)، ويكتشف تسلط عمه وأنانيته، ليقرر الابتعاد عنه، ويكشف سر الوتر الخامس بنفسه. يحتوي الفيلم معزوفات أندلسية رائعة، تحيل على التراث والأصالة، ومشاهد لبنايات أثرية قديمة، في صورة تبعث على سؤال حول مصير العديد من المواقع التاريخية. بلغة سينمائية راقية نجحت المخرجة سلمى برقاش في أول تجربة سينمائية لها في مجال الفيلم الروائي الطويل بعد تجارب عديدة في فئة الأفلام القصيرة.
دخول منافسة الأفلام القصيرة
انطلقت أول أمس بقاعة الموقار، ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻷﻓﻼم اﻟﻘﺼﯿﺮة للطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للسينما المغاربية ﺑﻌﺮض أربعة أﻋﻤﺎل، زوال أمس ﺑﻘﺎﻋﺔ الموقار، ويتعلق الأمر بكل من الفيلم الجزائري "حافلة الشوق" لرشيد بن علال، والفيلم الموريتاني "أزهار اﻟﺘﻮﯾﻠﯿﺖ" لوﺳﯿﻢ اﻟﻘﺮﺑﻲ، والفيلمين التونسيين "يد اللوح" لكوثر بن هنية و"سلمى" لمحمد بن عطية.
"حافلة الشوق".. البحث عن السعادة
الفيلم الجزائري "حافلة الحب" (22 دقيقة، 2012) هو دراما اجتماعية، تروي قصة شاب جزائري يعمل في مصلحة للأرشيف، غير بعيدة عن منزله، إلا أنه يفضل الذهاب عن طريق الحافلة ليلتحق بعمله، وتصرفاته تجعله محل سخرية محيطه، فيما يفكر في شيء وحيد وهو العثور على فتاة أحلامه، فيحقق ذلك بفضل والدته ويتزوج بطريقة تقليدية عكس ما بدا على ذلك الشاب عبثي الشخصية.
"أزهار اﻟﺘﻮﯾﻠﯿﺖ".. الحياة سفر طويل
الفيلم المورﯾﺘﺎﻧﻲ "أزهار اﻟﺘﻮﯾﻠﯿﺖ" (13 دقيقة، 2012) الذي يعد أول ﻋﻤﻞ ﺳﯿﻨﻤﺎﺋﻲ للمخرج التونسي وسيم القربي، أﺣﺪاثه ﺗﺮوي ﻗﺼﺔ رﺟﻞ ﯾﻔﻀﻞ هجر اﻟﺤﯿﺎة الاﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وضغوطاتها واﻟﻌﯿﺶ رﻓﻘﺔ زوجته ﻓﻲ ﻛﻮخ ﻣﻌﺰول ﻓﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﺼﺤﺮاء، وﻗﺪ اﺧﺘﺎر اﻟﻤﺨﺮج ﺗﻘﺪﯾﻢ ﻓﯿﻠﻢ دون ﺣﻮار، باستثناء أﺻﻮات اﻟﻄﺒﯿﻌﺔ فقد يكون اﻟﺼﻤﺖ أﻛﺜﺮ ﺑﻼﻏﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻼم.
"يد اللوح".. طفولة مشاغبة
دخل المنافسة الفيلم التونسي "يد اللوح" ( 23 دقيقة، 2012) للمخرجة كوثر بن هنية، والعمل يروي قصة فتاة صغيرة لا تريد الخضوع للنظام السائد في مرحلة تعود إلى طفولة المخرجة، فالطفلة أمينة، عمرها خمس سنوات، تبحث عن أيام إضافية للعطلة بعدما قررت أمها تسجيلها في مدرسة قرآنية. فوجدت الصغيرة حيلة استعمال غراء فعال لتلصق يديها بمسند أريكة بيتها ولكن تم نزع الغراء، فلاذت إلى فكرة أخرى وهي وضع غراء في يدها ومصافحة زميل لها حتى يمضيا وقتا مع بعض بعيدا عن الدراسة.
"سلمى".. المرأة الانتفاضة الدائمة
الفيلم التونسي "سلمى" (19 دقيقة، 2012) للمخرج محمد بن عطية، يتناول قصة انتفاضة امرأة ضد الأعراف البالية، فعقب وفاة زوجها على اثر حادث مرور، تقرر سلمى تحمل المسؤولية لتوفير مستقبل أفضل لها ولابنتها، فتعمل سائقة للأجرة مثلما كان يشتغل الزوج، فنجحت في الأخير من رفع التحدي الصعب أمام حماتها التي كانت تشكل العائق الكبير في "نضالها".