الثقافي

أول نوفمبر دعوة للوقوف والتأمل أمام الذكرى

مشكل كتابة التاريخ يبقى مطروحا

 

"الموقع في صيانة" هي عبارة تصدمك عند الولوج إلى البيانات المتعلقة بموقع وزارة المجاهدين وهذا عشية الاحتفال بالذكرى الـ59 لاندلاع الثورة التحريرية . فبدل أن تضع وزارة المجاهدين برنامج الاحتفال بهذا اليوم المشهود الذي ضحى من أجله مليونا ونصف المليون شهيد بالنفس والنفيس من أجل إعلاء راية الوطن وتحقيق الاستقلال.

 

تعود الذكرى ومعها وقفة أمام هذا التاريخ العظيم الذي شكل النواة الاساسية لعظمة شعب، تجلت في القدرة على مجابهة أقوى الآلات الاستعمارية على وجه الأرض بفضل الإرادة وحب الوطن. وبهذه المناسبة تم تسطير برنامج ثقافي وتاريخي خاصة وانه تزامن مع تواريخ العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية منها على الأبرز الصالون الدولي للكتاب ولكن للأسف تم تجاهل هذا التاريخ ، في الوقت الذي كان الاحرى على القائمين على الصالون الدولي للكتاب الوقوف أمام هذه الذكرى . كما تأتي هذه الذكرى مع انطلاق المهرجان الدولي للإنشاد بقسنطينة والذي سيحتضن العديد من نجوم الانشاد في العالم يتقدمهم الفنان السوري الكبير مارسيل خليفة الذي كثيرا ما تغنى بالقومية العربية. 

 

"الخالدون" البعد الإنساني للثورة الجزائرية 

مسرحية "الخالدون" تعد أول عمل مسرحي تطرق للثورة الجزائرية من مختلف الزوايا، أبرز ما قالته الفنانة سعاد سبكي عن مسرحية " الخالدون والتي ستعرض اليوم بقاعة الموقار . هذا الانتاج الجديد تناول علاقات الحب بين المناضلين والمجاهدين، ما يعتبر واقعا تاريخيا انتهى في كثير من الحالات بالزواج، كما أكدت المخرجة أنها حاولت كسابقة جديدة إدخال تقنيات السمعي البصري على خشبة المسرح لكن دون المس بالطابع والسياق العام لأبجديات المسرح. مسرحية "الخالدون " تتطرق لعدة نقاط لكن ما جد بها تناول قصة حب بين مناضل ومناضلة، وفقا للسياق الزمني للأحداث، أين كان إبداء مشاعر الحب متحفظا جدا وأحيانا ممنوعا إلا انه كان واقعا تاريخيا، تحاشى الكثير من الفنانين وحتى المؤرخين التكلم عنه. وتعد تجربة "سعاد سبكي" الأولى لها في المسرح الثوري، لما يحمله الإنتاج من بعد إنساني عظيم عظم الثورة التحريرية المجيدة، إضافة إلى أن العمل تطلب منها رفقة كل طاقم العمل جهدا إضافيا كون النص باللغة العربية الفصحى، وموازاة مع قلة تجربة الممثلين مع اللغة الفصحى. وبصفة عامة تروي المسرحية قصة ثلاثة مناضلين يضحون بكل ما لديهم لتنفيذ العملية الموكلة لهم، وهدفهم الأسمى الصعود للجبل رفقة مجاهدي جبهة التحرير، وتتخلل المسرحية صراعات بين المناضلين حول كيفية تنفيذ المهمة، إضافة إلى قصص حب ومواقف سياسية. مسرحية تروي قصة تاريخية جرت أحداثها إبان الثورة التحريرية، وأن أحداثها دارت في الجزائر العاصمة تناولت قصة ثلاثة مناضلين، كلفوا بالقيام بعملية فدائية، وصراع العمل كان في كيفية إنجاز هذه المهمة، والصراع الذي وقع بين هؤلاء الفدائيين، كما يتطرق العرض حسب يزيد إلى قصة الحب التي وقعت بين المناضلين والتي حرصوا على تقديمها بطريقة تليق بالجمهور وخصوصيات الجزائريين .

 

 

الكشافة الإسلامية الجزائرية تحيي الذكرى

بحكم أن الفاتح نوفمبر يعتبر من أهم المحطات التاريخية كونه مناسبة تمجد صناع الثورة وتسهم في ترسيخ الذاكرة، وكنوع من الوفاء للشهداء والمجاهدين، تم تسطير العديد من الأنشطة الثقافية والرياضية، وتنظيم ندوات تاريخية وعرض أفلام تاريخية بالمناطق النائية، ناهيك عن تنظيم مهرجان الأنشودة الثورية في طبعته الثالثة بولاية تيزي وزو وجملة من الأنشطة الجوارية عبر محطات متنقلة تجوب كل الأحياء والمناطق النائية في مدة تقارب 15 يوما، كل هذه الانشطة ينظمها قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية. وسيتم على مستوى العاصمة تنظيم ندوة تاريخية تحت عنوان "مساهمة الكشافة والفرق الرياضية في الثورة التحريرية"، يلقيها البروفيسور يوسف فاتس، محاضر بجامعة باريس. وفي سياق متصل ستبرمج ندوات عبر كامل التراب الوطني والمتمثلة في تحسيس الشباب بأهمية التاريخ في صناعة الحاضر، والمستقبل من خلال دعوة الشباب إلى ضرورة الاطلاع على التاريخ وعلى صناع الثورة . 

 

الإنشاد يغني جزائر الأمجاد

ينطلق اليوم المهرجان الثقافي الدولي للإنشاد بمشاركة 9 دول إضافة للجزائر التي ستمثلها 3 فرق ستسجل كل من مصر ولبنان وسوريا وتونس والمغرب والأردن وفلسطين والإمارات العربية وإيران مشاركتها في هذه التظاهرة الثقافية. وتم اختيار شعار "الإنشاد يغني جزائر الأمجاد" لطبعة المهرجان لسنة 2013 . وستسجل الجزائر حضورها من خلال فرق "الرشاد" من البليدة و"الشمائل" من تندوف و"الإشراق" من وهران وهي الفرق المتوجة في المهرجانات الوطنية الثلاثة للإنشاد المؤهلة للطبعة الدولية بقسنطينة حيث من المزمع أن يحتضن مسرح قسنطينة الجهوي سهرات المهرجان.

 

عرض "ميموزا الجزائر" بمسرح وهران

تعرض مسرحية "ميموزا الجزائر" المنتجة مؤخرا من طرف المسرح الجهوي عز الدين مجوبي لعنابة أمام الجمهور الوهراني يوم 2 نوفمبر . وقد أخرج هذا الإنتاج الجديد الذي عرض في جوان الماضي بالمسرح الجهوي لعنابة جمال مرير اقتباسا من كتاب "ميموزا الجزائر" للكاتب المسرحي المناهض للاستعمار ريشار ديمارسي. وتم إنتاج المسرحية في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال. وتعد تكريما لـ"فرناند إيفتون" الذي أعدم بالمقصلة من طرف الاستعمار الفرنسي في فيفري 1957 وعمره لا يتجاوز 31 سنة بعدما ناضل لصالح القضية الجزائرية. ويشارك في هذه المسرحية الممثلان عايدة كشود وفاتن بنموس. 

 

الدعوة لمواصلة كتابة التاريخ 

دعا محمد عباد رئيس جمعية مشعل الشهيد الى تفادي الوقوع في فخ الخلافات الشخصية البسيطة بين رموز الثورة الجزائرية. وقال إن ذلك لن ينعكس بالسلب إلا على جيلنا والجيل المقبل مشيدا بالدور الذي لعبه المجاهدون ابان الثورة وبعد التحرير في تمرير رسالة اول نوفمبر. وأكد أن هؤلاء الكبار صنعوا التاريخ بالرغم من الخلافات الشخصية بين بعضهم إلا ان قامتهم ستبقى كبيرة بالنسبة لتاريخ الجزائر ولا يجب ان ندخل في هذه التفاصيل اليوم ، لأنها متاهات ستعيقنا عن استكمال مسار جمع وكتابة التاريخ، بالرغم من الخلافات اهم شيء بالنسبة لنا ان نجمع بين هاته الشخصيات التاريخية ولكل واحد مكانته وهو ما يجب ان نحترمه.

 فيصل.ش

من نفس القسم الثقافي