الثقافي

نحو إقامة تعاون مثمر بين البلدين في مجال السينما

أسبوع الفيلم الصيني بالجزائر

 

أكد الوفد الصيني المشرف على قطاع السينما أول أمس بقاعة سينماتك الجزائر "ضرورة توطيد وتكثيف علاقات التعاون الثقافي والسينمائي بين الجزائر والصين لترقى إلى مستوى علاقات التعاون في مجالات أخرى". وقد شدد المسؤول الصيني المكلف بقطاع السينما الذي يرأس الوفد الضيف الموجود بالجزائر بمناسبة أسبوع الفيلم الصيني على "جعل هذه التظاهرة خطوة أولى نحو إقامة علاقات تعاون مثمرة بين البلدين في مختلف المجالات المتعلقة بالسينما والثقافة. وذكر المتحدث خلال الندوة الصحفية التي أقيمت قبيل انطلاق فعاليات الأسبوع السينمائي الصيني أنه يأمل أن "يسمح هذا الحدث السينمائي بإيجاد أفق لتعاون بين البلدين في مجال الإنتاج السينمائي وأيضا خلق فرص أمام الأفلام الجزائرية والصينية لتوزع في دور سينما وفي تلفزيونات البلدين." كما سمح هذا اللقاء الذي حضره مدير سينماتك الجزائر للجانبين بأخذ فكرة عن واقع السينما في البلدين والبحث عن مجالات أخرى للتعاون حيث أشار رئيس الوفد الصيني إلى إمكانية التعاون في مجال التكوين في مختلف المهن السينمائية. وأبرز المتحدث أهمية تنظيم مثل هذه الأسابيع السينمائية لتعريف الجمهور بسينما البلدين. وبالنسبة للصين قال إن هذه التظاهرة "فرصة أيضا لمعرفة الأذواق والميول السينمائية للجمهور الجزائري إضافة الى فرص التواصل وتبادر التجارب بين سينمائيي البلدين" متمنيا ان تستقبل الصين تظاهرة مماثلة للفيلم الجزائري . وأعرب كل من المخرج الصيني ونينغ تساي وبطلة فيلمه "أمي المغولية" نا ران خلال الندوة عن سعادتهما لزيارة الجزائر لتقديم عملهما لجمهورها وكذا التعرف على السينما الجزائرية ومخرجيها. وعقب الندوة الصحفية انطلقت عروض الأسبوع السينمائي الصيني بفيلم "أمي المغولية" وهي ملحمة عن المحبة وتقبل الآخر وأيضا عن عطاء الأم الذي لا ينبض. وتروي أحداث الفيلم قصة واقعية تعود الى بداية الستينيات من القرن الماضي حيث تعرضت حياة ثلاثة آلاف طفل يتيم في مدينة شنغاي الى خطر الموت جراء المجاعة . ولمواجهة تلك الكارثة أخذت السلطات الصينية عدة إجراءات من بينها إرسال الأيتام إلى مروج منغوليا الداخلية في الصين . وهناك أبدى السكان تعاطفا كبيرا مع الأيتام حيث قاموا بتبنيهم ورعايتهم .كما ركز المخرج على المحبة والتآزر الموجودين بين مختلف القوميات الصينية التي يبلغ عددها 52 قومية.

وفي الفيلم المفعم بالأحاسيس الإنسانية الراقية إشادة بالمرأة المنغولية التي أعطت صورة رائعة عن طيبة وحنان الأم وعطفها من خلال موقف "كيجينا"بطلة الفيلم التي وقفت في وجه زوجها وتحدت كل الصعاب لكي تتبنى طفلين بدل واحد رغم الظروف المعيشية الصعبة. وقد تألقت الممثلة نا ران هوا في أداء هذا الدور بكل عفوية وصدق. 

وتتواصل فعاليات اسبوع الفيلم الصيني لغاية 2 نوفمبر المقبل ببرنامج ثري يشمل 9 أفلام حديثة أنتجت بين 2010 و2012 منها الروائية والتحريكية (أفلام رسوم متحركة) . فعلاوة على فيلم الافتتاح سيعرض فيلم"الشركاء الصينيون" لنفس المخرج و"من أجل امتحان دخول الجامعات" لتشوينغ شاو شيونغ و"طبيب التلفريك" وكدا فيلم من نوع الكارتون للأطفال بعنوان "الملك القرد" للمخرج وان لاي مينغ. كما يضم البرنامج أفلام الاكشن مثل "كبير معلمي الفنون القتالية" للمخرج "رونغ كارولي"يروج للفنون الصينية القتالية. ويذكر أن كل هذه الأفلام ستعرض أيضا في باقي القاعات التابعة لمتحف السينما.

ف.ش

 

من نفس القسم الثقافي