الثقافي

"تيتي" أول عمل سينمائي لخالد بركات يعرض بقاعة ابن زيدون

تناول موضوع الطفولة

 

قدم أول أمس بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة أمام الصحافة العرض الأولي لفيلم "تيتي" من إخراج المغني والممثل خالد بركات الذي يخوض بهذا العمل أول تجربة له في السينما . واختار بركات الذي سبق وان مثل في فيلم "القلعة" لمحمد شويخ في هذا العمل الأول له وراء الكاميرا موضوعا دراميا يتناول الطفولة من خلال قصة الطفل توفيق خاليدي المدعو "تيتي" الذي يضيع من ابويه لحظة غياب قصير لتتحول فجأة حياته إلى جحيم تدفن فيه الأحلام والبراءة حيث يجد نفسه وسط كابوس تسكنه أشباح أدمية مجردة من كل المشاعر الانسانية . وتأخذ كاميرا بركات الجمهور على مدى ساعة و40 دقيقة في مغامرة وسط الادغال والعشش التي تقطنها مخلوقات غريبة ومريبة ومثيرة للشفقة أيضا لأنها في واقع الأمر ضحية أقدار . ويجد "تيتي" ذو الثلاث سنوات والمنحدر من عائلة ميسورة نفسه في عالم غريب وقذر سيق إليه في لحظة أراد فيها أن يلهو مع جرو كان على متن عربة نقل لكن عند التقائه بالكلب الصغير تغادر السيارة إلى الطريق المجهول وتشاء الظروف أن يسقط الطفل بين أيدي امرأة شريرة تقرر الإبقاء عليه طمعا في الفدية. ووسط ديكور سريالي شخصياته تذكر شخصيات ايتوري سكولا الايطالي المشهور في فيلم" قبح وقذرون وأشرار" وبعائلة لتينارديي في قصة  "البؤساء" لهيقو تسلط على "الملاك" الصغير كل ألوان العذاب والاستغلال من قبل الأبويين وولديهما.

وينجح الطفل من الهروب مع الكلب الوفي "جامبو" صديقه الأبدي ليكتشف المدينة الكبيرة وما تخبئه من أهوال وضياع حيث يلتقي هناك بنماذج مختلفة من أطفال الشوارع...

وطيلة تلك الأعوام كانت والدة "تيتي" تتألم وتعاني لفراق فلذة كبدها إلى حد الانهيار العصبي. واختار المخرج الذي وقع أيضا للسيناريو والحوار وألف الموسيقى مدير تصوير من العيار الثقيل علال يحياوي الذي تفنن كالعادة في تقديم صور جميلة كما عمل مع طاقم تمثيل جمع بين أطفال يمثلون لأول مرة. فإلى جانب الدورين الرئيسين مليكة بلباي (الأم) ومصطفى لعريبي (الزوج) تعاقبت طيلة أحداث الفيلم وجوه أليفة مثل احمد بن عيسى وارسلان وعزيز دقة وحميد رماس وزهير بوزرار. فإذا كان مثلا دور ارسلان ورغم قصره مؤثرا إلا أن باقي الممثلين لم يأخذوا حقهم فجاءت بعض الأدوار مقحمة الى جانب ثغرات في السيناريو حيث نجد الأم تترك طفلها لوحده دون تكلف عناء غلق الباب وأيضا ثقل بعض المشاهد في المستشفى . ما قد يعاب أيضا على السيناريو تحميل الطفل أكثر من سنه من خلال حديثه وأجوبته وتأملاته في الحياة والقدر إلى جانب الإفراط في غموض شخصية "الأب" حتى النهاية . رغم هذه النقائص وأيضا الرتبة في بعض المشاهد وتسارع الإحداث مع اقتراب النهاية تبقى تجربة بركات الأولى خطوة جريئة لاقتحام عالم الأضواء من خلال موضوع سلط الضوء على جانب من مشاكل ومعاناة فئة هامة من المجتمع (الأطفال والشباب) مفضلا في نهاية الأمر تغليب الخير على الشر.

ف.ش

 

من نفس القسم الثقافي