الثقافي
عائلة الأمير عبد القادر ترحب بالفيلم السينمائي حول سيرة جدها
في تصريح لحفيده جعفر الحسني الجزائري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 أكتوبر 2013
رحبت عائلة الأمير عبد القادر بدمشق على لسان حفيده المباشر مؤسس ونائب رئيس "مؤسسة الأمير عبد القادر الجزائري الدولية للثقافة والتراث"، جعفر الحسني الجزائري، بالفيلم السينمائي حول سيرة الأمير للمخرج الأمريكي شارل بورنت والذي سينطلق تصويره في شهر نوفمبر المقبل. كما رحب الأمير جعفر وهو حفيد الأمير عبد القادر المباشر لابنه الأمير أحمد الحسني الجزائري، في تصريح مكتوب لوكالة الأنباء الجزائرية، بفريق تصوير الفيلم في دمشق مبديا لهم استعداده لمساعدتهم على كل ما يلزم وبخاصة التصوير في بيت الأمير الذي تعود إليه ملكيته حاليا. واعتبر الأمير جعفر أن هذا المشروع السينمائي سيكون "شديد الأثر في إلقاء الضوء على حياة الأمير في عالمنا (...) لأن الأمير قدم رسالة سامية تقوم على الإخاء والمودة بين الطوائف ورسالة أخرى قوامها التسامح الديني بين الأديان" مشيرا الى أن ذلك "ما تحتاج إليه أكثر البلدان العربية التي تشهد صراعا طائفيا ومذهبيا يحدوه التعصب والتطرف"، على حد قوله.
وأوضح في نفس السياق أن الأمة الإسلامية في حاجة إلى عرض مثل هذه الأفلام التي "تعكس الروح السمحة لدى المجاهدين القدامى" مؤكدا من جهة أخرى أن بعث الجانب السمح المتنور في الشريعة الإسلامية الذي يقوم على الحب والرأفة بالإنسان عبر الفيلم "مفيد في إنهاء الظلم والعنف والتعصب الذي يعصف بكثير من بلدان العالم".
وبعد أن اعتبر أن هذا الفيلم "سيغير بلا شك ما يحمله الغرب تجاه الإسلام والمسلمين" قال الأمير جعفر إنه "يشكل رسالة وفاء وإخلاص للجزائريين ولعائلة الأمير في دمشق والعالم" ودليل على "منتهى الوفاء لتاريخ أولئك الرجال العظماء الذين أسهموا في بناء التاريخ المعاصر" مؤكدا أن عائلة الامير "يكفيها ان ترى سيرة جدها معروضة عرضا موضوعيا صادقا".
كما أكد ثقته في المختص في أنثربولوجيا الأديان والتصوف الإسلامي الدكتور زعيم خنشلاوي الذي كتب سيناريو الفيلم بالتنسيق مع المنتج الفرنسي الأمريكي فيليب دياز مشيرا الى أنه "سوف يغطي كافة الجوانب المعروفة والمشهورة في حياة الأمير وكفاحه بالإضافة إلى الجوانب الروحية الصوفية والمواقف الإنسانية النبيلة المستمدة من روح الإسلام السمح".
وفي هذا الشأن ذكر بأن "هناك كثيرا من الحوادث حدثت في تاريخ الأمير مجهولة إلى يومنا هذا وبخاصة الجانب الصوفي الذي ورثه الأمير عن أجداده والذي يشهد على ثقافته الواسعة والمتنوعة في التراث الفقهي والأخلاقي والفلسفي" وبأن "الغالبية العظمى من المثقفين تعرف عن الأمير كفاحه ومعاركه ضد الاحتلال الفرنسي لمدة سبعة عشرة عاما وكونه المؤسس الأول لدولة الجزائر الحديثة".
وتأسف لكون الجوانب الأخرى من حياة الأمير الصوفية والفلسفية وإعجابه بالعلوم الحديثة والتكنولوجيا وكافة مخترعات القرن التاسع عشر وحنكته السياسية والمعنوية في مشروع شق قناة السويس في مصر "ما تزال وقفا على المختصين".
وفي حديثه عن شخصية الأمير اعتبر أن "ما من عربي ولا مسلم صحيح العقيدة إلا وهو يعتز بما صنعه الأمير عبد القادر الحسني الجزائري في تاريخ العروبة والإسلام المعاصر" منوها بعبقريته العسكرية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والدينية ومطالبا الشبيبة الإسلامية بالتشبه بالكرام من تراث الأمة العربية الإسلامية أمثال الأمير عبد القادر.
وأوضح أن هذا التشبه "يقوم أولا على التضحية بالأنفس والأموال لرعاية استمرار هذا التراث العظيم الذي يقوم على الدفاع عن الأرض والعرض بالشجاعة الزائدة والعلم المستنير" مؤكدا أن "بدون هذا العلم الذي حاول الأمير أن يدخله إلى دولته الوليدة من خلال بناء جيش قوي منظم ومسلح بالوسائل التكنولوجية الحديثة فإن الأمم لا يمكنها ان تتقدم وتتابع وجودها كدولة حضارية متميزة".
كما أشار الأمير جعفر الذي أشرف على تسليم راية من الرايات النادرة للأمير إلى المتحف المركزي للجيش في شهر أفريل المنصرم أن التشبه بالأمير عبد القادر الذي
— كما قال— "كان عادلا في حكمه وجمع بين الدين والسياسة" يعني "الربط بين المعاصرة والتراث الروحي الخالد المستلهم من سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم".
وفي الأخير اغتنم هذه الفرصة ليعرب عن تمنياته للجزائر بأن "تنعم بالرخاء والازدهار والاستقرار وأن يكون وعي شبابها على قدر المسؤولية، وتبني هذا الإرث التاريخي العظيم الذي صنعه الأمير، وأن يعملوا على إبراز الجوانب المضيئة في رموزهم الوطنية وأن يتمثلوا بها" مركزا على الوحدة الوطنية الجزائرية التي "قوامها احترام الإنسان الجزائري الذي أسهم ويسهم في بناء الدولة". ف.ش/ واج