الثقافي

مشهد مهيب في وداع وديع الصافي

بعد 75 عاما من العطاء

 

ودع لبنان يوم الاثنين واحد من أكبر رموزه الفنية، إنه وديع (فرنسيس) الصافي رمز جسد حالة وطنية نادرة بأغنياته وألحانه التي حاكت مختلف شرائح المجتمع اللبناني، وأضاءت على معالمه الجمالية. في الوداع الأخير كان المشهد مهيبا، اتشح لبنان بالسواد حزنا، وسار محبو الصوت الذهبي للصلاة على روحه في كاتدرائية القديس جرجس وسط بيروت، قبل أن تحتضنه بلدة نيحا الشوفية في ترابها، ابنا بارا ستفخر به طويلا وسيروي أبناؤها قصصا خالدة عنه. ويعد الصافي من أهم الأصوات الغنائية التي مرت في تاريخ لبنان، وقد شارك معظم أبناء جيله من كبار مغني لبنان مسرحيات وأعمال مشتركة، منهم الرحابنة وفيروز ونصري شمس الدين. وغنّى الصافي على مدى 45 عاما من حياته لمختلف شعراء لبنان وملحنيه، فضلا عن شهرته بالتلحين الخاص، كما يعد أول لبناني تُغنى أغنياته باللغة الإسبانية، عبر تجربته الموسيقية مع المغني الإسباني خوسيه فرنانديز في تسعينيات القرن الماضي. لكن الصافي -الذي حمل لبنان شعلة أضاء بها دروب الفن والموسيقى- يذكره لبنان الرسمي متأخرا على غرار جميع عمالقة البلد بـ"وسام مذهب" قلده إياه وزير الثقافة غابي ليون في جنازته ممثلا لرئيس الجمهورية ميشال سليمان. وقال ليون إن "لبنان خسر برحيل الصافي رجلا ارتبط به في كل ما غنى. فلو أصغيت إلى أغاني الحب والإيمان والوطن فستجد فيها كلها ارتباطا وثيقا بلبنان، وهو ارتباط وثيق من النادر أن تجده بين أي فنان آخر بوطنه". وأضاف ليون أن الأسف والغضب الذي اجتاح لبنان بسبب عدم إعلان يوم حداد رسمي وتنكيس علم لطالما حمله الراحل عاليا، ليس من مهمة وزارة الثقافة بل رئاسة الحكومة، مؤكدا في الوقت عينه أن لبنان الرسمي حزين ومهتم، ووقف إلى جانب الراحل الكبير. ولفت ليون في هذا المجال إلى أن الإنجاز الكبير الذي تحقق على المستوى الرسمي وأفرح قلب الصافي كان إنشاء صندوق تعاضد موحد للفنانين عام 2012 يديرونه بأنفسهم.

ف.ش/ وكالات

 

 

 

 

من نفس القسم الثقافي