الثقافي

الجائزة الكبرى مناصفة بين الفيلم السوري "مريم" والمصري "هرج ومرج"

مهرجان وهران للفيلم العربي يسدل ستاره

 

 

أسدل الستار مساء أول أمس على فعاليات الطبعة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي بإقامة مراسم الكشف عن الفائزين بجائزة "الوهر الذهبي".

 

وتم في حفل أقيم بالقاعة الكبرى لفندق الميريديان تحديد الفنانين الفائزين في هذه التظاهرة السينمائية المخصصة للفيلم العربي من قبل لجان التحكيم للفئات الثلاثة المعنية بالمنافسة وهي الفيلم الطويل والفيلم القصير والفيلم الوثائقي. وتتسم هذه الطبعة أيضا بإنشاء جائزة جديدة تمنحها لجنة تحكيم متكونة من صحافيين.

وافتتح الحفل بعرض أزياء لمختلف مناطق الوطن من عنابة إلى مستغانم إلى الجزائر العاصمة وصولا الى وهران ، نالت إعجاب الحاضرين وسط زغاريد النساء . لتعتلي الاوركسترا السنفونية الوطنية المنصة أين اتحفت الحضور بروائع الموسيقى العالمية مرورا بالأغاني الوطنية الخالدة وإعادة توزيعها لموسيقى فيلم "عمر قاتلاتو" ، كما أدت أغاني الراحل شريف خدام وأحمد وهبي وغيرها. بعد انتهاء حفل الأوركسترا السنفونية وصل وقت إعلان النتائج أين أعلنت لجنة التحكيم عن الجوائز حيث ذهبت الجائزة الكبرى الوهر الذهبي مناصفة بالتساوي بين الفيلم السوري "مريم" لباسل الخطيب الذي يتناول فترة من تاريخ سوريا من خلال الواقع المعاش لثلاث نسوة تحملن اسم مريم وعايشن فترات مختلفة ويحاول اسقاط هذه الفترات على ما يحدث الان في سورية , ولا يخفي الفيلم في مشهده الاخير تمجيده للجيش النظامي السوري الذي يقدمه وهو يساعد الناس في مأزقهم . والفيلم المصري "هرج ومرج" لنادين خان وتدور أحداثه في وسط ريفي مكتظ تسود فيه قوانين عفوية بعيدا عن حياة المدينة وفي غياب كلي لمعالم الدولة حيث يتنافس شابان على حب فتاة وسط مجتمع يقتصر على تلبية الحاجيات الأساسية بعد عناء كبير وفي ظل وضع منغلق ومنعزل.

فيما حاز فيلم المغضوب عليهم للمخرج المغربي محسن البصري على جائزة لجنة التحكيم الخاصة . وحصلت الممثلة اللبنانية يارا ابو حيدر على جائزة افضل ممثلة، وذهبت جائزة أفضل ممثل لفتحي الهناوي بطل الفيلم التونسي "خميس عشية" للمخرج محمد دمق، وفاز بجائزة أحسن انطلاقة المخرج الإماراتي نواف الجناحي الذي شارك بفيلم "ظل البحر".

وحصل الفيلم السعودي "الصدى" على جائزة أحسن سيناريو , ونوهت لجنة التحكيم بالفيلم الكويتي "سيناريو" للمخرج طارق الزامل , ولصابرينة دحماني عن دورها في فيلم العلبة

ومنحت لجنة تحكيم الفيلم القصير جائزة الوهر الذهبي للفيلم القصير للفيلم الجزائري قبل الأيام للمخرج كريم موساوي للمعالجة السينمائية لفترة حساسة من تاريخ الجزائر وتمكن مخرجه من ادواته السينمائية . كما تم التنويه بفيلمي المنفى للمخرج الجزائري مبارك مناد، وفيلم بوبي للمخرج التونسي مهدي البرصاوي .

فيما منحت جائزة الوهر الذهبي للفيلم الوثائقي لفيلم "عالم ليس لنا" للمخرج مهدي فليفل , ويتناول معاناة المهجرين الفلسطيينين، من خلال رصد ذاكرة أجيال في عائلة واحدة، هي عائلة المخرج نفسه، من خلال أرشيف صور يوثّق حياة العائلة في مخيّم عين الحلوة والإمارات والدنمارك. وتم انصاف فيلم مهم بالمهرجان مع جائزة الصحافة التي منحت لفيلم "لما ضحكت موناليزا" للمخرج فادي جورج حداد الذي يحكي قصة حب لطيفة تدور في جو كوميدي بين الشابة الأردنية “موناليزا” الرومانسية والخجولة وعامل البوفيه المصري “حمدي”، وتأتي في الهامش قصص أخرى وروايات جانبية تكشف جوانب عديدة من مدينة عمان. وأثارت بعض خيارات لجنة التحكيم العديد من ردود الأفعال خاصة وسط الصحفيين في صورة توحي بأن بعض الجوائز منحت لمن لا يستحقها خاصة في فئة الفيلم القصير الذي منح للمخرج الجزائري كريم موساوي عن فيلمه "قبل الأيام".

وعرفت مسابقة الأفلام الطويلة عرض 14 فيلما يمثلون عشرة بلدان مع تسجيل عملين من توقيع مخرجين جزائريين شباب اثنين ويتعلق الأمر بـ "في العلبة" لجميل بلوصيف و"أيام الرماد" لعمار سي فوضيل. 

وكانت معظم هذه البلدان ممثلة أيضا في مسابقة الأفلام القصيرة التي شهدت مشاركة كذلك البحرين والعراق وفلسطين وقطر. وكانت الجزائر حاضرة بقوة في هذه الفئة من خلال أربعة أفلام قصيرة من بين 18 المدرجة ضمن المنافسة وهي "قندورة بيضاء" لأكرم زغبة و"المنفى" لمبارك مناد و"قبل الأيام" من إخراج كريم موساوي و"حديقة بورسعيد" لفوزي بوجماي. وتميزت مسابقة الأفلام الوثائقية بعرض ستة أعمال من الجزائر ومصر والأردن ولبنان وفلسطين.

وقد شمل برنامج هذه الطبعة لمهرجان وهران للفيلم العربي عدة أنشطة منها بانوراما للسينما الجزائرية وندوات وورشات.

وتم بمناسبة هذا الحدث الثقافي تسخير مرافق مدعمة بتجهيزات حديثة منها قاعتا السينما "المغرب" و"السعادة" ومتحف السينما. كما احتضن مركز الإتفاقيات محمد بن أحمد من جهته مراسيم الافتتاح الرسمي وكذا فضاء النقاش الذي أطلق عليه اسم "قرية بوقرموح" تكريما للمخرج الجزائري الراحل الذي توفي في فيفري الماضي.

 

فيصل شيباني 

 

من نفس القسم الثقافي