الثقافي
"العشاء الأخير" ذهال مرئي يذكر بالواقع
المخرج الأردني محمد علوان للرائد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 سبتمبر 2013
الخيال الحواري هي مغامرة يمكن للمخرج أن يصيب أو يخطئ هذا ما قاله المخرج الأردني الشاب محمد علوان على هامش عرض فيلمه العشاء الأخير أمس في منافسة الأفلام القصيرة .
بداية ماذا تقول عن فكرة الفيلم؟
الفكرة حقيقة كانت تأتيني عن طريق سؤال: ما الفرق بين الحقيقة والخيال؟ هذا السؤال دائما ما يجول في رأسي وكل إنسان ما لم يستطع تحقيقه في الواقع يحاول تحقيقه في الخيال، وفكرة الفيلم تدور حول شخص كان مضطهدا في فترة زمنية. كان فيها حرب المبدعين الذين لم يستطيعوا التعبير في تلك الفترة ، ومن هنا ولدت الفكرة .
لماذا العشاء الأخير؟
لقد كان العنوان "عشاء أخير" وشاركت بالفيلم في مهرجانين بالأردن ونال ميداليتين ذهبيتين ولكن بعنوان "العشاء الأخير" وبالتالي لم يكن لدي الوقت لأن تاريخ المهرجانين جاء قريبا من تاريخ انعقاد مهرجان وهران ولم يسمح لي الوقت بتغيير العنوان ولقد كان جميلا لو كان العنوان "عشاء أخير" .
كيف ترى المعادلة كاتب يتحول إلى حفار قبور؟
لما يهرب الكاتب من واقعه تحدث له أزمة نفسية وهو شخصية جبانة ويقرر العمل في مقبرة، قريبا من حبيبته التي رحلت عنه وماتت ويحس بوجودها دائما في القبر ، كما أن قوة الصدمة خلقت له ضعفا ، وأصبح له مرض الذهال المرئي المتمثل في عدم رغبته، رؤية الناس أين يعيشون وكيف يفكرون ، لأن هذا يذكره بالواقع ، ومن هذا المنطلق يحاول الهرب بكل أفكاره ولكن بعدم التجرد من الكتابة .
من يرى الفيلم في البداية يفهم أن الوقائع حقيقية ولكن نهاية الفيلم تعرف حقيقة أخرى فكيف هذا؟
أحضرت "الكلب" في المشاهد بالإضافة إلى "الحبيبة" حتى تبدو القصة حقيقية وبعدها يتم التدرج في القصة وفي نهاية الفيلم ليس هناك شيء واقعي فحتى الشخص الثاني هو عاكس لشخصية "عبد القادر".
الأفلام القصيرة تتسم كثيرا بلغة الصمت وأنت اعتمدت على الحوار بدرجة كبيرة فما تعليقك؟
الحوار فلسفي وليس حوارا نمطيا معتادا ككل الحوارات فهناك رسائل ولو تم مشاهدة الفيلم مرة ثانية سيلاحظ مرور رسائل وهذا نمط مختلف ، وأعتبر أنني وفقت فيه وتمكنت من حصد العديد من الجوائز ومتأكد أن الجمهور الجزائري ذواق للسينما ويفهم الرمزية الموجودة بالفيلم.