الثقافي

رواية "دي فام دي كور" للمؤلفة نينا كوريز تشيد بمساهمة النساء في حرب التحرير

تعود وقائع القصة إلى سنة 1991

 

"دي فام دي كور" هو عنوان رواية للكاتبة نينا كوريز عرض بالمركز الثقافي الجزائري بباريس ويشيد بمساهمة النساء الجزائريات والأوروبيات المجهولات منهن أو المعروفات اللواتي غالبا ما حجبت التضحيات التي قدمنها خلال حرب التحرير الوطنية حبا للجزائر.

وتعود وقائع القصة التي تناولها هذا الكتاب الصادر عن منشورات زرياب إلى سنة 1991 في باريس وبطلتها الشابة أمبر وهي ممثلة كوميدية فرنسية اختيرت للعب دور فتاة من الجزائر العاصمة حيث من يفترض أن يصور هذا الفيلم.

و قد أثار هذا الدور حماسها لأن الأمر يتعلق بدور يهمها خاصة وأن والديها من الأقدام السوداء ذوي الأصول الايطالية المقيمين بالجزائر. فقد أتاح لها فرصة التعرف على هذا البلد الذي تحبه والذهاب للبحث عن هويتها.

وقد أخذ البحث عن هوية أمبر شكل تحقيق بين فرنسا والجزائر وحول ماضي والديها وتاريخ الجزائر خلال حرب التحرير الوطني.

ومن خلال البحث عن الماضي تمكنت أمبر من اكتشاف حقيقة دور النساء المسلمات أو اليهوديات أو المسيحيات على الأرض الجزائرية أو بفرنسا خلال الحرب الدامية التي خاضتها السلطات الاستعمارية ضد شعب يطالب باستقلاله.

في هذا الصدد قالت المؤلفة "ركزت في هذا الكتاب على النساء لأن التاريخ نسيهن حيث نلاحظ بعد أكثر من خمسين سنة من حرب الجزائر أنه لا توجد سوى بعض الكتابات والأفلام القليلة حول مساهمتهن في حرب التحرير".

وأردفت تقول "ولكتابة هذا المؤلف اخترت الالتقاء بنساء ليس من عاداتهم التكلم كثيرا وهن نساء لم يتحدثن أبدا عن ماضيهن لكنهن وافقن على ذلك عندما أدركن أن شهادتهن قد تخدم كتابة هذه الرواية". من جهة أخرى أوضحت الكاتبة أن "الأمر يتعلق بنساء هادئات حظيت بلقائهن وهذا هو الغرض من هذه الرواية أي التخفيف بعض الشيء من الآلام وفتح باب التسامح".

وأوضحت قائلة "ولأنني أشاطر هذا الإحساس فإنني أتمنى أن يبرز الواقع التاريخي ميدانيا" مضيفة أنه " يجب على الأشخاص الذين عاشوا هذه الحرب والذين غالبا ما كانوا ضحايا أو أبطالا أن يسردوا علينا ما عايشوه قبل أن يفوت الآوان".

واستطردت تقول "أجمل ذكرى بالنسبة لي تبقى تتمثل في التبادل مع هذه النساء (...) إذ سمحت لي بمعايشة الخوف والخيار والعزم والألم وفرحة التحرر". يذكر أن نينا كوريز وهي طالبة في مدرسة كور سان سيمون التابع لمسرح باريس قد صورت في سنة 1992 " خريف أكتوبر في الجزائر العاصمة" لمالك لخضر حمينة وهو فيلم مطول حول فترة الإرهاب في الجزائر والذي حاز على عدة جوائز في مهرجانات مختلفة.

وكان هذا الفيلم السياسي سببا في التزامها قضايا الأشخاص الذين يواجهون معاناة بسبب تهميشهم الاجتماعي والعنصري. وقد دفعت لقاءاتها مع النساء من جميع الأجيال إلى التفكير في الانعكاسات الخطيرة الناتجة عن الأحداث السياسية حول مصير النساء ببلدان الجنوب.

ولدى عودتها إلى فرنسا قررت متابعة تكوين في الطب النفسي حيث أسست مدرسة تقوم فيها بمرافقة النساء من كل الجنسيات في إعادة إدماجهن الاجتماعي والمهني. ف.ش


من نفس القسم الثقافي