الثقافي

الفيلم التونسي "أزهار تيوليت" ولادة الحب من جديد والهروب نحو المجهول

افتتح المنافسة الرسمية للأفلام القصيرة

 

"أزهار تيوليت" قصة زوجين خارج الزمن ، يقرر الرجل الهروب بزوجته من القرية الى وجهة غير معلومة تقودهما الاقدار في رحلة نحو المجهول الى ان يستقر بهما المقام في كوخ معزول ينجبان بنتا لتشهد بدورها نفس مصير امها في النهاية هي رحلة دائرية في زمن عجائبي أزهار تيويليت حسب المخرج التونسي الشاب وسيم القربي ، أزهار خيالية لا وجود لها في الواقع، نسبها إلى منطقة تيويليت الواقعة بموريتانيا، وأرجع هذه التسمية الى رحلته التي قادته لموريتانيا وهناك شاهد في تلك القرية أزهارا وفي الحقيقة هي ليست كذلك، بل شبهها في مخيلته بأشواك الحياة التي تموت لتولد من جديد . يمكن إسقاطها على العراقيل اللامتناهية التي يجد المرء في حياته، والتي يجب التعلم منها كيف نجعل من الأشواك أزهارا، فرغم قسوة الحياة ، فإن الإنسان خلق ووجد ليعيش. 

"أزهار تيويليت" فيلم قصير يروي في 13 دقيقة حطام الحياة، من خلال قصة زوج يعيش عقدا نفسية داخل مجتمع عربي، يقرر الهروب بزوجته إلى المجهول، بعد رحلة الضياع والتوهان يجدان كوخا لا يحمل أي أثر للحياة وبئرا في مكان قاحل، يقرران الاستقرار هناك من جديد، لتوفر المكان على الراحة والطمأنينة للزوج، بعيدا عن ضغط المدينة، وهنا يتفطّن الزوج لجمال قرينته الذي تناساه طيلة الرحلة، وسرعان ما يعود الوئام من جديد بينهما وتخرج من ذلك الكوخ بنت وليدة تلك الحياة، وتلك البنت بدورها ستشهد مصير أمها... وهنا حاول المخرج ان يلمح إلى قدر المرأة في المجتمع العربي، في فيلم صامت لا توجد فيه سوى أصوات الطبيعة وتسليط الضوء على وضع المرأة العربية وسط هيمنة ذكورية، في حين أن قطرة ماء واحدة تكفي لبناء عش زوجي وحياة سعيدة بعيدا عن المال ومتاهات الحياة، لأن السعادة الحقيقية هي الوئام، رغم تواصل الهيمنة الذكورية داخل حطام الحياة، ربما هي نظرة تشاؤمية لكن، في الحقيقة هو موضوع يشمل الثقافة العربية ككل وحاولت إدراج علامات وسيميائيات تشير إلى خصوصيات العرب. الصمت لكي يكون الفيلم حاملا للغة عالمية والصمت في الآن ذاته حداد على الحياة هذا ما قاله المخرج وسيم القربي. 

أما على مستوى الأسلوب فانتهج حكاية بسيطة، كانت قد أثرت في العديد من الأفلام الغربية والإيرانية خاصة على مستوى المرجعيات، بعيدا عن المشاهد المألوفة للسينما التونسية ومواضيعها التي تتكرر، فبحث المخرج عن سينما فكرية وفلسفة سينمائية متفرّدة. صور الفيلم في قرية "تيويليت" على بعد 70 كلم من العاصمة نواكشوط ، بإنتاج عربي مشترك .

فكرة الفيلم تشكلت نواتها الأولى بوهران وها هو الفيلم يعود في عرضه الأول للباهية، ومن النقاط الأكثر ايجابية التي حققها هو ان جمع سينمائيين من قلب المغرب العربي . فيصل. ش


من نفس القسم الثقافي