الثقافي

38 فيلما يدخل المنافسة والوهر الذهبي من نصيب من؟

انطلاق الطبعة السابعة من مهرجان وهران للفيلم العربي

 

وسط تنظيم جيد استهلت فرقة الحرية للقناة الإذاعية الثالثة حفل افتتاح الطبعة السابعة من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي مع غياب وزيرة الثقافة خليدة تومي ، اين ادت الفرقة مجموعة من الاغاني الوطنية لقيت استحسان الجمهور الحاضر خاصة اغنية " عليك مني سلام ".

 

كشفت محافظة المهرجان ربيعة موساوي في كلمة الافتتاح انها جد سعيدة بهذا المهرجان والمكانة التي وصل اليها بالنظر لقيمته الفنية في عالم الفن السابع، والشخصيات السينمائية الكبرى التي اصبح يستقطبها كل سنة وشكرت موساوي الجهود المبذولة من طرف السلطات الوصية التي ساعدت في انجاح هذا المهرجان. عرف حفل الافتتاح حضورا رسميا مثله والي الولاية وشخصيات عسكرية وكذا وجوه فنية جزائرية وعربية معروفة على غرار الممثل السوري أسعد فضة، ديما قندلفت ونادر القنا الذي عوض المخرج حاتم علي الغائب بسبب الأحداث التي تشهدها بلاده سوريا، وفاء الحكيم، دعاء طعيمة، ليلى الطاهر، شريف مندور من مصر، كارمن لبس من لبنان، أحمد حلمي، مصطفى عريبي وعبد الباسط خليفة والفنانة أمال بوشوشة من الجزائر وغيرهم، الى جانب تواجد جماهير متواضعة داخل قاعة المؤتمرات بفندق "الميريديان". ورغم التأخر الذي شهده حفل افتتاح المهرجان بقرابة الساعة استطاع أن يتجنب تكرار الأخطاء التي وقع فيها خلال الطبعات السابقة لاسيما من حيث التنظيم وبرمجة فقرات السهرة الافتتاحية التي كانت في أغلبها مملة وباهتة.

 وفي السياق أكدّ والي ولاية وهران في كلمة قصيرة له بأنّ المهرجان فرصة لاستضافة فرسان الكاميرا ونجوم السينما العربية وتبادل الخبرات بين الضيوف ونظرائهم من السينمائيين الجزائريين. هذا وقال المخرج احمد راشدي الرئيس الشرفي للدورة السابعة بأنّ الشيء الاساسي في الفعالية أنّها تهتم بالفيلم العربي، إذ يجب الاهتمام بالحدث الذي تحتضنه وهران كل سنة بالنظر الى كونه وصل الى مرحلة نضج واضحة رغم بعض النقائص ولكننا لازلنا نتعلم وما يهمنا هو مشاهدة أعمالنا، كما يعدّ فرصة للتعبير عن انشغالات زملائنا في العالم العربي الذي يعيش اليوم المآسي". وأشار بأنّ مهرجان وهران ساهم في ايصال الفيلم العربي الى الجمهور العربي الواسع. يذكر أنّ التظاهرة كرمت سهرة أول أمس، الثلاثي الممثل أسعد فضة، ليلى الطاهرة الملقبة بـ"قارورة العسل" من مصر والجزائر احمد راشدي، ويشارك فيها 38 فيلما داخل المنافسة الرسمية موزعة كالاتي 18 فيلما قصيرا، أفلام وثائقية و14 فيلما طويلا، نذكر منها "ازهار التويليت" فيلم قصير للمخرج وسيم القربي من تونس، " على مدّ البصر" للأردني فادي اصيل المنصور و"عالم ليس لنا" وثائقي للمخرج اللبناني مهدي فليفل وغيرها، بالإضافة الى بانوراما الفيلم الوطني التي تضم كل من "التين البربري"، "الصرخة"، "المرأة الفاتنة"، وأخرى. وفي السياق افتتح الدورة السابعة فيلم المخرج جاك شاربي تحت عنوان "سلام في سن البراءة"، انتج سنة1964، يروي قصة مناضل ضد الفكر الاستعماري. وانطلقت صباح أمس المنافسة الرسمية مع الأفلام القصيرة .

 

محافظة المهرجان تدافع عن خياراتها

رغم الانتقادات العديدة التي طالت محافظة مهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته السابعة والتي تتنافس فيه 15 دولة عربية على جوائز الوهر الذهبي، إلا أن المحافظة ربيعة موساوي والمدير الفني للمهرجان المخرج الشاب مؤنس خمار الذي وضعت فيه إدارة المهرجان ثقتها من أجل إنجاح هذه الدورة ، دافعا عن خيارتهما خاصة فيما يتعلق بالفنانة الجزائرية الشابة أمل بوشوشة والتي أسالت الكثير من الحبر في الجرائد الوطنية نظرا لسجلها الخالي من أي عمل سينمائي فكل الأعمال التي قدمتها هذه الأخيرة اقتصرت على التلفزيون خاصة مع المخرج الكبير نجدت أنزور وهو ما ذهب إليه مؤنس خمار الذي برر اختياره لبوشوشة كونها ممثلة جزائرية صاعدة استطاعت تشريف الجزائر في منطقة الشرق الأوسط سواء أثناء مشاركتها في البرنامج التلفزيوني اللبناني ستار أكاديمي أو من خلال التي قدمتها على مختلف التلفزيونات العربية منها ذاكرة الجسد لنجدت أنزور ومسلسل "زمن البرغوث" وأخيرا مسلسل " تحت الأرض " . وأضاف مؤنس خمار حول خياراته في انتقاء الأعمال المرشحة لجوائز المهرجان هذه السنة خاصة إشكال غياب الأعمال الجزائرية في فئة الأفلام الوثائقية قائلا "هناك فيلم وثائقي جزائري مشارك في المهرجان للمخرج طارق سامي وهذا هو العرض الأول له وسبق عرضه في اللقاءات السينمائية التي نظمت ببجاية." وأوضح في السياق نفسه أن الاختيار يتم على أساس الجودة والنوعية.

من جهتها أكدت محافظة المهرجان ربيعة موساوي أن هذا المهرجان لا بد له من المواصلة على هذا النهج لانه اكتسب مصداقية كبيرة في العالم العربي وهذا نتيجة لقيمة الأعمال والنجوم التي تأتي اليه كل سنة باعتباره لقاء لكل العرب : ونوهت موساوي بالعمل الكبير التي تقوم به لجنة التنظيم لانه بمجرد انتهاء دورة حتى يتم الانطلاق في التحضير للدورة التي تليها مباشرة. وعددت موساوي الصعوبات التي تعترض المنظمين خاصة هذه السنة خصوصا في شهر رمضان وصعوبة انتقاء 200 عمل كلها تتسم بالجودة. وأشادت موساوي كثيرا بالبرنامج المقترح هذه السنة خاصة " ديوان بوقرموح " هذا الرجل الذي وصفته هذه الاخيرة بالثوري والسينمائي الكبير حيث سيتم تنظيم لقاءات ومحاضرات في هذا الديوان. وفي مجمل حديثها تطرقت موساوي الى دور الصحافة حيث وصفتها بالشريك المهم في إنجاح المهرجان خاصة من خلال النقد البناء والابتعاد عن ما يعكر صفو سير المهرجان وترك الامور الهامشية والجانبية لانه حسبها لا يوجد مهرجان بدون نقائص وهو ما أشارت إليه لجنة التحضير هذه السنة من اجل تدارك الاخطاء التي وقعت فيها الطبعة الماضية.

 

التفاتة للعملاق بوقرموح

قرر القائمون على الطبعة السابعة من مهرجان وهران للفيلم العربي هذه السنة الالتفاتة لرمز من رموز السينما الجزائرية الا وهو المخرج الراحل عبد الرحان بوقرموح الذي غادرنا هذه السنة ، حيث ارتأت ادارة المهرجان اقامة " ديوان بوقرموح " وفي بادئ الامر كان مجرد فكرة لكنها تبلورت لتتحول الى تجسيد وهذا انطلاقا من مبدأ تكريم هذا العملاق. وقال صاحب الفكرة مؤنس خمار ان الامر راوده في انشاء فضاء لمحترفي السينما وهذا من خلال مشاركاته في العديد من المهرجانات على غرار القرية الفنية في مهرجان " كان ". واعتبر مؤنس خمار ان هذا الديوان سيكون بمثابة جسر التواصل بين مختلف الفاعلين في الحقل السينمائي وسيعزز من دور الجزائر ومكانتها على الساحة العربية في مجال الفن السابع ويجعلها بمثابة الحاضنة لمشاريع سينمائية مشتركة بين مختلف الدول العربية. وكشف مؤنس خمار ان هذا الفضاء المتواجد على مستوى مركز الاتفاقيات بفندق الميريديان يعقد محاضرات ولقاءات حول السينما.

 

وهران الحاضنة لكل العرب

يعود مهرجان وهران من جديد في طبعته السابعة التي تحتضنها عاصمة الغرب الجزائري وهران . غالبا ما استطاع الفن أن يجمع ما فرقته السياسة. هذا هو حال مهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته السابعة، أين ستكون عاصمة الغرب الجزائري وهران قبلة لعشاق السينما العربية وسط ما تعيشه الأمة العربية من صراعات وشتات اختلط فيه الحابل بالنابل وأصبح لا يعرف فيه المخطئ من المصيب في دوامة شعارها "العنف" خدمة لأجندات غربية هدفها تشتيت الوحدة العربية بكافة الطرق والوسائل المتاحة حتى المحظور منها. تسعى وهران عبر مهرجانها الذي أصبح ينتظم كل سنة إلى لم شمل العرب عبر بوابة السينما أين سيستضيف هذا المهرجان موجة جديدة من السينما العربية ممثلة في 15 دولة عربية وتضم 38 عملا سينمائيا وتعد أغلبية الأفلام المختارة العمل الأول للمخرجين المشاركين في صورة توحي بالتوجه الجديد للسينما العربية المبنية على منح الفرصة للشباب المبدع، والجميل في الأمر أن تكون الانطلاقة نحو سينما أفضل عبر الجزائر من خلال هذا المهرجان خاصة لما يشهده العالم العربي من تحولات في كافة المجالات. إن مهرجان وهران من عام لآخر أعطى الانطباع بأهميته كموعد سينمائي عربي حاليا نظرا لما يحمله من قيمة فنية وأسماء من العيار الثقيل. الأنظار هذه السنة كلها مشدودة نحو هذا المهرجان وسيتم تسليط الضوء على فعالياته في الوقت الذي تم إلغاء مهرجاني دمشق والقاهرة السينمائيين بسبب الظروف التي يعيشها كل بلد، أين أصبحت الجزائر ووهران ملاذا لعشاق الفن السابع في العالم العربي. ورغم النقائص التي شهدها المهرجان على طول طبعاته السابقة إلا أنه لا يمكن نكران الجهود التي يبذلها القائمون عليه في سبيل إنجاح كل طبعة خاصة هذه السنة فالفرصة مواتية من أجل صناعة سينما جزائرية وعربية كفيلة بنسيان بعض هموم الشعب العربي الذي انحصر تفكيره في آلة القتل والدمار وعلى مشهد الدماء والدموع وسط الفوضى والركام. لابد على القائمين على هذا المهرجان مراعاة الموجة الجديدة والجيل الجديد من السينمائيين الأكثر تحررا وكسرا لقيود الاستعباد وجعل الجزائر جامعة للأمة العربية في هذا الموعد الفني الراقي، على الأقل من أجل تمرير رسائل توحي بوحدة هذه الأمة وانتشالها من وحل النعرات والصراعات الطائفية. الموعد غدا إذن مع الطبعة السابعة من مهرجان وهران للفيلم العربي أين يلتقي السينمائيون من كل الأقطار العربية في صورة الجزائر الجامعة لكل العرب. 

 

38 فيلما يدخل المنافسة وفلسطين في القلب

تنطلق اليوم المنافسة الرسمية بمشاركة 38 فيلما موزعة على 14 فيلما طويلا و18 فيلما قصيرا و6 افلام وثائقية من 15 دولة عربية تتنافس على جوائز الوهر الذهبي للدورة السابعة التي تمنحها لجان تحكيم تشمل فنانين ونقادا وصحفيين ، وما يميز هذه الدورة هو اضافة لجنة تحكيم رابعة مؤلفة من صحفيين مختصين في الشأن الثقافي، سيمنحون جائزة الصحافة لاحسن فيلم روائي. واضافة الى الافلام التنافسية ، ستعرض خمسة افلام فلسطينية ضمن برنامج خاص يسمى " عين على رام الله " في صورة توحي بدعم الجزائر للقضية الفلسطينية ، عبر افلام تحكي نضال الفلسطينيين وحبهم للحرية والحياة والسينما . وفي التفاتة الى مدينة وهران التي تحتضن هذا المهرجان لطبعته السادسة سيتم تقديم مجموعة من الافلام لمخرجين من المدينة في برنامج بانورامي يضم ايضا كلاسيكيات السينما الجزائرية .

 

مبعوث "الرائد" الى وهران فيصل شيباني.

من نفس القسم الثقافي