الثقافي

النجاح يرسم ملامحه على المهرجان واتجاه نحو العالمية

اختتام المهرجان الدولي الخامس للموسيقى السنفونية

 

في جو احتفالي اختتم مهرجان الجزائر الثقافي الدولي الخامس للموسيقى السنفونية بعرض قدمته أوركسترا دولية مشتركة شارك فيها عازفون من الدول المشاركة بالمهرجان. وكرّمت وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي بعض العازفين العرب والأجانب. وشاركت عشرون دولة في فعاليات المهرجان الذي تنوعت عروضه بين عزف الأوركسترا وموسيقى الحُجرة أو الصالون، وهي موسيقى كلاسيكية تؤدى بعدد محدود من العازفين يتراوح بين اثنين وثمانية، وكانت تُعزف في قصور الأمراء والأسر الأوروبية الحاكمة. وقدمت الأوركسترا التونسية عرضا مزج الموسيقى الغربية والشرقية، حيث قدم العازف مراد قعلول عزفا منفردا على العود، وقدمت الأوركسترا معزوفة "قرصان الكاريبي" من توزيع جوهر مسماتي. وقال مايسترو الأوركسترا التونسية حافظ مقني "قدمنا موسيقى عربية تمازجت فيها آلات مختلفة، فتذوقها الجمهور، ليس الجمهور الجزائري فحسب، بل تفاعل معها أيضا الجمهور الأجنبي الحاضر". ويرى أن العرب لديهم ما يقدمونه للموسيقى السنفونية، وأن الدول تستثمر بالموسيقى ليس لإعادة معزوفات السابقين مثل موتزارت وبتهوفن، بل لإبداع الجديد. وتأسف مقني لغياب الاهتمام بالموسيقى السنفونية ونشرها عربيا، فالعرب "لديهم ملحنون للموسيقى السنفونية على سبيل المثال لا الحصر في تونس ومصر والجزائر، لكن موسيقاهم تبقى فوق الرفوف ما لم تكن للموسيقي علاقات شخصية لينشر مؤلفاته الموسيقية". وأيدته العازفة بالأوركسترا السورية مُزن حمزة بقولها "ليس عندنا اهتمام بالموسيقى السنفونية، وهي تُفهم كإعادة عزف لإنتاج بتهوفن". من جهته يقول العازف في الأوركسترا السنفونية الجزائرية جمال غازي "عندما شاركت بالأوركسترا الدولية المختلطة من معظم الفرق المشاركة بالمهرجان، شعرت أننا قريبون من بعضنا البعض، فالموسيقى تقرّب بيننا وهي حوار ثقافي راق". وقدمت أوركسترا الخماسي الألماني لمحات من الموسيقى الألمانية الشهيرة للجمهور عبر مقطوعات شهيرة منها "خماسية دير كافي" لموتزارت، وقد صورت حروب الألمان وتأثير الموسيقى على الفرسان، وكان العزف رائعا أبهر الجمهور. ومن جنوب أفريقيا حضرت مجموعة " قارونا" التي أسسها طلاب هواة للموسيقى قبل عامين، فقدمت موسيقى أفريقية تراثية "أغنية حب" رقص عليها الجمهور، وأيضا مقطوعة "كن حرا كالعصفور" التي حاكت معاناة بلد عانى من العنصرية إلى جانب معزوفات أخرى. وفي عرضها مزجت الأوركسترا الملكية البلجيكية بين عزف الأوبرا بصوت أميلينا جوردن التي قدمت مقطوعات "غروب الشمس" و"نغمة سريعة جدا" التي تفاعل معها الجمهور. وتميز المهرجان الثقافي الدولي الخامس للموسيقى السنفونية بحضور عدد من المسؤولين . كما شهدت مختلف العروض إقبالا كبيرا من محبي موسيقى السنفونية، وغصت بالجمهور خيمة العرض التي نُصبت في قصر الثقافة مفدي زكريا وتستوعب 1200 مقعد. وعلى عكس الدورات الماضية التي كانت فعالياتها تقام في عدة فضاءات، تميزت الدورة الخامسة للمهرجان بتقديم العروض في مكان. وقد أظهرت هذه الدورة وجود جمهور عريض من المحبين للموسيقى السيمفونية، وهو ما عبرت عنه العازفة بالأوركسترا السمفونية التونسية أميمة مسدي بقولها "لم أر في حياتي جمهورا يتذوق الموسيقى مثل الجمهور الجزائري"، وقد يكون هذا الإقبال ما شجع وزارة الثقافة على القول بأن حضور فعاليات المهرجان القادم لن تكون مجانية كي يشارك المواطن في دعم الثقافة. واعتبر رئيس المهرجان عبد القادر بوعزارة أن هذا المهرجان إضافة ناجحة في المشهد الثقافي الجزائري من حيث اتساع الجمهور من عشاق هذا الفن، ومن حيث إنه قدم للعالم مدى تقدم الموسيقى السمفونية بالجزائر. كما يرى مايسترو الأوركسترا السمفونية التونسية حافظ مقني أن المهرجان يمثل إضافة ثقافية كبيرة للجزائر بإطلاع الموسيقيين الجزائريين والمشاركين بشكل عام على تطور موسيقى الآخرين، وأضاف "يوجد مهرجان الجزائر ومهرجان الجم في تونس، ونأمل أن يكون في كل بلد عربي مهرجان للموسيقى السمفونية".

فيصل.ش/ وكالات

من نفس القسم الثقافي