الثقافي

إنجاز مسلك سياحي بغوفي لاكتشاف قريتي أولاد منصور وأولاد يحيى العتيقتين

بهدف التعريف أكثر بالمنطقة

 

يشهد موقع "غوفي" السياحي الشهير الكائن ببلدية غسيرة (85 كلم جنوب عاصمة الأوراس) أشغال إنجاز مسلك سياحي للراجلين لاكتشاف قريتي أولاد منصور وأولاد يحيى العتيقتين والواقعتين في الضفة الأخرى من الوادي الأبيض أو "إغزر أملال" كما يسمى محليا . وتتضمن العملية التي رصد لها مبلغ بـ7 ملايين د.ج في إطار المخططات البلدية للتنمية لسنة 2013 توسيع الشرفة السادسة بغوفي بشكل يسمح للزوار بالتمتع بالمناظر الخلابة الموجودة بهذه الجهة من الموقع وكذا تهيئة مسلك سياحي يسهل عملية النزول الى أسفل الشرفات. وستعطي المبادرة حيوية جديدة للموقع لأنها "ستجعل من النزول الى الأسفل عبر الالتواءات الصخرية الوعرة للموقع عملية هينة وغير متعبة الى جانب تمكين السياح المحليين والأجانب من الوصول الى البيوت الصخرية المنتصبة في أعالي الضفة الأخرى من الوادي وكأنها تحرص المكان بعيون لا تنام" . وهناك سيكتشف الزائر متعة أخرى تضاف لسحر المكان وهو يقتفي آثار شخصيات وأعيان عاشوا بالمنطقة وكثيرا ما يحلو لسكان الجهة الحديث عنهم لأنهم ببساطة أصبحوا جزءا من تاريخ غوفي ومنهم الشيخ الصالح بن مدور ومحمد يكن الغسيري. والمتتبع لفجوج الوادي الأبيض باتجاه الجنوب نحو مشارف ولاية بسكرة عبر مشونش بعد تتبعه للمسلك فسيصل حتما الى أسفل المكان الذي يعرف لدى سكان الجهة منذ القديم باسم "أدار نتسليث" أو كاف العروس . ويحمل المكان شاعرية ويعطي لزائره إحساسا بالجمال الممزوج بطعم الأسى . وتروي الأسطورة التي مازالت الذاكرة الجماعية بهذه المنطقة من غوفي تحفظها الى اليوم أن المكان شهد في سنوات خلت سقوطا مميتا لعروس من أعلى الجبل الصخري إلى أسفل الوادي على ارتفاع يتراوح ما بين 500 و900 متر ليلة زفافها. وإن اتفقت الروايات على أن العرس كان بين أقوى وأكبر عرشين بهذه الجهة من الأوراس أولاد يحيى وأولاد منصور فإنها اختلفت في انتساب العروس لأي منهما وسبب سقطوها . فمن الرواة من يقول بأن طلقات البارود التي كانت ولا تزال مفخرة الأوراسيين في أعراسهم أفزعت الفرس التي كانت تقل العروس وتسببت في سقوطها المميت في حين يذهب آخرون وهم كثر الى أن العروس رمت بنفسها من الأعلى رافضة الزواج من شخص لم تختره مشاعرها ولم تره من قبل لأن العادات والتقاليد كانت تحتم على العروسين عدم الالتقاء قبل ليلة الزفاف ليخلد سكان الجهة الحادثة بتسمية المكان باسم كاف العروس.

ق.ث

 

من نفس القسم الثقافي