الثقافي

"التمثيل في الجزائر أصبح حكرا على لوبي همه الربح وفقط"

ممثلون جزائريون يدقون ناقوس الخطر:

 

كشف ممثلون جزائريون أن الوضع الفني في الجزائر اصبح لا يطاق في ظل الفوضى التي اصبحت السمة البارزة للأعمال السينمائية، وأضاف الفنيون أن الدخلاء علة المهنة هم من لوثوا المحيط الفني وأصبح الربح في المقام الأول على حساب الجودة. وأجمع ممثلون أن السينما الجزائرية تعرف أسوء مراحلها نظرا للسياسة التي جعلت الفن السابع في ذيل اهتماماتها، والفنان في بلادنا يتأوه بين مطرقة البطالة وسندان العمل الرديء، بالنظر إلى دخول الطفيليات في مجال التمثيل والمنتجين الذين لا يعرفون شيئا عن الفن، ويقدمون أعمالا أقل ما يقال عنها أنها رديئة وتفتقر للاحترافية، وبخصوص حقوق الفنان ينتظر المتحدثون أن يطبق القانون الذي أرساه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، داعين من وزارة الثقافة أن تطبقه في القريب العاجل بالنظر إلى الوضع الكارثي الذي يحياه الفنان. وقالت الفنانة بهية راشدي أن وزارة الثقافة لها يد في تراجع الفن السابع بسبب ضعف التنسيق بينها بين المؤسسات محل تواجد دور السينما ووزارة الثقافة، والذي حرم الجمهور من مشاهدة الأفلام الجزائرية الجديدة، وأضافت الممثلة على هامش اللقاء الذي نظمته جمعية الكلمة للثقافة والإعلام بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي أول أمس، أن الضحية الوحيد في قضية استفادة منتجي الأفلام ومخرجيها من الميزانيات المالية الضخمة في السنوات الأخيرة هو الممثل. وفي نفس السياق قالت راشدي أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لم ينصف الممثلين سابقا، وآن له الآن أن يفعل. من جهته تأسف الممثل عبد الحميد رابية للجوء البعض من المنتجين والمخرجين الجزائريين إلى توظيف مشاهد من خارج الجزائر في أفلامهم وكأن جبال اللاذقية مثلا أجمل من جبال جرجرة والاوراس. وأضاف "لابد على الوزارة الوصية وهي وزارة الثقافة أن تكفّ عن دعم مهرجانات فارغة وصرف الملايير فيما لا يفيد وكل ذلك يدفع من جيوب المواطن البسيط، وأعطى مثلا بمهرجان الفيلم العربي بوهران الذي يرى أنه فاشل مادامت الجزائر لا تنتج السينما حاليا، حيث أبعدت المثقف فيما يستفيد الأجانب من بحبوحة مالية تعيشها الجزائر. وعرج الفنان على الفوضى التي تعيشها الساحة الثقافية في الجزائر قائلا "صار كل من هبّ ودبّ يصبح مخرجا في بلادنا اليوم، أصبح لدينا مخرجون قادمون من الفراغ غير مكوّنين للأسف الشديد، وربما كان همهم الوحيد الاغتراف من الخزينة معلقا على ذلك بالقول "يؤسفني تمويل أفلام تصوّر الثورة الجزائرية بل الجزائر في أسوأ صورة". في حين الجزائر تعيش في بحبوحة مالية ولا تستفيد السينما منها. وربط الممثل الشاب نبيل عسلي نجاح السينما بالاقتباس من الرواية،  وافتخر الممثل الشاب نبيل عسلي بالعمل مع المخرج مرزاق علواش، قائلا "لقد مثلت في "حراقة" و"نورمال" و"التائب" الأفلام التي أخرجها وقريبا سأعمل معه في فيلم "السطوح" لأنه مخرج فذ بالرغم من آرائه السياسية وقناعاته الفكرية، ما يهمني أنه مخرج محترف وكبير، فمعظم أعماله السينمائية حصدت الجوائز وشاركت في المهرجانات الكبرى منها فيلم "التائب" الذي نال 15 جائزة، وتم عرضه في أعرق دور السينما عالميا. من جهة ثانية تحدث الممثل عن تجسيد لأعمال سينمائية مستوحاة ومقتبسة عن أعمال روائية لكبار الروائيين في الجزائر، والتي تعرف نجاها كبيرا كياسمينة خضرا، وواسيني لعرج، الطاهر وطار، أمين الزاوي، مولود فرعون، أحلام مستغانمي، ولحبيب السايح، وغيرهم متسائلا عدم الالتفات إلى هذه الطريقة التي يمكنها الصعود بالسينما الجزائرية وذلك بتحويل أعمال روائية إلى أفلام سينمائية. 

فيصل. ش

من نفس القسم الثقافي