الثقافي

الاستحقاق لقسنطينة والتقدير لجمعية الموجة

اختتام الطبعة الـ46 لمسرح الهواة في مستغانم

 

أسدل الستار مساء أول أمس عن فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الهواة في طبعته لـ 46 والذي أقيم في دار الشباب لمدينة مستغانم، حيث تنافسن 12 فرقة على جوائز المهرجان أين عادت الجائزة الكبرى لمسرحية "خلف الأبواب" لتعاونية الثقافة والفنون من مدينة قسنطينة.

 

وأشارت مديرة الثقافة حليمة حنكور التي قالت في كلمة ختامية عن الحدث بأنّ المهرجان تم في ظروف صعبة جدا، لا سيما الجانب التقني الذي أثر سلبيا على أداء الفرق في عروضهم على الركح، واعتبرت أن الفشل النسبي بسبب التجربة الأولى للمهرجان على ركح في الفضاء بعد انعدام قاعة عرض خاصة سواء مسرح جهوي أو قاعة دار الثقافة التي تجري بها ترميمات. وفي السياق جاءت توصيات لجنة التحكيم التي يرأسها مدير المسرح الجهوي لأم البواقي لطفي بن سبع لاذعة نوعا ما، حيث طالبت بضرورة إعادة النظر في آليات ومنهجية انتقاء العروض المسرحية حتى يرتفع مستوى المنافسة. كما عمدت اللجنة إلى اختيار طريقة الترشيح لاختيار الفائزين بالجوائز لإعطاء مصداقية أكبر للمهرجان والمتنافسين بناء على ترشيح ثلاثة وفوز واحد منهم. وفي الصدد ذاته توجت الممثلة إيمان أوسليمان بأفضل دور نسائي في مسرحية "ليلة رعب" للجمعية الثقافية بودواو، مع منافسة لكل من زليخة طالبي، من تعاونية المسرح "مشاهو" لتيزي وزو ونبيلة أوزنار من جمعية "الأقواس" للمدية. وعادت جائزة أفضل أداء رجالي التي رشحت ثلاثة ممثلين هم شعيبي ابراهيم من جمعية الحرف لسيدي بلعباس وغانم فريد من جمعية بودواو، تاسليث محمد الطاهر، لهذا الأخير عن مسرحية "سي المخرج" لفرقة "الصرخة" لمدينة مليانة. أمّا جائزة أحسنة نص فكانت من نصيب الكاتب حوش عبد الرحمان رئيس فرقة "مشاهو" عن نصه، "خرافة قديمة"، متنافسا مع كاتبي نصي "ليلة رعب" لمنصوري مروان والعوفي جيلاي عن نصه "طمع يخسر الطبع". وتوجت بجائزة أحسن سينوغرافيا فرقة الرسالة من المسيلة عن مسرحيتها "ليلة الحجاج الأخيرة"، متفوقة على مسرحيتي "البحث عن الخلاص" لعبد الغني شنوف و"ليلة رعب" لمسرح بودواو. بينما الفائز بجائزة أحسن إخراج في الدورة هو تيشوداد شفيق مخرج نص "السي المخرج" التي أدتها فرقة الصخرة لمليانة. وارتأت لجنة التحكيم حازت جائزتها الخاصة لجمعية "الموجة" لمستغانم عن مسرحيتها "إفريقيا" للمخرج جيلالي بوجمعة. وفي الأخير فازت مسرحية "خلف الأبواب" لتعاونية الثقافة والفنون لقسنيطينة بجائزة أحسن عرض متكامل في هذه الدورة الـ46 التي عرفت تنافس 12 فرقة على جوائزها.

مخرجون شباب وجهات فاعلة رغم الظروف السيئة

شد مهرجان مسرح الهواة في مستغانم الأنظار إليه طيلة أيام المهرجان، نظرا للعمل الكبير الذي قام به مجموعة من المخرجين الشباب والجهات الفاعلة على الرغم من سوء الأحوال والتنظيم السيء للمهرجان. وعرضت في الفترة من 24 أوت إلى 31 في مركز شباب " محمد مرسلي " بمستغانم، اثنتي عشرة مسرحية متفاوتة المستوى من تمثيل غير متكافئ في أنواع مختلفة من بينها الكوميديا ، المأساة، الدراما، المسرح التقليدي، الخ ..) وتمحورت حول مواضيع متعددة كالقمع، التضامن أو مسائل أخلاقية وفلسفية. وقد تم تناول هذه القضايا من خلال النصوص العربية الفصحى والعامية، والأمازيغية. وفيما يخص المستوى فقد كان متوسطا في عمومه وهذا من خلال التقييم الذي أدلى به متخصصون في المسرح. وبرزت العديد من الوجوه الشابة في هذا المهرجان خاصة المخرجة الشابة شاهيناز نغواش بمسرحيتها "خلف الأبواب" لتعاونية الثقافة والفنون لمدينة قسنطينة"، حيث استطاعت هذه الاخيرة فرض نفسها في هذا المهرجان بفضل العمل الكبير الذي قامت به رفقة الممثلين الآخرين وأبرزهم الممثلة المتميزة موني بوعلام. أعمال تميزت في هذا المهرجان على غرار مسرحية "أفريقيا 50/35" للمخرج جيلالي بوجمعة الذي اقترح الخبرات من التراث الثقافي المغاربي، وأعاد إحياء المسرح التقليدي "الحلقة" متماشيا مع نفس المنهج الذي سار عليه  ولد عبد الرحمن كاكي.

نقائص كبيرة وجب تداركها

عادة يعقد المهرجان الوطني لمسرح الهواة بدار الثقافة لمستغانم، ولكن هذه السنة ومع أشغال الترميم التي تشهده الدار تقرر نقله إلى دار شباب بحي السالا مندر. وأجبر هذا الاختيار على عرض المسرحيات في الهواء الطلق في مشهد لم يتعود عليه المتفرجون ما جعل الجهات المنظمة في ورطة خاصة مع الصوت الرديء الذي أعاق الممثلين كثيرا عن أداء أدوارهم بصورة طبيعية ودفعهم في الكثير من الأحيان إلى استعمال الميكروفونات المحمولة والتي شكلت نقطة إزعاج بالنسبة لهم. مشكل الصوت شكل محور النقاش في كل الندوات التي اقيمت بعد عرض المسرحيات حيث لم يخف المملون انزعاجهم وعدم قدرتهم على العمل في تلك الظروف خاصة الخشبة التي لا تستجيب للمعايير الركحية. ما يمكن احتسابه للمنظمين هذه السنة هو التفاتتهم لمسرح الجنوب حيث شارك في هذه الطبعة خمسة مناطق جنوبية وهي البيض، تمنراست، أدرار، تقرت وورقلة. 

فيصل شيباني

من نفس القسم الثقافي