الثقافي
فرقة "الموجة" لمستغانم تحيي المسرح التقليدي "الحلقة"
نالت إعجاب الجمهور وتستحق الجائزة الكبرى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 سبتمبر 2013
عرضت أول أمس فرقة الموجة لمستغانم مسرحية بعنوان "إفريقيا 50/35" في آخر ليلة من المنافسة الرسمية للطبعة الـ46 من المهرجان الوطني لمسرح الهواة، هذه المسرحية التي تتكيف مع أعمال الكاتب المسرحي الجزائري ولد عبد الرحمان الكاكي، والتي تنتمي إلى المسرح التقليدي المستوحى من "الحلقة"
مسرحية "إفريقيا 35.50" المستمدة من نصين هما "إفريقيا قبل واحد" لعميد المسرح الجزائري ولد عبد الرحمان كاكي، ونص "أيام قادمة تغني" لماكسيم بيكيدا، وأخرجها الجيلالي بوجمعة، الذي قدمها على أرضية الخيمة الكبيرة بدار الشباب محمد مرسلي ولم يعالجها على الركح المخصص للعروض، في سابقة أولى من نوعها أبرز خلالها نوع مسرحي يعرف بـ"مسرح الحلقة"، كان مخالفا لتوقعات المنضمين والجمهور على حد سواء، شد الانتباه وأمتع الحضور بمسرحية رائعة دامت ساعة كاملة، تعدّ أحسن ما شوهد طيلة أيام الدورة التي عرفت تقهقرا في المستوى وأداء باهتا لغالبية الفرق المشاركة داخل المنافسة الرسمية للحدث، عدا عرض المسرح الجهوي لقسنيطينة بعنوان "خلف الأبواب" وعرض جمعية الغد لبراقي الموسوم بـ"أنا حمار"، فتم العرض بدون أخطاء في وسط سينوغرافيا قوية وبسيطة في آن واحد تماشت وطبيعة الموضوع، حيث ضمت الحلقة صورا للقش والقبيلة الإفريقية ولباس سكانها الذي غلب عليه اللون الأسود تارة والممزق تارة أخرى يعكس مدى معاناة شعوب القارة السمراء من اضطهاد الاستعمار، الذين استعبدهم الاستعمار والغزاة من الصليبيين والأوربيين تحت وقع أهازيج إفريقية خالصة. وقال المخرج على هامش عرض المسرحية إن اختيار النص جاء بهدف التعريف بتاريخ افريقيا والجزائر للجيل القادم، أنجزه شباب بورشة "الموجة"، لمدة 6 أشهر، وهم من قاموا بالسينوغرافيا، والمسرحية لعبد الرحمان ولد كاكي شاركت في الخمسينية ولا يزال الان يشارك، حيث يعد اسقاطا لواقعنا الجزائري اليوم وافريقيا بصفة عامة. وأجاب عن قيمة الإمكانيات المادية التي انتجت به المسرحية أنّها انتجت بصفر دينار بفضل تعاون الممثلين الذي بلغ عددهم 21 ممثل على الركح، وديكورها بسيط اعتبره بأنّه مهم مقابل مسرحيات صرفت عليها الملايين ولم تكن في المستوى المطلوب، ملحا في الوقت نفسه على التعاون والرغبة التي رافقت ممثليه في أداء عمل جميل يشهد له الجميع. وبالنسبة لتوظيف الرجال مكان النساء والنساء بدل الرجال قال أن في الكوميديا لا يوجد فرق، ولا يوجد مؤنث أو مذكر في المسرح، إذ يعيشون مع بعض متلازمين. العمل الكبير الذي قامت به جمعية "الموجة" جاء بعد ورشة عمل عقدت لمدة سبعة أشهر في المقر الرئيسي للجمعية، التي تأسست في عام 1978 من قبل المخرج وغائبة منذ ما يقارب عشر سنوات عن المهرجان.
فيصل شيباني