الثقافي

أمسية في الشعر الشعبي بمسرح الموجة

نشطها عدد من شعراء الشعر الملحون

 

أقيمت سهرة أول أمس بفضاء جمعية الموجة أمسية شعرية نشطها عدد من شعراء الشعر الملحون وقصائد سيدي لخضر بن خلوف "مداح الرسول" صلى الله عليه وسلم تكريما لروح هذا الولي الصالح الذي عاش في القرن الـ16 ويعتبر أحد فحول الشعر الشعبي في المغرب العربي. استهلت الشاعرة المستغانمية بن ديدة مختارية الأمسية بإلقاء قصائد في مدح النبي من روائع ما قدمه الشاعر الراحل لخضر بن خلوف، ثم انتقلت تتغزل بالوطن وحبها له وضرورة التشبث به لإبقاء رايته مرفوعة على الدوام . وأمام تصفيقات الجمهور الحاضر في الخيمة صعد الشاعر لحمر محمد من ولاية عين الدفلة الذي وصفه المنشط بأنه شاعر الكلمة المعبرة والقصيدة المدوية التي تصل إلى القلب والعقل في أن واحد والمتوج مؤخرا بالجائزة الثانية للمهرجان الوطني للشعر الشعبي الذي أقيمت فعالياته بتسمسلت، وبعد اعتلاء الكاتب المنصَّة راح يتغزَّل بالوطن ويشرّح حالات حبه والإخلاص له وتقديسه أما القصيدة التي هزت القاعة وصفق لها كثيرا فهي "رثاء في حالة الأمة"، التي لخَّص فيها حالة الضياع والشتات وتكالب الغرب على الوطن العربي فمن حديثه عن صدام حسين الذي عدَّه آخر العنقود والرجل العربي الأخير الذي سقط، إلى جمال عبد الناصر هذه الشخصية الثورية التي حرَّرت أم الدنيا مصر من الديكتاتورية، وصولا إلى ما نعرفه الآن في ظل غياب أمثال تلك الشخصيات التي أرهبت أمريكا وحلفاءها، من جهته قدَّم الشاعر الشعبي قادة دحو من ولاية تيارت الذي أبدع في نظم القصيد الحديث ـ كما قدمه المنشط ـ إضافة إلى مشاركته في العديد من التظاهرات داخل الوطن وخارجه الأولى تحت عنوان "الظلم" والثانية "يا حسرة". ليفسح المنشط المجال إلى الشاعر الشعبي توفيق ومان والذي قدَّمه على أنه رئيس الرابطة المغاربية للشعر الشعبي ورئيس دار النشر "فسيرا" ورافع راية الشعر الملحون الجزائري في المحافل الدولية ومن على المنابر العربية وأصل الكلمة العامية والقصيدة الملحونة إلى دول الجوار والدول الصديقة والشقيقة خصوصا أن رسالته من أصعب الرسالات وهي الشعر الشعبي المستعصي على الفهم لدى الدول العربية الأخرى، من جهة أخرى لم يستطع ومان أن يخرج عن موضوع تشتت اللحمة العربية قابله في ذلك سكوت دوي الأمر والنهي فطرح سؤالا كبيرا وهو نفسه عنوان القصيدة "وينكم يا عرب؟" وبصوته الجهوري استطاع ومان أن يوقف كل الحضور للتصفيق لينتقل بعدها إلى خلق موازنة بين المنبع والأصل والمسكن الذي انتقل إليه فالقصيدة عبارة عن شرح وتشريح لحالة الشاعر والغربة التي يشعر بها بعد انتقاله من مسقط رأسه الآية في الأصالة والبراءة إلى منطقة أخرى مختلفة تماما فعنونها "برج البحري" وهي عنوانه الجديد الذي انتقل له هذه البلدية العاصمية الساحلية التي جعلت الشاعر يعانق البحر والماء بعد معانقته للرمل والصحراء وبينهما تاه ومان في الكلام والغربة والوحشة فجعلته يحتار في ذلك التغير الكبير بين اللباس التقليدي الصحراوي والعباية الزرقاء وسروال الجينز الضيق على الخصر ما جعل الحضور يعيشون مع الشاعر حالته وغربته في أن واحد. ليصعد الشاعر خالد شعلال وبقصيدة يمدح فيها الرسول الكريم معلنا اختتام الأمسية. 

فيصل. ش

من نفس القسم الثقافي