الثقافي

مسرحية "خلف الأبواب" ترسم ملامح الخوف من الثورة

لقيت استحسان الجمهور ومرشحة للظفر بالجائزة الكبرى

 

عرضت مساء أول أمس بدار الشباب لمدينة مستغانم في إطار فعاليات الطبعة الـ46 من المهرجان الوطني لمسرح الهواة، مسرحية "خلف الأبواب" لصاحبتها شهايناز نغروش لتعاونية الشمعة للثقافة والفنون في أول تجربة لها في مجال الإخراج، بعد أن كان قد خاضت العديد من المسرحيات ولكن كممثلة على الركح.

 

ووسط ديكور ظهر عل شكل قبو يعيش فيه ثلاثة إخوة يدور بينهم صراع بعد أن تآمروا على قتل أبيهم بعد أن منعهم من العيش خارج القبو واستنشاق نسيم الحرية والاستقلال والخروج من الظلام الذي يعيشون فيه. نجد احد الإخوة الذي خطط لقتل والديه، ويعيش في صراع مع نفسه ويسترجع في أحلامه مجموعة من الكوابيس ويظهر والداه ليحاسباه على التخطيط لقتلهما هو وإخوته كما تسيطر عليه أحلام الثورة والاستقلال والخروج من القبو ولكنه يبقى متوجسا مما يجري في الخارج. استعملت المخرجة في هذه المسرحية التي نجحت فيها إلى حد بعيد بشهادة المسرحيين الحاضرين، العديد من المصطلحات الثورية وقسمت الثورة إلى قسمين بين ثورات التحرر وثورات الربيع العربي التي جنت على شعوبها وجعلتهم يعيشون في دوامة من اللاامن والخراب وعدم الاستقرار. فتيل الحرية عند الشاب انطفأ في الأخير يقينا منه بان خارج القبو لا يوجد إلا الخراب والنعرات والناس تتقاتل فيما بينها . وبعد العرض قالت المخرجة شاهيناز نغواش أن النص هو مقتبس عن الكاتب الكوبي خوسي تريانا ويمثل أول تجربة لها في مجال الاخراج، مضيفة انها تحب البساطة في العمل والدليل على ذلك الديكور الذي اعتمدت كما أن الحوار الذي دار في المسرحية كذلك يتسم بالبساطة من اجل إيصال الفكرة للجمهور وتقبلها. وعن اختيارها للنص أوضحت شاهيناز نغواش انه كان مواكبا لما يحصل في البلدان العربية من ثورات، مضيفة أن التحرر ليس له وقت وهناك ناش تحت الضغط ويحبون أن يكونوا تحت بوتقة الحرية. وهناك من هو ضد الثورة ثم تراجع يعني أننا نرصد اختلاف في الآراء والقيم. وأضافت في السياق نفسه أنها أرادت رصد مواقف كل التيارات في هذه المسرحية غلى اختلاف أرائهم. وعن اختيارها للأغنية المعروفة " شيغيفارا" كشفت نغواش انه بحكم النص الذي يعود لكاتب كوبي جعلها تقحم الأغنية في الوسط لتبين أن هذا النص يعود إلى كاتب كوبي وأضافت أنها أرادت تكريم هذا البطل الثوري الذي زار الجزائر والتواق للحرية دائما ويناضل في سبيل إعلاء راية الحرية ونصرة الشعوب المستعمرة والظلومة. وفي تشريحها للسلطة من خلال العرض قالت شاهيناز أن السلطة تبدأ من المنزل فالوالدان حسبها يمثلان الحكام والأبناء هم الشعب. وفي سياق آخر متعلق بالخشبة قالت نغواش أنها كانت متخوفة من الخشبة التي لا تتلاءم مع العروض المسرحية إضافة إلى رداءة الصوت، لكنها اعتبرتها تجربة والأمر ينطبق على باقي الفرق المسرحية الأخرى. من جهتها قالت الممثلة موني بوعلام أن دورها كان الأخت الصغرى وسط مجموعة من الإخوة تآمروا من أجل قتل والدهم، ومع الوقت كل واحد حدثت له أزمة. وربطت التآمر على قتل الوالدين بالثورة حول اضطهاد الأولياء لأبنائهم بالاضطهاد السياسي الذي تعيشه بعض الشعوب خاصة في العالم العربي. وعن بعض المصطلحات التي استعملت في المسرحية مثل كلمة "الشبيحة" والمقصود بها الموالين لنظلم الرئيس السوري بشار الأسد ومناقضته للموقف الرسمي للدولة الجزائرية، أوضحت موني أن المسرح موجود من أجل كسر الطابوهات وهي الرسالة الأساسية للفن. 

مبعوث الرائد إلى مستغانم فيصل شيباني 

من نفس القسم الثقافي