الثقافي

صورة المثقف أصبحت "مبتذلة" في العالم العربي

الكاتب والمفكر الجزائري محمد شوقي الزين يصرح:

 

قال الكاتب والمفكر الجزائري محمد شوقي الزين إن مشكلة الكثير من البلدان العربية تكمن في أن صورة المثقف أصبحت مبتذلة عندها، لأنها تعمّمت بشكل مفرط إلى درجة أن كاتب قصة أو قصيدة أو مقال في مجلة أو جريدة أصبح يطلق على نفسه لقب "المثقف" وليس في رصيده مكتوبية ذات عمق وكثافة أو رؤية خاصة تدبّر نمط كتابته وأسلوبه.

وأضاف الزين في حوار مع "الجزيرة نت" أن فكرة المثقف كما نتداولها اليوم لها تاريخ ومسار وهي نتيجة تراكمات معرفية وظروف سياسية واجتماعية، وبمرور الزمن أصبحت تدل على كل شخص له علاقة معيّنة بالمعرفة وبالمعلومة (أديب، شاعر، صحافي، روائي.. ) وينافح من أجل ما يراه الحق، مضيفا أن كبار "المثقفين" على غرار سارتر وفوكو كانوا يدافعون عن حقوق الأقليات، فيما نرى المثقفين عندنا يدافعون عن الأغلبية التي تتسلط بطبعها الكمي ولا تحتاج إلى من يدافع عنها، وفيما كان نضال سارتر وفوكو لخلخلة البداهات وزحزحة اليقينيات بمراجعة نقدية للذات وللأسس التي بُنيت عليها الحضارة الغربية، نجد أن المثقفين عندنا يفعلون العكس، من أجل تخدير العوام لا إيقاظهم، باللجوء إلى القراءات السطحية والأحكام التقريبية والخاطئة، الانفعال والتوتّر، التراشق بالتُهم والشتائم، وأضاف الزين في السياق ذاته أن "المثقف" العربي تحول إلى لقب خالي من الروح، تتويجا مضحكا على رأس عنيد، مؤكدا أنه أمامنا الكثير كي نتعلمه من الثقافة وخصوصا الورع والتواضع، أهمها أن نضع الأمور في ميزان اللسان والبرهان، ونمتنع قدر الإمكان عن الحميّة والاندفاع والكبرياء، وفي سياق حديثة قال الزين أن العالم العربي وقع في خطأ جسيم كونه لم يدرك أن الثقافة هي فلسفة في الحياة وليست فقط النشاطات الفنية كالرسم والنحت والشعر والموسيقى، حيث أكد أن مظاهر الثقافة ليست فقط لا الظواهر التي تؤسّسها"، مشيرا بالمقابل أنه هناك مجالات ثرية في ثقافتنا يمكنها أن تكون إطارا للمعالجة النظرية ويقصد بذلك الأدب والشعر وغيرها من الابتكارات، والتي يتطلب الأمر فيها كيفية النظر إلى الأدب والشعر كفلسفات في الثقافة وليس فقط كتعبيرات فردية أو جماعية، وكشف الزين في السياق ذاته أن كتابه "الثقاف في الأزمنة العجاف" سيكون حاضرا في معرض الكتاب الدولي في الجزائر أكتوبر القادم معلقا على عنوان الكتاب أنه يشبه العناوين التي كانت سائدة في العصور السابقة، مضيفا أن إختار هذا العنوان لغاية جمالية ولغرض نظري وفكري، وتطرق الزين في معرض حديثة لى المحاور الرئيسية التي يتناولها الكتاب حيث قسمها إلى ثلاثة محاور وهي العلاقة بالذات وتخص فلسفة التكوين والتثقيف والعلاقة بالأداة وتخص فكرة الشيئية، والعلاقة بالآخر وتخص تشكيل رؤية حول العالم وتصوّر حول الوجود، وربط الذات بما هو خارج عنها سواء تعلق الأمر بأشياء نقوم بفبركتها أو بكائنات نتواصل معها يضيف المتحدث.

س. زموش

من نفس القسم الثقافي