الثقافي

المستنقع.. وثائقي يحكي نزيف إسرائيل من الداخل

يشكك في جدوى الاحتلال، وحتى استمرار الدولة ذاتها

 

يعود وجود دولة إسرائيل إلى تجسيد فكرة جذب اليهود المشردين في مختلف أنحاء العالم إلى وهم "أرض الميعاد". ومنذ إرهاصات تكوين الدولة ظل التجنيد أهم روافد الحلم اليهودي ونقله من حيز الخيال للواقع. لكن فيلم المستنقع، الذي يغوص في عمق المجتمع الإسرائيلي، يعكس أن أرض الميعاد لم تعد في فلسطين، إنما باتت تتوزع بين الهند وألمانيا والعديد من المدن حول العالم.

 

نزيف المجتمع

الفيلم الذي تدمج مقتطفات منه في الحلقة الجديدة من برنامج "فلسطين تحت المجهر"، يحكي عن نزيف كبير في المجتمع الإسرائيلي، حيث بدأت شرائح عريضة من الشباب تشكك في جدوى الاحتلال، وحتى استمرار الدولة ذاتها، وتنمو لديها هواجس حيال إمكانية توفير الأمن. ومن خلال مشاهد لم تُبرز من قبل في الإعلامين العربي والأجنبي، تغوص الجزيرة في يوميات الجيل الثالث من اليهود، لتعرّف المشاهد على الصورة الحقيقية بداخل إسرائيل. يحكي الفيلم قصة آلاف من الإسرائيليين وهم في الطريق إلى الهند على أمل نسيان الخدمة العسكرية في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويكشف المستنقع أن الآلاف من الشباب الإسرائيلي من الجنسين قرروا الكفر بالأرض الموعودة وغادروها نهائيا إلى ألمانيا أملا في حياة مختلفة. ويأمل كل هؤلاء في نسيان أنهم وَحّلوا يوما في المستنقع الإسرائيلي، فيما يرصد البرنامج إرهاصات تحالف بين مجندين سابقين وحقوقيين في سبيل التصدي لعسكرة المجتمع.

 

أزمة الهوية

وفي المستنقع ترصد كاميرا "تحت المجهر" أزمة الهوية التي يعيشها المجتمع اليهودي في الأرض المحتلة، خصوصا في أوساط الشباب من الجنسين. ويزخر البرنامج بشهادات حية تبين كيف أن الشباب متذمر من العيش وسط مجتمع منقسم بشكل حاد.

ف.ش/ وكالات 


من نفس القسم الثقافي