الثقافي
"أي سلطة تأتي من خارج الصندوق هي سلطة غير شرعية"
الشاعر رابح ظريف يتحدث عن بيان المثقفين الجزائريين ويؤكد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 أوت 2013
كشف الشاعر رابح ظريف في حوار مع موقع الجلفة انفو الذي خصص حول ما يحدث في مصر خاصة بعد بيان المثقفين الجزائريين والذي بادر به الشاعر، أن الخطوة التي قام بها هي محاولة الاتجاه لفهم طبقة من المبدعين والمثقفين الجزائريين وكيفية تعاملهم مع هذه الأحداث السياسية التي لا تخلو من ثقافة، لأن الثقافة هي الآلية العليا لفهم الأدوار الحقيقية التي يخوضها المبدع، وليس هناك –كما يعتقد البعض- مباني عالية من الإسمنت بين الثقافة والسياسة.
وقال رابح ظريف إن هناك بعض المفاهيم ينبغي مراجعتها وإخراجها من دائرة التسليم والتقديس وإخضاعها للعقل والمنطق، لا يمكن أن نعّرف الشرعيّة إلا بمنظومة آليات ووسائل اتفقت كل المنظومات السياسية والفكرية على وضعها واعتمادها سبيلا واحدا أوحدا للحكم الديمقراطي وبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية المدنية. ويعتقد الشاعر أن أوّل آلية للحكم الديمقراطي هو الصندوق وما يرافقه من عمل سياسي مدني بحت، ورقابة قضائية وشراكة لمختلف فعاليات المجتمع المدني، يعني لا توجد شرعية من غير الصندوق والانتخابات الحرّة والنزيهة، وأي سلطة تأتي من خارج الصندوق هي سلطة غير شرعية لأنهلا يمكن التأكد من مشروعية فلان وعدم مشروعية فلان من خلال حكم بصري عيني على متظاهرين خرجوا لإسقاط الرئيس وتم استغلالهم لتعيين سلطة سياسية آخرى تتناسب مع العسكر.
وحول الاحتجاجات التي ادت إلى عزل الرئيس مرسي تساءل رابح ظريف من حدّد "نصف الشعب" أو أكثر من "نصف الشعب"؟؟ وقال الشاعر: " لقد قرأنا في وسائل إعلام حيادية وأجنبية ومراكز متخصصة أن عدد الذين خرجوا ضد مرسي لا يتجاوزون الثلاث ملايين.. وهي مراكز ووسائل إعلامية لا يمكن أن تغامر بمهنيتها التي اشتغلت عليها لسنوات عديدة، بل بعقود من الزمن". مضيفا في نفس الصدد "لا يمكن كما أشرت في البداية أن نصدر أي حكم من خلال مشاهدة قنوات مصرية تعادي مرسي وتعادي الإخوان المسلمين، لأننا بالمقابل رأينا في وسائل إعلام محايدة أن العدد مبالغ فيه جدا، ثمّ أن الحكم البصري هذا يخالف قواعد العمل الديمقراطي، لأنه في النهاية أنت ترى من زاويتك الخاصة وأنا أرى من زاوية أخرى وهناك من يرى من زاوية مخالفة تماما، ما يؤكد أننا بحاجة إلى زاوية واحد من خلالها نحكم على مدى شرعية الرئيس من عدمها، وهذه الزاوية لا يمكن أن تكون إلا الصندوق الذي يجب أن نحترمه جميعا وأن نقف خلفه طالما كان نزيها وشفافا، ولو واصلنا النقاش بهذه الطريقة لوصلنا إلى موضوع آخر تماما هو التزييف الإعلامي للحقائق ووقوع الإعلام في فخّ اللامهنية المعروفة عن القنوات المصرية". وفيما يخص الجيش المصري وحول مسألة تعاونه مع الخارج أكد رابح ظريف أن الجيش المصري مستعد أن يدخل مصر في أزمة لا تنتهي لأنه ربط مداخيله المالية بمساعدات تضخها له اسرائيل من خلال الولايات المتحدة الأمريكية مقابل اتفاقيات السلام، كما أن الجيش المصري لا يمكن أن يتحصل على قطعة سلاح واحدة خارج اتفاقيات السلام. واعتبر المتحدث أن الجيش المصري والسوري والسعودي والأردني هي جيوش في الحقيقة تحافظ على أمن إسرائيل قبل أن تحافظ على أمن شعوبها وهو ما تأكد لنا بعد الربيع العربي.