الثقافي

جمهور وفيّ وعناية أكبر بالمترشحين

المهرجان الثامن لأغنية الشعبي

 

استطاع المهرجان الوطني للأغنية الشعبية في طبعته الثامنة بعد أسبوع من المنافسة بين المرشحين أن يكسب جمهورا عاصميا وفيا بفضل المستوى العالي للمتنافسين الموهوبين الذين استفادوا من خبرة الموسيقيين الذين رافقهم وصرامة المؤطرين. وقد توجت هذه المنافسة الثقافية السنوية المهداة للموسيقى الشعبية الثلاثة الأوائل من بين مجموع المترشحين بعد أسبوع من الحفلات المتفاوتة المستوى رفقة اوركسترا متألقة ومكنت من اكتشاف أصوات واعدة أمتعت عشاق الشعبي الذين توافدوا على قاعة ابن زيدون بأعداد متزايدة في كل سهرة مؤكدين بأن الشعبي يبقى الطبع الموسيقي المفضل لدى العاصميين في رمضان. وشارك في هذه الطبعة الثامنة التي فتحت أبوابها مجانا للجمهور 32 مترشحا من بينهم امرأتان يمثلون مختلف مناطق الجزائر تعاقبوا على الخشبة طيلة اسبوع (من 12 الى 26 جويلية ) بمعدل أربعة مرشحين في كل سهرة. وقد فضل المتنافسون سواء من العصاميين أو المنتمين للجمعيات والمعاهد الموسيقية تقديم أغانٍ من التراث من سجل "الملحون" مؤكدين بذلك احترامهم للفن الأصيل وتقديرهم للأوائل من أعمدة ونجوم الشعبي وهي صفات يجب أن يتحلى بها كل من يغني للشعبي للوصول إلى مصف كبار هذا الطبع. ولم يمنع اختيار قصائد كلاسيكية للشعراء مثل سيدي لخضر بن خلوف وبن مسيب وقدور دريس العالمي المتنافسين من تقديم أداء مميز اعتمادا على تنوع الطبوع ونغم واهواء نصوص أخرى معروفة كما فعل المترشح عمار مداح من المدية. واستطاع هذا الأخير وهو اصغر مترشح (21سنة) من إبهار الجمهور بفضل صوته القوي وطريقة أدائه المتميزة مما مكنه من إعطاء المزيد من الحيوية لمديح صعب للشاعر محبوب اسطمبولي الذي توفي في 2002. بينما فضل مرشحون آخرون البقاء في التراث الكلاسيكي بأداء قصائد معروفة وذلك حرصا على إبراز قدرتهم الصوتية وتحكمهم في النطق الصحيح للنصوص وهي معايير أدرجتها لجنة التحكيم إضافة إلى الحفظ وأصالة النص والتحكم في الايقاع والحضور فوق الخشبة. واستطاع المتنافس سعدي أمين من العاصمة الذي أدى قصيد"ربي على لمليح ايدبر" لعميد الأغنية الشعبية الحاج أمحمد العنقى الذي ألفه بنفسه أن ينال إعجاب الجميع بفضل حسن اختياره للنص وحضوره المتميز وصوته ذي النبرة المنفردة. وقد اجمع المشاركون على أن المهرجان فرصة لتعميق معارفهم الموسيقية بالاحتكاك مع الاوركسترا تحت قيادة عمر طفياني والاستفادة من توجيهات المدير الفني عبد الكريم عميمور. كما شكل المهرجان أيضا بالنسبة للكثير منهم فرصة لتحسين معرفتهم لتاريخ القصائد الشعبية التي تعود لعدة قرون وذلك بفضل المحاضرات التي كانت تنظم قبل بدء التمرينات التحضيرية.

 

مواهب واعدة مدعوة للتكفل بنفسها

وقد أعرب المحافظ الجديد للمهرجان نور الدين بوخاتم، عن ارتياحه لتنظيم المهرجان مبرزا "جو الحميمية وتبادل الخبر الذي ساد بين الفائزين السابقين والمتنافسين الذين أظهر بعضهم إمكانات واعدة قد تمكنهم في المستقبل من فرض أصواتهم في ساحة الفن الشعبي في الجزائر". وطمأن بوخاتم بعدم التخلي عن المتوجين بعد انتهاء المهرجان و"منحهم مساعدة معتبرة لتشجيعهم في انطلاق مسارهم". وأضاف أن هذه المساعدات تتجسد خاصة في تنظيم جولات وحفلات فنية تنظم بالتعاون مع كل الأطراف المعنية بتطوير الفن والثقافة على المستوى المحلي، معربا عن امله في ان يقابل هذا التحفيز وعي الفائزين بأهمية التكفل بمسارهم الفني." واختتمت هذه الطبعة المهداة لروح الراحل مصطفى تومي صاحب رائعة "سبحان الله يا لطيف" الذي وفته المنية في افريل الماضي في الساعات الأولى. ق.ث

من نفس القسم الثقافي