الثقافي

العودة لمحاضرة الدكتور رمضان البوطي في ملتقى الفكر الإسلامي

في حصة منتقيات من الملتقيات

 

أكد الدكتور المرحوم محمد السعيد رمضان البوطي، خلال المحاضرة التي القاها بملتقى الفكر الإسلامي، خلال الثمانينات من القرن الماضي، عنونها بـ" الغزو الثقافي" واعيد بثها ببرنامج "منتقيات من الملتقيات" للقناة الاولى، انه رغم يقينه بأن في الحياة الاسلامية سلبيات كثيرة وبأن جسم العالم الاسلامي يعاني من امراض مستشرية وهي السلبيات والأمراض التي يحب أن يركز المتشائمون عليها، ويحبون أن يعصبوا اعينهم بها حتى لا يروا في محيط عالمنا الاسلامي شيئا اخر، رغم ذلك فإنه على يقين بأن هنالك يقظة اسلامية حقيقية تسري ليس فقط في اوساط العالم الاسلامي بل في العالم أجمع، مؤكدا انه لا داعي إلى انكارها والى الامتراء بها ولا إلى تكلف التشكيك فيها. وقال البوطي إن ذلك "هي الصحوة" مستدلا بما أورده الاستاذ الغزالي خلال المحاضرة التي سبقت محاضرته الذي صرح انها متجددة، مضيفا انه لا يمكن نكرانها لأن ذلك يستدعي أن ننكر قول الله عز وجل "يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه، اذلة على المؤمنين، اعزة على الكافرين"، مضيفا انه لا مجال لنكران هذه الصحوة لأن انكارها يستدعي من الجميع القفز فوق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لهذا الدين اقبالا وادبارا". وأوضح الدكتور المرحوم محمد السعيد رمضان البوطي انه من الامكان أن تضيع معالم هذه الصحوة على الكثير من الناس وبوسعه أن يجلي هذه المعالم عن طريق تحديد الوسط الذي تسري فيه هذه اليقظة، مشيرا إلى أن اليقظة الاسلامية تسري في وسطين اثنين الوسط الاول يتمثل في بقاع لم تكن تعرف الاسلام بالأمس ولا تدين بالإسلام حتى اليوم وهي بقاع اوروبية، وربما يتصل ذلك إلى امريكا وربما يسري في جهات كثيرة من اسيا. وأشار إلى أن هذه البقاع كان اهلها إلى الامس القريب معرضين عن الاسلام لا يشعرون له بوجود ولا يقيمون له وزنا، ولا يرون في دراسته من فائدة ولكنهم اليوم كما يعلم الجميع جيدا فيهم كثيرا مما يطمح إلى معرفته بجد وفيهم كثيرا ممن يعكف على دراسته بنهم وشغف، وفيهم كثير ممن يعلقون الامال على الاسلام وفيهم كثير ممن يحلمون بأن يجدوا فيه الخلاص من البؤس الحضاري الذي ران على الصدر ذلك العالم النائي البعيد عن الاسلام والذي افسد فيه انسانيته، مضيفا أن هذه الظاهرة لا سبيل لإنكارها وهي حقيقة ماثلة للعيان. وفي تعقيبه على محاضرة المرحوم محمد السعيد رمضان البوطي، ذكر الدكتور عبد الرزاق قسوم ضيف البرنامج خصال المرحوم مشيرا إلى انه كان قطعة من الصحابة تمشي على الأرض، ويشعر الشخص معه بنوع من الاجلال والمهابة لأنه يتبعه هذا الحياء ولا يستطيع أن يرفع وجهه في احد ويتسم دوما بالخلق وحسن الخلق مع ابتسامة عذبة، مضيفا انه لم يكن من هذا النوع الجامد الذي لا يبتسم ولا ينكت. وفي سياق متصل اضاف المتحدث أن المرحوم كان يجود بالحكمة والكلمة الطيبة وبالتقوى مما اكسبه مكانة عظيمة، مضيفا انه كان يشعر بطمأنينة خاصة حينما كان يرأس الجلسات ويصعد المرحومين البوطي والغزالي إلى المنصة لكونه لا يتعب من حيث التنبيه إلى الوقت، وكذا لكونه لا يستطيع التعليق على ما يقولون باعتبار انهم لن يخرجوا على الموضوع. 

فيصل. ش


من نفس القسم الثقافي