الثقافي

فاطمة الجمعي والحديث عن تكريم الإسلام للمرأة والأم المثقفة

خلال المحاضرة التي ألقتها بملتقى الفكر الإسلامي بالجزائر

• بقلم جريدة الرائد
• نشر في 24 جولية 2013

أكدت الاستاذة في الفلسفة المغربية فاطمة الجمعي، خلال المحاضرة التي القتها بملتقى الفكر الاسلامي بالجزائر، خلال الثمانينيات من القرن الماضي، وحملت عنوان "المرأة ومكانتها في الاسلام واعيد بثها ببرنامج منتقيات من الملتقيات" للقناة الاذاعية الاولى، ان اول ما يلاحظ هو ان للمرأة علاقة بالمواضيع الثلاثة التي عرضت للمناقشة في هذا الملتقى مضيفة ان هذا أمر طبيعي في الملتقى الاسلامي يرمي الى اصلاح البيئة وتطورها والى الاهتمام بالمرأة ومكانتها. واعتبرت المحاضرة ان الزوجة خلقت من الطين الذي خلق منه الرجل خلافا لما يروجه الخرافيون من ان المرأة خلقت من ضلع اعوج مؤكدة ان الحقيقة التي لا تستطيع كتمانها هو ان الرجل الذي يعتقد هذه الاسطورة أعوج المخ وكل الاضلع. وأوضحت الاستاذة في الفلسفة المغربية فاطمة الجمعي انه لا يجوز تخيل اللغة في علاقتها الثقافية دون التفكير مسبقا في الدور الذي تلعبه الام في تربية الملكة الكلامية عند الطفل مشيرة الى ان من فم الام يلتقط الطفل الكلمات الاولى التي سيحاكها. كما ان الام تعلمه ما هو اكثر من الكلمات واعمق والمتمثلة في اسرار الحياة بدموعها وابتسامتها كما تقدم له التراث الحضاري من اعلى حافة المهد بالسهر والمعاناة والمناغاة بالإرضاع والضم الى الصدر مما يجعلها عند الطفل تجسيدا للإنسانية تاريخا وقيما وفنونا واعرافا ولغة مبرزة ان كل هذا يجعل من المرأة مساسا بالموضوع الاول. واستنتجت فاطمة الجمعي ان المرأة باعتبارها تلعب هذا الدور الخطير في البنيات الاولى لكيان الطفل سواء منها البنيات الحياتية او الثقافية بما فيها اللغة والمعتقدات والأخلاق يتوجب على الام ان تكون مثقفة حيث ان بدون ثقافة لا يمكنها ان تقوم بدورها البناء في الاسرة والمجتمع مشيرة الى مقولة "ان الام هي المدرسة الاولى" مضيفة انه في حالة اذا كانت المدرسة الاولى مدرسة الخرافات والجهل فستنشأ ابناء لا يعرفون كيف يندمجون في الحضارة وغير قادرين على الاسهام الفعال في الثورة الثقافية. وفي تعقيبه على محاضرة الاستاذة فاطمة الجمعي اعتبر الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذي نزل ضيفا على برنامج "منتقيات من الملتقيات" ان ما اوردته المحاضرة بخصوص ان الزوجة خلقت من نفس الطين الذي خلق منه الرجل يعكس الجرأة الخاصة التي تتميز بها المحاضرة وإلا لما قالت هذا الكلام، مضيفا انها تمكنت من استوقاف الحضور في محاضرتها بمجموعة من المصطلحات منها الضلع الاعوج وايضا لغة الطفل وكيف ان الام هي صانعة لغة الطفل، مبرزا ان الحديث عن لغة الطفل يحيل الى الابعاد الوطنية والاجتماعية ويعتبر ضمان امان الذي تمنحه الام لابنها وبدونها لا يمكن للطفل ان يتقولب او ان يصاغ صياغة صحيحة كما ينبغي. واشار المتدخل الى ان المحاضرة اكدت على هذه القضية مصرحة ان الناحية النفسية الخاصية الشخصية والمقومات النفسية للطفل هي ثقافة الام لذلك قامت بتقديم هذه كمقدمة لتصل الى نتيجة انه لابد من تثقيف الام كي نضمن ثقافة الطفل لان فاقد الشيء لا يعطيه.

فيصل.ش