الثقافي

بن نعمان ونظرته لتأثير الثورة الجزائرية على الصحوة بالعالم الإسلامي

في حصة منتقيات من الملتقيات

 

أكد الدكتور أحمد بن نعمان خلال المحاضرة التي حملت عنوان "اسباب الصحوة" والتي قدمت خلال الملتقى الثامن عشر للفكر الاسلامي خلال الثمانينيات من القرن الماضي، وأعيد بثها ببرنامج "منتقيات من الملتقيات" على أمواج القناة الأولى، أن "الثورة التحريرية المباركة قامت على مبدأ الجهاد وانتصرت بروح الجهاد، وان الشعب كان يرى المجاهدين ملائكة منزهين او صحابة مقربين". وأضاف أن المجاهدين برهنوا حقا وصدقا انهم على هذه المكانة تطبيقا لبيان أول نوفمبر القائل بأن هدف الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطني بواسطة اقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن اطار المبادئ الاسلامية. وأوضح الدكتور بن نعمان في محاضرته أن نجاح هذه الثورة كان بتلك الروح الجهادية، التي اعطت ثمارها الاولى سنة 1962 اكبر انتصار للإيمان على الكفر وللحرية على الجبر يحققه شعب مسلم منذ امجاد الاجداد الحروب الصليبية القديمة (المتجددة)، مضيفا أن هذا الانتصار الباهر كان له دور لا يذكر في دعم الصحوة الاسلامية وبعث الثقة في نفوس المستضعفين داخل أقطار الأمة الاسلامية وخارجها، وذلك لان الاستضعاف اذا كان مختلف الاشكال والألوان فالمستضعف واحد. ولم يخف المحاضر أن نجاح هذه الثورة مكن في ايجاد بعض الصحوة المفقودة أو دعم الصحوة الموجودة ذاكرا مثالين اثنين عن الاستحياء، وهما أن نجاح الثورة مكن من تنظيم الملتقى الثامن عشر للفكر الاسلامي والتي انجبت جيلا من المجاهدين الصالحين، فيما يتجسد المثال الثاني في أن غداة الاستقلال في الجزائر كان عدد المساجد في تلك الفترة وفي كافة انحاء الجزائر لا يتعدى 900 مسجد فيما تضاعف اليوم (الثمانينات) إلى عشرة مرات تقريبا، حيث اصبح يناهز 9 آلاف مسجد في الوقت الحاضر مفصلا ذلك بقوله إن بعملية حسابية بسيطة فإن عدد ايام السنة التي تساوي 365 تضرب في سنوات الاستقلال 22 سنة تساوي 8030 يوم، وهو ما يعادل بالضبط عدد المساجد المبنية بعد الاستقلال بمعدل مسجد واحد كل يوم او كل 24 ساعة بالتعبير الاحصائي العلمي. وفي تعليقه على محاضرة الدكتور أحمد بن نعمان، اعتبر الدكتور مناد طالب أن هذا الاخير كان تسكنه شحنة من نشاط الدكتور مولود قاسم ايت بلقاسم، مضيفا أن الدكتور بن نعمان عندما يقوم بتقديم محاضرته تصحبه دائما تلك الحركات والاشارات التي من خلالها يريد أن يتكلم بالحركات قبل أن يتكلم بلسانه او بالكلمة. وأفاد المتحدث أن الدكتور بن نعمان عندما تكلم عن الثورة الجزائرية تحدث عنها في اطار ما عنون به مداخلته اسباب الصحوة ومنها عرج على فكرة المجاهدين، مصرحا أن ابان الثورة التحريرية افراد الثورة كانوا يسمون بالمجاهدين كما كانوا يسمون بالمسبلين والذين يتوفون يسمون بالشهداء وهي مفاهيم ومصطلحات لاشك فيها اسلامية بحتة، مشيرا إلى أن الاسلام يقدس الشهيد كما يقدس الثائر كما يقدس المجاهد لأنه موضوع في مرتبة عالية جدا. 

ف. ش

من نفس القسم الثقافي