الثقافي
تسويق الأعمال الفنية عبر الإنترنت الضالة المنشودة للرسامين بوهران
في ظل غياب أروقة للفن التشكيلي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 جولية 2013
وجد فنانون تشكيليون بوهران ضالتهم في بعض مواقع الإنترنت لعرض وتسويق الأعمال الفنية في ظل غياب أروقة للفن التشكيلي متخصصة في عمليات البيع وفق المقاييس المعمول بها في هذا المجال. وأوعز عدة فنانين الأسباب التي أدت بالمبدعين إلى ركوب موجة تسويق اللوحات الفنية عبر الأورقة الافتراضية إلى غياب قانون ينظم سوق الفن التشكيلي بالجزائر من جهة وتوقف قاعات الفن التابعة للخواص عن مزاولة نشاطها من جهة أخرى، فضلا عن مواكبة التطور الحاصل في مجال التكنولوجيا. يذكر أن وهران كانت تتوفر خلال السنوات الأخيرة على أربعة فضاءات لعرض وبيع اللوحات التشكيلية وكانت تمارس هذا النوع من النشاط بصورة غير منتظمة لأسباب تجارية محضة بين صاحب الفضاء والعارض، مما جعلها لا تعمر طويلا ولم تستطع رفع تحدي البقاء في سوق الفن التشكيلي. ولسد هذا الفراغ بادرت مديرية الثقافة للولاية منذ أكثر من سنتين بتهيئة رواق "الباهية" لتمكين المبدعين من هواة ومحترفين من عرض أعمالهم وتشجيعهم على الإبداع وتسويق منتجاتهم دون تدخل الإدارة. بيد أن هذا الفضاء لم يرق إلى مستوى تطلعات الرسامين نظرا لضيق المقر الذي لا يستوعب اللوحات ذات الحجم الكبير، ولا يستجيب إلى المقاييس المعمول بها على حد تعبير فنانين مما جعله يستضيف الهواة أكثر. كما نجد كثير من العارضين المشاركين في مختلف التظاهرات الدولية والوطنية والمحلية حول الفنون التشكيلية المنظمة بوهران من قبل مؤسسات ثقافية وجمعيات ومؤسسات فندقية يجرون أذيال الخيبة لعدم تمكنهم من بيع لوحاتهم بسبب غياب ثقافة الإشهار، الذي يلعب دورا كبيرا في عمليتي الترويج والتسويق . وقد حتم هذا الوضع كثير من الرسامين اللجوء إلى قنوات أخرى منها شبكة الانترنت لتسويق أعمالهم الفنية وموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، مما يسمح بالبيع بطريقة أسرع وكذا تمكين هواة اقتناء أو جمع التحف بمتابعة السوق الافتراضي للفنون من خلال تصفح المواقع. ويتفق العديد من الرسامين أن سلبيات هذه الوسيلة أكثر من إيجابياتها حيث قد تتعرض أعمال الفنان المعروضة عبر مواقع الإنترنت إلى سرقة الأسلوب أو التقنية المستعملة، أو يقع صاحبها فريسة النصب والاحتيال أو نسخها وطبعها وإعادة بيعها بأسعار خيالية في الأسواق والمحلات "الواقعية" لبيع التحف التقليدية. وبما أن الأعمال الفنية تشكل مصدر رزق لكثير من الرسامين فإنهم مضطرون إلى تسويق لوحاتهم باستعمال مختلف الوسائل المتاحة في الوقت الراهن مع أنهم يدركون مسبقا أنه سيتم بيعها بسعر لا يعكس قيمتها الفنية وهم بذلك معرضون لـ"نهب قانوني"، غير أن هذا الوضع أحسن من تعرض أعمالهم إلى التكديس حسبما أشارت إليه الرسامة فوزية منور. وتبقى عاصمة الغرب الجزائري التي تطمح أن تكون حاضرة كبرى في حوض البحر الأبيض المتوسط بحاجة ماسة إلى أروقة للفن تعمل وفق معايير عالمية، خاصة أن المدينة تتوفر على مدرسة عليا للفنون الجميلة يتخرج منها سنويا عشرات الطلبة في شتى اختصاصات الفنون، سيكونون بحاجة إلى من يأخذ بيدهم لعرض وبيع أعمالهم... ولو في أروقة افتراضية.
ق. ث